“جن” يثير غضب الأردنيين.. ونواب: “سنحاسب المسؤولين عن انتاجه”

كرم الإخبارية – وسام نصر الله – وكالات

لقي مسلسل “جن” موجة غضب عارمة من قبل أطياف وفئات واسعة من المجتمع الأردني، لاحتوائه على مشاهد جنسية وألفاظ إباحية، معتبرين أنه يشوه صورة المجتمع ويبث ثقافة الإنحلال الأخلاقي.

وطالب نواب بمحاسبة الجهات الرقابية المسؤولة عن إعطاء التصاريح لتصوير تلك المشاهد “الخادشة للحياء العام” –حسب وصفهم-، محملين الحكومة المسؤولية الإخلاقية عن إنتاج “جن”.

وكان مدعي عام عمان، قد اتخذ قرارا الخمیس بوقف بث المسلسل، بسبب ما وصفها بـ”مقاطع إباحية” في أول مسلسل عربي تنتجه شركة نتفليكس وتبثه إلى مشتركيها في عشرات الدول حول العالم.

وأوعز النائب العام لوحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في مدیریة الأمن العام، باتخاذ “الإجراءات الفوریة” لوقف بث المسلسل.

وقبل إطلاق عرض المسلسل بيوم أقيم حفل إشهار كبير الأربعاء الماضي، استضافته شركة نتفليكس في العاصمة عمان، وحظي بحضور طاقم التمثيل وفريق العمل، وممثلين من وسائل إعلام عربية ومحلية.

وصرحت “نتفلكس” أن النقطة الأهم في هذا العمل هي تصوير الشباب العربي وهم يواجهون بعض القضايا العالمية مثل التنمر والحب.

jin-netflex1.png

العساف: ماجن وسيء

ووصف الناطق الإعلامي باسم كتلة الإصلاح النيابية د.مصطفى العساف المسلسل بالماجن والسيء، محملا الحكومة بأكملها و على رأسها د .عمر الرزاز كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه إنتاجه.

وقال النائب العساف في بيان صحافي حول مسلسل “جن”، ان الحكومة باكملها وعلى رأسها الدكتور عمر الرزاز تتحمل المسؤولية الاخلاقية والقانونية تجاة المسلسل الذي يشوه صورة الأردن وشعبه، وقيمه الأصيلة، ويبث ثقافة الانحلال والسقوط الأخلاقي، ويجب معاقبة كل من ساهم بهذا العمل المشين.

 بدوره طالب رئيس لجنة التربية والثقافة النيابية الدكتور إبراهيم البدور، الجهات الرقابية الحكومية بالتحرك الفوري بمنع عرض هذا الفيلم وإجراء تحقيق فوري مع الجهات المسؤولة التي قامت بالموافقة واعطاء التصاريح لتصوير مثل تلك المشاهد.

وكشف البدور أن لجنة التربية والثقافة النيابية ستقوم بدورها الرقابي وذلك من خلال عقد اجتماع في اقرب وقت بحضور كافة الجهات المعنية بإنتاج الافلام في الاردن ووزيري الثقافة والإعلام للحديث حول هذه القضية وآلية إعطاء التصاريح وإجازة نصوص الافلام عموماً.

jin-netf.jpg

الأسعد: لا يمكن وقف بث “جِن”

وقال نقيب الفنانين السابق، ساري الأسعد، إنه لا جهات في الأردن قادرة على وقف بث مسلسل جِن المثير للجدل.

وأضاف أن هذا المسلسل كونه من إنتاج شبكة نتفليكس ويُعرض على موقعها وتطبيقاتها، فإن ذلك يحول دون قدرة المؤسسة الأردنية على وقف عرضه.

وتحدث الأسعد عن جهات تقف خلف هذا العمل، تطمح لكسر منظومة القيم في الأردن، مستدلا بذلك على استهداف المسلسل لفئة الشباب.

والد ممثلة: فخور بتجربتها

ولي أمر إحدى الممثلات المشاركات بالمسلسل، قال إنه فخور بتجربة ابنته، مشيرا إلى أنه كان على علم مسبق بمحتوى المسلسل.

وأضاف “المشاهد التي أثارت سخط المجتمع تم تركيبها إلكترونيا، ولم تحصل بشكل مباشر”.

وعن الهجمة التي شُنت على المسلسل، بعد عرضه، قال ولي أمر الممثلة، إن بعض شركات الإنتاج المحلية والقائمين عليها هي التي أثارت الأزمة بوسائل الإعلام، متابعا “هذه الشركات لم تنجح بالتعاقد مع نتفليكس لأسباب متعلقة بالنزاهة مما أدى لتعاقدها مع كبريت برودكشن اللبنانية، وهو ما يفسر قيام هذه الشركات بإثارة الجدل في الإعلام”.

وعزا المصدر عدم ذكر اسمه، إلى أن شبكة نتفليكس منعت الممثلين وذويهم من الإدلاء بأي تصريح للإعلام بوضع شروط جزائية.

نتفلكس: لن نتهاون مع موجة التنّمر

وردت شبكة نتفلكس على منتقدي المسلسل، وقالت: “تابعنا بكل أسف موجة التنّمر الحالية ضد الممثلين وطاقم العمل في مسلسل جِنّ ونعلن أننا لن نتهاون مع أي من هذه التصرفات والألفاظ الجارحة لطاقم العمل. موقفنا لطالما كان متمركزاً حول قيم التنوّع والشمولية ولذلك نحن نعمل على توفير مساحة آمنة لكل محبّي المسلسلات والأفلام حول المنطقة”

وهددت الشبكة عبر موقعها على “تويتر” بملاحقة ممن قام بالتنمر وقالت :” لن نتهاون مع أي من هذه التصرفات والألفاظ الجارحة لطاقم العمل. موقفنا لطالما كان متمركزاً حول قيم التنوّع والشمولية ولذلك نحن نعمل على توفير مساحة آمنة لكل محبّي المسلسلات والأفلام حول المنطقة”.

واضافت : إذا كانت هناك أي أسئلة أو تعليقات على المحتوى فيمكن التواصل مع قنواتنا بشكل مباشر”

أبو رمان: إثارة القلق والفتن

ورد النائب معتز أبو رمان على رسالة “نتفلكس” للأردنيين، وقال: “بموجب دوري الدستوري و الرقابي انه لا بد من ان يلاحق قانونيا” كل من ساهم في انتاج هذا العمل ، حيث ان فيه تجاوز صريح ل قانون العقوبات في عدة مواد و منها “خدش الحياء العام” واثارة القلق والفتن ، والاساءه لسمعة الاْردن محليا و دوليا، وتأثير ذلك على منظومة التربية والأخلاق لأجيالنا عماد الوطن ومستقبله وهم شبابه الذين هم أغلى كنوزه.

وأشار أبو رمان في رده إلى أن “جن” أول مسلسل عربي يتم فيه إظهار مجتمع محافظ بالصوره التي تعكس الانفتاح الغربي بكل ابعاده ، وقال: “جن” اول مسلسل عربي يتجاوز اللغه العاميه الى اللغه السوقيه المبتذلة بألفاظ مشينة لم يسبق اليها اَي انتاج درامي عربي سابقا” ، !

وتابع أبو رمان اخطر ما فيه ان المسلسل موجه الى فئة المراهقين بالأخص النشأ الجديد ” اجيال المستقبل ” ..

الهيئة الملكية للأفلام

 وأصدرت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام توضيحا بخصوص المسلسل وقالت الهيئة في بيان لها الجمعة، انه لا يوجد في نص القانون أي مهمة رقابية للهيئة، وبالتالي لا ننظر في النص أو السيناريو. لكن هذا لا يعني أننا نتنصل من مسؤولياتنا بل أننا نلتزم بالمهام المناطة بنا.

واضافت هذا لا يعني أيضا أن الهيئة تؤيد أو تشجع أو تحبذ أو توافق على مضمون الفيلم أو المسلسل.

1- لا بد من توضيح مرة أخرى دور الهيئة الملكية الأردنية للأفلام. فحسب قانون انشائها، يكمن دور الهيئة في تشجيع الإنتاج المحلي واستقطاب الإنتاج الأجنبي في البلد وتسهيل التصوير. لا يوجد في نص القانون أي مهمة رقابية للهيئة. وبالتالي لا ننظر في النص أو السيناريو. لكن هذا لا يعني أننا نتنصل من مسؤولياتنا بل أننا نلتزم بالمهام المناطة بنا. وهذا لا يعني أيضا أن الهيئة تؤيد أو تشجع أو تحبذ أو توافق على مضمون الفيلم أو المسلسل.

2- مسلسل “جن” يعرض على نتفليكس وهي منصة عالمية متواجدة في 90 بلدا. لا يمكن مشاهدة أي محتوى عليها لغير المشترك بها وبعد قيامه بتسديد رسوم الاشتراك. وبالتالي هي ليست منصة مفتوحة، بل لكل فرد الخيار في الاشتراك بها أم لا.

3- اللافت أن ثمة مطالبات بمزيد من الحريات والخيارات الشخصية. لكن عندما نواجه حالات كهذه، ينسى البعض هذه المطالب. ففي نهاية المطاف هذه قضية خيار شخصي لمشاهدة أو عدم مشاهدة عمل قد لا نتفق على محتواه.

4- ثمة تباين كبير في ردود الفعل والتعليقات على مسلسل “جن” بين مؤيد ومعارض داخل المجتمع الأردني. فهناك من هاجمه بشدة لجرأته وتخطيه بعض الخطوط الحمراء فيما الآخر رأى انه يحاكي واقع فئة عمرية معينة من بيئة معينة في عمان. وهذا التباين يعكس تعددية المجتمع الأردني بمختلف أطيافه وهي تعددية إيجابية.

5- لا بدّ من التذكير أن المسلسل قصة خيالية وليس بوثائقي. وبالتالي لا يعكس بالضرورة الواقع و لا حتى جزءا كبيرا منه.

6- اللافت أيضا أن الكثير من الذين علقوا على مسلسل “جن” لم يشاهدوه أساسا. بعضهم اكتفى بمتابعة مقتطفات فقط منه ممنتجة بطريقة مضللة.

7- نتابع ردود فعل وتصريحات الجهات الرسمية والشبه الرسمية في البلد. نأخذها محمل الجد ورفعناها إلى مجلس مفوضي الهيئة ليدرسها ويردّ عليها كما يراه مناسبا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى