تأخر الامطار يقلق المزارعين ..

فيما أبدى مزارعون قلقهم من انحباس الأمطار مع قرب دخولنا شهر كانون الأول (ديسمبر)، أكد الاتحاد العام للمزارعين، أنه لا داعي للقلق بالنسبة لمزارعي القمح والشعير والمحاصيل الشتوية بشكل عام، خصوصا أن الموسم الشتوي لم ينته بعد، كما أن مربعانية الشتاء والخماسينية لم تبدأ بعد.

وقال مدير الاتحاد، محمود العوران، إن “التخوف يكمن في استمرار الانحباس المطري مدة طويلة، إذ لا يمكن فلاحة الأرض لإنبات المزروعات الشتوية دون الأمطار، ما يؤثر على إنتاج الزراعات المبكرة التي تعطي أسعارا أفضل للمزارع”، مبينا، أن الأمطار الخريفية مفيدة للأشجار دائمة النمو مثل الحمضيات والزيتون، والزراعات الشتوية، بخاصة البعلية منها، كالقمح والشعير والبازيلاء.

ولفت العوران إلى أن الزيتون يحتاج عادة بعد انتهاء موسم القطاف إلى 50 ملمتر من المياه كتعويض، وبالتالي فإن سقوط الأمطار المبكرة، يحقق فائدة عظيمة للزيتون، مؤكدا أن الأمطار المبكرة مفيدة في غسل التربة الزراعية من الأملاح، فالجفاف الناتج عن انحباس الأمطار، يؤثر على نمو الكائنات الدقيقة المفيدة في تحليل المواد العضوية للنبات، وهذه الكائنات، تحتاج للرطوبة والحرارة لكي تنمو.

ونصح المزارعين بعد سقوط “المطرة الأولى” بحراثة الأرض، بعكس ميلانها، لتشكيل خنادق وسدود لتساعد التربة على الاستفادة من مياه الأمطار، وتصريف الزائد منها تجاه الخزان الجوفي، وعدم تركها عرضة للانجراف.

من جهته، دعا الخبير الزراعي، نمر حدادين، المزارعين إلى عدم القلق من انحباس الأمطار، قائلا، “ما نزال في بداية فصل الشتاء، والموسم ما يزال في بدايته”.

وبين حدادين، أن تأخر هطل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، سببه التغيرات المناخية، داعيا المزارعين للتأقلم مع هذه المتغيرات، عبر تأخير مواعيد الزراعة وتغيير النمط الزراعي.

 أما بالنسبة لمربي الثروة الحيوانية؛ فدعاهم حدادين لتقديم الأعلاف التكميلية لقطعانهم حسب الحاجة، لزيادة إدرار الحليب في الضرع لإرضاع المواليد وتلافي حدوث سوء تغذية، وكذلك استمرار ري الأشجار المثمرة، بخاصة المروية منها.

وقال المهندس الزراعي، إبراهيم العدوان، ان العادة جرت بأن تبدأ الزراعة مبكرا، لكنها تأخرت هذا العام، وجاء تأخر هطل الأمطار ليشكل خطرا على بعض الزراعات المبكرة، كما أن التأخر أجلّ زراعة بعض المحاصيل.

وأشار العدوان إلى أنه وبالرغم من وجود آبار، إلا أن مزارعين يعتمدون على هطل الأمطار، التي تجعل من التربة رطبة وخصبة، وتساعد على إنبات القمح والشعير، ما ينعكس سلباً على المحاصيل، لافتا أيضا إلى أن عدم تساقط الأمطار حتى الآن يوثر سلبا على المحاصيل الشتوية.

وقال، “إن تأخر المطر هذا العام، ليس سلبيا فقط على الزراعات، بل كذلك على الثروة الحيوانية، كون الإنتاج الحيواني مرتبطا بالزراعي، فعندما ينقص مستوى الإنتاج الزراعي تتأثر الثروة الحيوانية سلبا”.

وبين العدوان، أنه “حين لا تجد الإناث ما تأكله عند وضع المواليد، وتقل قدرتها على توفير الحليب لتغذية صغارها، يؤدي ذلك بدوره إلى موت كثير من المواليد الجديدة والأمهات، نتيجة ضعف التغذية، ويكون في النتيجة تناقص أعدادها وانخفاض سعرها، بالإضافة للجوء إلى استيرادها من الخارج”.

المهندس الزراعي سليمان عواد، بين أن تأثيرات تأخر الأمطار ينعكس على المزارعين وعلى الاقتصاد الوطني، بخاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية، قائلاً، “إن قلة الهطولات المطرية سبب في تأخر زراعة محاصيل القمح والشعير، بخاصة البعلية منها، كما أثر ذلك على انخفاض منسوب المياه الجوفية”.

ولفت عواد إلى تأثر المحاصيل المروية بسبب نقص المياه الجوفية، ما ينعكس سلباً على المساحات المزروعة في ظل الظروف الجوية السائدة وانحباس الأمطار لغاية الآن، والتي سيؤثر بشدة على هذه المحاصيل، التي زرعت مبكرا، بحيث أن قسماً كبيراً منها، لم ينبت، ما أدى لتعفن البذار في الأرض وتلفها، ومنها ما ظهرت بوادر إنباتية له، لكنها ماتت، ما سيكلف المزارعين غالياً في هذا العام، لأنه سيضطر المزارعين لقلب التربة وزراعتها مجددا، اذا ما استمر انحباس المطر.

وبين أن انحباس الأمطار وانعكاساتها على التربة، حد من المساحات المزروعة وأثر على المزارعين اقتصاديا، لذلك فإن الحكومة مطالبة بدعم وتشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وتخفيض أسعار مستلزمات الانتاج من بذار وأسمدة وغيرها. (الغد)

زر الذهاب إلى الأعلى