هل للزلازل فوائد؟!.. الفرجات يجيب
أكد استاذ علم المياه والبيئة البروفيسور محمد الفرجات، أن للزلازل فوائد تدعم حياة الإنسان على الأرض، مشيرا إلى أن الأرض كوكبا متزنا ومستقرا، إلا أن هنالك عمليات تحدث على الكوكب وبداخله تساهم بإستمرار الحياة عليه وتجعله مناسبا للحياة أيضا.
وقال الفرجات في مقال له نشره اليوم الاحد، إن الزلازل وحركة الصفائح هي مفيدة من وجهة نظر اخرى، فلولاها لغطى الماء كوكب الأرض كاملا بسبب عمليات الحت والتعرية والتي تنحت التضاريس وتساويها فتسمح للبحار بأن تطغى عليها، فتقوم حركات الأرض بالمقابل بعمليات الطي والتصدع وبناء الجبال ورفع الكتل الأرضية وبشكل مستمر، كما تساهم الزلازل بجعل الصخور خزانات جوفية مناسبة.
وأضاف، أن كثير من الموائل البشرية هي نتاج الحركات الزلزالية. فتهيء الحركات الأرضية والزلازل والتصدعات لتكوين منخفضات الأحواض الرسوبية والأودية والجبال ومختلف أشكال سطح الأرض، مما ينوع البيئات الجغرافية أيضا ويثري التنوع الحيوي والغذائي والناتج عن التنوع المناخي الذي يحدث وفقا للفروقات الطبوغرافية.
واوضح أن في سجلات الطبقات الرسوبية هنالك شواهد كثيرة على تقلب وتغير جغرافية وبيئات ومناخ كوكب الأرض مع الزمن. كما وتسجل الأحداث الزلزالية والبركانية ومختلف أشكال الكوارث الطبيعية التي شهدها الكوكب عبر فترات عمره.
وبين أن التغير في طبقات الأرض وجيولوجيتها وإثرائها بالخيرات من معادن ونفط وفوسفات وغيرها، كلها جاءت مع تغير بيئات الأرض الرسوبية عبر الزمن والتاريخ الجيولوجي، وذلك نسبة لعمليات تقدم وتراجع البحر، والتي تحدث ببطئ وفقا لعمليات الحركات الأرضية والزلازل.
ووقال إن الصفائح الأرضية كانت قطعة واحدة وقارة واحدة، وإنما إعادة تشكيلها وفصلها وتكون البحار والمحيطات بشكلها الحالي، هي نتيجة حركة الصفائح والتي تتم عبر حركات وإزاحات زلزالية.
وقال الفرجات إن دورات كثيرة على كوكب الأرض تحدث يوميا وباستمرار، كدورة الصخور في الطبيعة ودورة المياه في الطبيعة ودورات الغازات في الطبيعة.. إلخ.. وتساهم برفد الحياة ودعمها.
وأضاف، أن كوكب الأرض له عدة أغلفة؛ الغلاف الصخري والغلاف المائي والغلاف الغازي والغلاف الحيوي، وهي بتماس وتفاعل دائم مع بعضها البعض ضمن عمليات طبيعية تحدث بشكل مستمر..
وأكد أنه لولا البراكين مثلا لتفجر كوكب الأرض.. فتعتبر بحدوثها تنفيسا دوريا للكوكب بسبب التراكم الحراري بداخله، والناتج عن التفاعلات الكيميائية والنووية المختلفة داخل الكوكب..
وأشار إلى أنه لكوكبنا مجال مغناطيسي وقطب شمالي وقطب جنوبي، ومجال كوكبنا المغناطيسي يحمي الكوكب والحياة من الأشعة الكونية بنفرها، بينما الجاذبية الأرضية تحفظ الكوكب وما عليه وتحفظ إتزانه..
ويدور الكوكب حول نفسه ليتعاقب الليل والنهار في الليل السبات وفي النهار المعاش فسبحان الله.. ويدور الكوكب حول الشمس لتتعاقب الفصول والمواسم..
وأوضح الفرجات أن خليج العقبة والذي يقع عليه منفذنا البحري الوحيد في المملكة الأردنية الهاشمية هو نتاج الصدع الإنزلاقي الإنفتاحي، وأغوارنا ووادي عربة والبحر الميت كذلك هي هدية الصدع.
واستشهد الفرجات بقوله تعالى: “إني جاعل في الأرض خليفة”… صدق الله العظيم