قيادة “كريم” تحقق الصدارة للأردن في إستيعاب المدخلات الحضارية والحداثية

خاص ل”كرم الإخبارية” – بقلم: بثينه السراحين

حملت مجريات المؤتمر الصحفي الذي عقدته شركة “كريم” في العاصمة عمان مؤخراً للإعلان عن حيثيات صفقة إستحواذ شركة “أوبر” على أعمالها، دلالات عميقة تترجم أسباب نجاح قياداتها الشبابية (المحليّة) في دفع الأردن نحو الصدارة ضمن قائمة (16) دولة تنشط فيها الشركة، وذلك لناحية نسب تنامي أعمالها فيها؛ والتي تعتبر الأكثر تسارعاً في الأردن قياساً بجغرافية عملها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المؤتمر الأخير للشركة، وما سبقه من نشاطات لها دعيت إليها كصحفية، أسوة بزملاء آخرين لي، جعلتني أستشعر إحساساً عميقاً بالجذب والتفاعل تجاه كل ما يصدر عن قيادات (كريم) خلال هذه النشاطات والمؤتمرات، والتي تعتبر بكامل تفاصيلها حالة إستثنائية لناحية كسر حاجز النمطية والرسميّة، والنأي عن الروتنة في التعاطي مع وسائل الإعلام وممثليها. وذلك في الوقت الذي تُظهر القيادة الرشيدة والوازنة للشركة قدرات خلاقة على الضبط والإختزال وشدّ الإنتباه.

وتبدو مؤتمرات “كريم” مختلفة من مناحٍ متعددة، حيث عادةً ما تكون مشتعلة بالحركة والديناميكية، وتغيب عنها البروتوكولات المملة، فلا وجود لطاولات يجلس ويصطف خلفها المؤتمرون برتابة وجمود، ذلك أنّ المتحدّثين من قياداتها يتسلحون بمهارات التواصل الجمعيّ وفق أعلى المستويات التي تعلمتها ذات يوم على مقاعد الدراسة الجامعية؛ وتحديداً في مساق “علم الإتصال الجماهيري”، والذي أجمعت كافة نظرياته على أن (قناة) أو (بوابة) الرسالة هي الأهمّ بالمطلق لتحديد مدى ومقدار إنجاح وصول هذه الرسالة للمتلقي.

في حين شدد علماء الإتصال على أنّ “الإتصال الجماهيري” هو الأكثر صعوبة وتعقيداً والأشدّ حاجة لتوفر أدوات ومهارات خاصة لدى القائمين عليه؛ لضمان نجاح وصول رسالته للمتلقي بأوضح صورها وإحداث تأثيرها الأعمق والأكبر قدر المستطاع، وصولاً لإحراز غايتها وتحقيقها للأهداف المرجوة منها.

ووفق المعطيات العلمية السابقة، ندرك بأنّ (الكاريزما) الخاصة، والبنية الفسيولوجية والسيكولوجية التي تتمتع بها قيادة شركة “كريم” الشبابية في الأردن، تقف وراء هذا النجاح الساحق للشركة محلياً، خاصة إذا ما أستذكرنا بأنّ الشركة واجهت في بداياتها صداً عنيفاً من فئات بعينها، لنتفاجأ – وفي زمن قياسي-  بأنّ كريم الأردنية لم تفلح فقط في إحتواء (العراقيل) وإحالتها لدعامات (معززة) لقوتها ونجاحها، بل برعت في تصدير الأردن كأكثر دولة تنشط فيها أعمال الشركة وتتسارع نسب نموها في جغرافيتها.

وما سبق يبرهن حقيقة أخرى تناولها علماء الإتصال تقضي بأنّ التغيير في أنماط التفكير البالية وإحلال فكر عصري بديل عوضاً عنها، ومن ثم بناء تغيير مسلكي جديد وغير مطروق مسبقاً على أنماط التفكير المستجدة هذه لا يحدث عادة إلا من خلال مبادرة تقدم عليها بجرأة وثقة وحماسة فئة مجتمعية بعينها أطلق عليها العلماء لقب (المغامرون)، وهؤلاء عادة ما يتمركزون – وفق ذات النظرية التي تتحدث عن كيفية دفع عجلة الحضارة في المجتمعات – في مقدمة  هذه العجلة، ويتولون مهمة جذب  المجتمع نحو الأمام وتحديداً لجهة مستويات فضلى وأكثر مواكبة لروح العصر ونبذاً لمخلفات التفكير النمطي في المجتمع؛ وصولاً لتعزيز نهضته.

وعادة ما يواجه هؤلاء (المغامرون) شداً عكسياً، وفق العلماء، من فئة تسمى (المتلكئون)، وهؤلاء عادة ما يتمركزون في مؤخرة عجلة الحضارة ويجهدون في محاولة تأخيرها وعرقلة حركتها. غير أنّ العلماء يبشّرون- ومن منطلق الأحداث التاريخية الواقعية – بأنّ الحياة لا بدّ وأن تمضي نحو المزيد من التقدم والعصرنة والتجديد بفضل الإصرار العجيب الذي يتسلح به (المغامرون) والمؤمنون بضرورة اللحاق بركب الحضارة ومواكبة مستجداتها.

وكل ما في هذه النظرية يؤكد على أن فريق “كريم” القيادي كان من بين قلة يُردُّ لها الفضل بإسباغ أنماط مسلكية حضارية جديدة لم تكن متعارفة حتى سنوات قريبة في بلدنا الأردن والعديد من البلدان التي استفادت من تقنيات حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية. ولرُبّما أسهم في نجاح هؤلاء بتحقيق مرماهم هو ما ذكره العلماء من أنّ عجلة الحضارة لا تُدار إلا من قبل (الجيل الشابّ اليافع) ممّن يُعدّل ويجوّد ويضيف على السائد من أنماط التفكير والسلوك الذي ينتهجه جيل الآباء (الجيل السابق) في المجتمع. والأمر ذاته ينسحب على قيادة “كريم” الشبابية في الأردن، والتي لم يتمّ عبثاً إختيارها لتولي مهماتها الصعبة. حيث هي مؤهلة بقوة لإدارة عمل تقني وتكنولوجي يُحاكي مفاهيم العصر والنشء الجديد وأنماط تفكيره.

وعودة للمؤتمر الأخير لشركة “كريم”، نلحظ بأنّ إحداثياته تؤشر إلى أنّ السرّ الكامن وراء نجاحها المتواتر والمتسارع محلياً، هو (البطولة الجماعية) لقيادييها. حيث تخلص هؤلاء من قيد المنصب والكرسي والألقاب لينغمسوا في متعة العمل كفريق متكامل ومتناغم بغضّ النظر عن المُسمّيات الرسمية والتوصيفات الوظيفية، وركزوا جُلّ إهتمامهم لجهة الإتحاد والإنصهار في الهدف؛ ذلك الهدف الذي تذوب فيه (الأنا) في بوتقة (الجمع) وتستحيل جزءاً من كينونته الكبرى، وحلقة من حلقات عقده المتماسك. وهذا – وللعلم – شكل من أشكال التناغم يصعب وجوده في الهياكل المؤسسية الشرقية. غير أنّ فريق قيادة “كريم” كسر هذه القاعدة السلبية، وأفلح في تعميم نموذج مختلف عنها.

ومنذ اللحظات الأولى للمؤتمر، برعت قيادة “كريم” الشبابية في تسخير لغة الجسد لإحداث أكبر قدر من التأثير والتفاعل والتواصل. في حين ساندت هذه المهارات الحسيّة عبقرية الحوار والتعاطي الذكي والمدروس مع قنوات الإعلام، والذي كان مفعماً بالحيوية، ومرتكزاً على إشعار الإعلام بأنه شريك أصيل وجذري في كل المنجزات التي تحققت للشركة.

في حين لفت هؤلاء الأنظار بفاتحة حديثهم، حيث بادر كلُّ واحد منهم لتوجيه تحية للإعلام مع التعريف بإسمه بطريقة مبتكرة ” مرحبا حاب أعرفكم على نفسي، أنا فلان…”، وليتدفق الحديث بعدها من منطلقات الثقة المطلقة بأنّ للإعلام إسهام واسع في كل ما تحرزه الشركة من مكتسبات تعمُّ بنتائجها الطيبة على المجتمع برمته.

وفي هذا المنحى نلحظ كيف أثنى المدير العام للأسواق الناشئة لشركة كريم “إبراهيم مناع” على الإعلام قائلاً: “أشكركم لحضوركم، ونحن دائماً مبسوطين بلقائكم، وإن شاء الله اللقاءات معكم مستمرة وتتجدد دائماً.. و(كريم) حققت في السنوات الماضية نجاحات كبيرة؛ وهي لم تكن لتتم لولا دعم الأسرة الصحفية الأردنية، ونحن فخورين بأن نكون شركاء معكم بهذه المسيرة”.

في حين تحدث المدير العام لشركة “كريم” في الأردن وفلسطين “صبري حكيم” على ذات المنوال، مشدداً:” نعرف بأننا ربما جئنا بكم من مشاغلكم الأخرى، لذا نشكركم على الحضور والله يعطيكم العافية، فلولا دعم الصحافة لنا لما وصلنا لهذه المرحلة المتطورة من أعمالنا، حيث نعبر معكم اليوم مرحلة جديدة؛ ألا وهي المرحلة الثانية من خطة عملنا”.

وبذات النهج الحضاري في التعاطي مع الإعلام، تجد أنّ مديرة التسويق في الشركة الزميلة المبدعة “فرح عوده” تستقبلك بإبتسامة عذبة وصافية (غير مصطنعة)، وتؤهل بك كعادتها بدفء غزير يمنحك إحساساً صادقاً بأنك أحد أفراد عائلتها الكبيرة (كريم). بينما يشيع مدير العمليات “كريم الزيناتي” ضجيج الحياة في المكان بحضوره الطاغي والقوي وإبتسامته التي لا تفارق محيّاه. ولا أنسى كيف تعرّفت إليه لأول مرة حين بادر بنفسه للقدوم إلى طاولة الإعلام في مناسبة سابقة للشركة للتعرف إلينا، فذهلت من مبادرته الذكية واللطيفة في ذات الوقت.

فريق شركة “كريم” القيادي عكس في مؤتمره الأخير- كعادته في سابقاتها- تمتعه بخواصّ القيادة الحقيقية؛ المراس والحرفية في ضبط إيقاع الحدث، ومهارة التنقل السلس في الحديث وطرح الأفكار وتدعيمها بالمعلومات الموثقة والمكثفة وبالمستجدات دون إطناب أو تكرار. الأمر الذي يضاعف – دون شك – من شغف المتلقي للمتابعة والإصغاء.

وأما إستراحة الغداء بمعيّة الصحفيين التي أعقبت مؤتمر”كريم”، فقد تكشفت خلالها أمور مذهلة عن ملكات قيادة “كريم” الخلاقة لجهة التواصل النوعيّ مع الصحافة؛ ومن ثمّ الجمهور عامة من خلال قنواتها. حيث فاجأنا هؤلاء بتفرّقهم عن بعض؛ ليندمجوا في طاولات الصحفيين، ويجالسونهم على نحو عفوي، حيث لم يتقصدوا تخيّر طاولة مستقلة لهم، وهذا بحد ذاته سلوك بالغ التأثير والأثر.

وكلّ ما سبق من حقائق ودلالات تؤكد بأن قيادات ” كريم” في الأردن تمترسوا اليوم في خندق (المؤثرين) و(المجدّدين) في مجتمعهم؛ هؤلاء الذين اختبروا الكثير من الإرهاصات النفسية والتعب والقلق، والذي تلاشى وتبدّد – مع الوقت – لشدة إيمانهم بفكرة استحالت بمجهودات فذة منهم لمعلم حضاري تتمايز به شوارع الوطن ومدنه المشغولة بالحداثة”.

careem-dinner1.JPG

careem-dinner2.JPG

careem-dinner.JPG

careem-dinner3.JPG

careem-dinner4.JPG

زر الذهاب إلى الأعلى