تكريم الفائزين بجائزة عبد الحميد شومان للابتكار
كرمت مؤسسة عبد الحميد شومان، أمس، الفائزين بجائزة عبد الحميد شومان للابتكار، في احتفالية خاصة عقدت بمركز الابتكار في مبنى إدارة البنك العربي بعمان.
واشتمل حفل التكريم الذي جرى برعاية رئيس مجلس إدارة المؤسسة صبيح المصري، وحضره وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثنى غرايبة والعديد من المهتمين والرياديين، بالإضافة إلى تكريم الفائزين على جلسة حوارية بعنوان “الاستثمار بالابتكار”.
وتغطي الجائزة خمسة حقول، هي: “التكنولوجيا الخضراء والاستدامة البيئية، الأمن الغذائي والتكنولوجيا الزراعيّة، الرعاية الصحيّة والتكنولوجيا الطبيّة، سوق العمل وحلول الإنتاجيّة الاقتصاديّة، أما الحقل الخامس فهو حلول تعلمية”.
وفاز ساري حويطات ورعد الكلحة عن حقل سوق العمل وحلول الإنتاجية الاقتصادية، فيما فاز عن حقل “الرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية”، مشهور بني عامر الذي ابتكر جهازا لقياس معدل السكر بالدم باستخدام مجموعة مجسات تعمل بتقنية لا تحتاج لسحب عينة دم.
كما فاز كل من خالد صوافطة، وفراس كافية، ومنذر فضل، وأحمد أبو خشبة، عن حقل التكنولوجيا الخضراء والاستدامة البيئية، فيما ذهبت جائزة حقل الحلول التعليمية لنوره صبحا.
وبشأن الجلسة التي أدارتها ريم خوري، وتحدث فيها الرئيس التنفيذي لشركة أويسس فيصل حقي، ورئيس هيئة المديرين في الاستشاريون العرب لتنمية الأعمال ليث القاسم، والرئيسة التنفيذية لمؤسسة شومان فالنتينا قسيسية، فقد خلصت في توصياتها إلى أهمية بناء مجتمعات قائمة على الابتكار والابداع.
وتعنى الجائزة، بالابتكار العلمي والمجتمعي، وتهدف إلى دفع عجلة الاقتصاد من خلال التعريف بالثورة الصناعية الرابعة وأدواتها وحقولها، وهي الثورة القائمة على الابتكار لتخطي التحديات المفروضة على العالم، وإيجاد فرص عمل وأنماط تشغيل جديدة تحسّن نوعية الحياة، بما يُفضي إلى تقدم ونهضة المجتمعات.
وأكدت قسيسية، أن جائزة الابتكار “لم تأت من فراغ، فمؤسسة شومان نظمت جائزة للعلماء العرب على مدار أربعين عاماً، وأنشأت صندوقاً لدعم البحث العلمي التطبيقي، كما أنشأت مختبر المبتكرين الصغار الذي يزود المتدربين بمهارات الاستكشاف والتفكير الإبداعي والناقد، إضافة إلى أساسيات المعرفة بالكهرباء والإلكترونيات، وكيفية استشراف التحديات التي يواجهها المجتمع، والتفكير بحلول مثالية لها”.
ولفتت إلى أن هذه الجوائز والبرامج التدريبية، ما كان لها أن تكون لولا الدعم المطلق من مؤسسة وطنية رائدة هي البنك العربي، وهو الذي يفكر على الدوام بأفضل السبل الكفيلة بخدمة مجتمعه، وتطوير إمكانيات أفراده، وتمكينهم بأفضل الممارسات لكي يقوموا بدورهم الوطني في تطوير الأردن وتقدمه، في سبيل بناء مجتمع المعرفة والإبداع”.
وقالت قسيسية “ها نحن نحتفل اليوم بثمانية فائزين خرجوا بابتكارات متنوعة مهمة، ويمكن لهم أن يكونوا اللبنة الأولى في بناء البيئة الابتكارية، كما أننا نسعى في دورتنا المقبلة إلى استهداف شريحة أكبر من أصحاب الأفكار المختلفة ليكونوا معنا على منصة التتويج”، معتبرة أن تجربة المؤسسة في جائزة الابتكار بنسختها الأولى، أعطت الأمل بإمكانية التأسيس لمجتمع علمي، ولبيئة تشجع الإبداع والابتكار.
وتطمح المؤسسة، حسب قسيسية، إلى تحسين جودة التعليم، ونقله إلى مستويات أعلى، كما هو موجود لدى دول استطاعت أن تستلهم نموذجها الخاص، وأن تبني أنظمة تعليمية رائدة تستجيب لمتطلبات الحياة المعاصرة، بكل تعقيداتها.
من جهته، رأى ليث القاسم أن الابتكار هو المقدرة على تطوير الفكرة بطريقة أفضل وأيسر، ما يعني القدرة إمكانية الوصول من خلاله إلى حلول بحيث تصبح ذات جدوى ومنفعة للناس والمجتمعات.
وأعتبر القاسم أن للابتكار أهمية كبيرة، فهو وسيلة مهمة لاكتشاف ما هو خفي وغير معلن للبشر من طرق وأساليب وأعمال وأدوات، تحمل في طياتها الكثير من الفوائد والحلول، لافتا إلى أن الابتكار من العوامل المهمة لنجاح أي مشروع على وجه الأرض.
ودعا القاسم في الجلسة إلى الاستفادة من الكفاءات المحلية والموارد البشرية المحلية الشابة ودعم الابتكار لديهم، خصوصا أن الثورة الصناعية الرابعة التي نشهدها حاليا أتاحت فرصا واسعة أمام الشباب لتطوير مشاريعهم الخاصة.
واتفق ليث حقي مع القاسم، من حيث أن الابتكار أداة فاعلة لتغير عميق، لكنه أكد ضرورة تكاتف الجهود على كافة الأصعدة لإنجاح عملية الابتكار في الأردن، وإتاحة المجال أمام الباحثين والمبدعين ليكتشفوا أنفسهم ويطلقوا العنان لأفكارهم.
وحسب حقي، فإن الابتكار مهم جدا في حياتنا ويجعل لها معنى، ويجعل صاحبه يعيش دائما تجارب هو ذاته لم يتوقعها، مؤكدا أهمية قبول المتغيرات والتعامل معها على انها ضرورة، لنتمكن من إدخال الابتكار في منظماتنا ومؤسساتنا وبالتالي تصبح أسلوب حياة.
كما أكد ضرورة إيجاد آليات لاكتشاف المبدعين والمبتكرين وتوفير بيئة ملائمة من خلال إنشاء حاضنات علمية لتحقيق التنمية المستدامة في الأردن.
وكان رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الحميد شومان صبيح المصري، أعلن عن إطلاق جائزة الابتكار خلال احتفال المؤسسة بمرور 35 عاماً على إطلاق “جائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب”.
وتعتبر “شومان”؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.