“مناهج كولينز” .. مطالبات بالعودة إلى الكتب القديمة
تفاعل عشرات آلاف الأردنيين، من أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية، مع حلقة “ندوة لايف”، التي تناولت “مناهج كولينز”، عكس حجم الرفض الواسع لكتب العلوم والرياضيات “التجريبية” الجديدة للصفين الأول والرابع الأساسيين.
ومنذ أسابيع انطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإلغاء “منهاج كولينز” أهمها حملة “رجعوا كولينز للوزارة”، والتي كانت مؤسستها وكممثلة عن شريحة واسعة من أولياء الأمور نور العواودة ضيفة في الحلقة التي عرضت على “مباشر الغد” على منصة الصحيفة في “الفيسبوك” مساء أول من أمس.
وشددت العواودة على أن هناك معاناة “مشتركة يعاني منها أولياء امور لطلبة الصفين الأول والرابع الأساسيين، ممن يتعلمون منهج كولينز الذي دخل الصفوف في الفصل الدراسي الأول من العام الحالي”.
وقالت إن المناهج أعلى من مستوى الطلبة في الصفين، ويوجد فيها “الكثير من الفجوات مثل كتاب الرياضيات، فمثلا مطلوب من الصف الاول في الدرس الأول أن يتعلم الأرقام من 1-100، دون تعلم فئات وقيمة الأرقام والتي هي شيء أساسي قبل تعلم الأرقام أي الآحاد والعشرات والمئات”.
واستهجنت العواودة اللجوء الى “مناهج كولينز وهو منهاج بريطاني واستبدال المناهج الوطنية القديمة به، دون اعطاء الثقة للعقول الأردنية المبدعة على تغيير المنهاج بدلا من استقطاب مناهج من الخارج”.
وقالت: “هناك عدم ثقة بالعقول الأردنية، هذه العقول التي تغير مناهج في بعض دول الخليج، انا شخصيا وكوني تعلمت اللغة الانجليزية قادرة على تأليف كتاب للصفوف الأولى الثلاثة بالانجليزي وسأراعي فيها قدرات الطلاب في هذه الأعمار، لدينا خبرات وكفاءات بأساليب حديثة ليس فقط في عمان بل أيضا في المحافظات”.
ومن ضمن الملاحظات على “كولينز”، بحسب رأيها ومجموعة من اولياء الأمور، أنه “يعتمد على التلقين بحيث يتعرض الطالب في الصفين الاول والرابع على تلقينه مسائل حسابية دون فهمها، الامر الذي يصعب عليه حل المسائل، وهو ما يتنافى مع جوهر تعلم علوم الرياضيات التي ترتكز على الفهم قبل الحفظ والتلقين”.
وبينت أنها ومجموعة من أولياء الامور حاولت “أكثر من مرة التواصل مع المركز الوطني لتطوير المناهج لوضع ملاحظاتهم وشكاواهم حول منهاج كولينز لكنها لم تلمس والاهالي أي اهتمام”.
واعتبرت ان “الحل موجود ومن السهل تطبيقه وذلك من خلال العودة الى المنهاج القديم وخلال ذلك يتم تعديل منهاج كولينز وتطويره بما يتوافق مع ملاحظات الاهالي وبما يتوافق مع كل من مصلحة الطالب والمعلم أيضا”.
بدوره، اعتبر رئيس اللجنة الاستشارية لتطوير المناهج الدكتور ذوقان عبيدات أن قطاع التعليم “يتحمل” أن يكون حقل تجارب، لكن بشرط أن يقدم له جهد حقيقي وناضج وقريب للدقة والصحة. واعتبر عبيدات أن هناك شيئا من المبالغة في انتقادات الأهالي لمنهاج كولينز مثل تلك التي تتهم بأن المنهاج يمس بالدين.
واكد أن لجنة تطوير المناهج تنظر بعين الاهتمام لشكاوى الطلبة وأهاليهم من كولينز وهناك خطوة لتطوير المنهج بما يتوافق مع المصلحة المشتركة لهم وللمعلمين أيضا.
ونفى عبيدات الاتهامات التي تتحدث عن انه “غير موقفه” عندما اصبح رئيس اللجنة الاستشارية لتطوير المناهج، بعد ان كان سابقا من أشد المنتقدين لمنهاج كولينز، مؤكدا أنه حتى اللحظة لديه بعض الملاحظات على المنهاج.
وبين أن إقرار المنهاج “مر بعدة قنوات بدءا بالمجلس التنفيذي للمركز الوطني لتطوير المناهج، وهم من شكلوا لجانا لإعداد المنهاج، وأقروه ورفعوه للمجلس الأعلى الذي بدوره أقره وأشاد به ثم تم تحويله إلى مجلس التربية، وحتى نقابة المعلمين كان لديها دور في إقرار المنهاج”.
وقال عبيدات، “جميع الاطراف تعترف ان هناك عيوبا في كولينز، وفي تقرير حديث كشف ان هناك 60 صفحة فيها عيوب، لكن المصلحة الوطنية لا تعني هدم الهيكل على من فيه ونحن حريصون على أن نساعد الاهالي والمعلمين على التكيف على الكتب الى حين تعديلها”.
من جهته، قام عضو نقابة المعلمين الدكتور يحيى العسيلي بعمل مقارنة في كتابي العلوم والرياضيات بين المنهاج السابق ومنهاج كولينز، مشددا على أن المنهاج السابق له هوية والجديد ليس له هوية.
وقال العسيلي ان منهاج كولينز تم اقراره بعد 16 يوما فقط من دراسته، والأخطر أنه تم تدريب المعلمين عليه لمدة يومين فقط.
ونفى تدخل نقابة المعلمين في إقرار منهاج كولينز ذلك لأن المادة الخامسة من قانونها يمنعها من التدخل في تعديل المناهج، ودعا الى ضرورة وجود خطط تطويرية لتعديل المناهج بالاستناد لجسم مرتبط بوزارة التربية والتعليم وليس جسما ليس له علاقة بذلك مثل المركز الوطني لتطوير المناهج.
وقال، “من يطورها يجب ان يكون جسما من الوزارة وليس المركز الوطني لتطوير المناهج، ونطالب بإعادة الابن الشرعي لتطوير المناهج وهي مديرية المناهج في الوزارة”.
وأشار الى أن “هناك معاناة مشتركة للأهالي والطلاب والمعلمين امام منهاج كولينز ونطالب بوضع حل سريع، ذلك لأن المس بقطاع التعليم بما لا يخدمه يمس المصلحة الوطنية جمعاء”.
وفي مداخلته، قال مستشار المركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور محمود المساد “نحن لسنا ضد كولينز، وهي شركة عالمية واستحقت شروط المنافسة عندما تم طرح العطاء، كان هناك تحفظ سابق على بعض الزوايا في المنهاج، وفي هذه المرحلة يفترض ان تكون المرجعية للمؤلفين الحاجة لتدريب المؤلفين حتى يتشربوا فلسفة المنهاج الجديد”.
وكشف عن أن التعامل كان بسرية بالنسبة للتعاقد، بحيث “لم تمر علينا كمستشارين في المركز الوطني لتطوير المناهج”، مبينا أن “الترتيب المنطقي لأي تغيير على المناهج هو ان يكون هناك اطار عام للمنهاج الجديد وتدريب المعلمين من ثم تأليف الكتاب، بيد أن ذلك لم يتم في منهاج كولينز حيث تم القفز عن طريقة البدء بالتأليف وترجمة المنهاج، وكان هناك سرعة في ترجمتها بلغة ركيكة. حتى الصياغة كانت ركيكة أيضا”.
وشدد على أهمية البحث في الأخطاء في كولينز ومن الضروري البحث في الاهمال الاداري الذي سبق قراره والضغط لتعديله.
وقال: “من خلال الغد أعلن أننا كمركز وطني لتطوير المناهج نتكفل بفلترة قوية على الكتب التي ستصدر في الفصل الدراسي الثاني ووضع خطة متأنية، لأنه لا يمكن ان تصدر مناهج رصينة وناضجة بتلك السرعة التي صدرت بها في الفصل الدراسي الحالي”.
وأشار الى أن “هذه الكتب خلت من الهوية الوطنية وهو أهم مأخذ عليها، فضلا عن غياب الشخصية المتوازنة والتفكير هذه الكتب تلقينية نعم المنهاج القديم افضل في هذا المجال”.
وختم بالقول، “نطالب بالتطوير لكن دون الوصول الى مستوى متدني، وهذه فرصة لتعديل المنهاج مع ضرورة تدريب المعلمين عليه بصورة تطبيقية وعملية ومكثفة ووضع خطة تدريسية للطلاب كدليل معلمين”.
الغد – غادة الشيخ