“نستله ووترز الأردن” تموّل مشاريع نوعية لتحسين التزويد المائي والبحث عن مصادر مياه جديدة في المملكة
لا يخفى على الكثيرين أن مشكلة نقص المياه تعتبر من أبرز وأخطر التحديات التي تعاني منها الكثير من دول العالم، والتي لم تكن المملكة بمعظم مناطقها يوماً استثناءً منها، بل أنها تعتبر من أكثر الدول التي تعاني من شحها، وذلك لمحدودية المصادر، الأمر المترافق مع تأثيرات الأزمات المحيطة كارتفاع وتيرة اللجوء على مدى السنوات الماضية خاصة في ظل الأزمة السورية التي أسفرت عن دخول أكثر من مليون ونصف لاجئ، ومن ضمنهم نحو 78 ألف لمخيم الزعتري الذي أنشئ شمال الأردن، الأمر الذي أدى لزيادة كبيرة في نسبة الطلب والاستهلاك العالي على المياه، وبما يتجاوز كميات التزويد المائي المتاحة من محافظات جرش وعجلون والمفرق.
وإذ تعتبر قضية شح المياه في الأردن من القضايا التي تستحوذ على أولويات الجهات الرسمية والوطنية، فقد سعت وزارة المياه والري الأردنية في الآونة الأخيرة لإيجاد حلول فعالة، تتمحور حول اكتشاف وتطوير مصادر مياه جوفية جديدة، مكثفة جهودها التي تكاتفت ضنمها مع شركة نستله ووترز الأردن لبلوغ أهدافها وتحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع.
ولمّا كانت نستله ووترز الأردن من الشركات الكبرى التي تؤمن بأهمية الشراكات الفعالة، وبدور القطاع الخاص في عملية التنمية بمحاورها المختلفة وبالانعكاسات الإيجابية لتضافر الجهود، فقد حرصت على الاستجابة لدعوة الوزارة ومساندتها في مساعيها من خلال المبادرة بإجراء مسوحات جيوفيزيائية للطبقات المائية الجوفية في محافظتي جرش وعجلون، بالإضافة إلى مناطق في مخيم الزعتري والمناطق المحيطة به، وذلك على يد فريق كفؤ يضم خبيراً استشارياً دولياً تم استقطابه من الخارج.
وقد اعتمدت المسوحات التي تم إجراؤها على تقنيات متعددة، اشتملت على التصوير المقطعي للمقاومة الكهربائية (ERT)، والمسح الصوتي المغناطيسي (AMT) من أجل البحث والتنقيب عن مصادر مائية لم تكن مكتشفة من قبل. هذا وأسفر استخدام هذه التقنيات الحديثة عن منح الجيولوجيين لدى سلطة المياه إمكانية تحديد مواقع آبار جوفية منتجة بدقة كاملة وبنسبة 100%، وهو ما مكن بدوره وزارة المياه والري من تنفيذ استراتيجية أكثر ذكاء واستدامة لإمدادات المياه والمحافظة عليها.
وتعتبر هذه المبادرة، واحدة من سلسلة المبادرات المماثلة العديدة التي نفذتها شركة “نستله ووترز الأردن” لدعم وزارة المياه والري/ سلطة المياه الأردنية، هادفة عبرها للمساهمة في خلق مستقبل أكثر إشراقاً مع مصادر مياه مستدامة في المملكة، ما يؤكّد على التزام الشركة بدعم المجتمعات والمناطق المحيطة بها.
ويشار إلى أن شركة “نستله ووترز الأردن” كانت قد ساهمت في السنوات السابقة باستثمارات، رصدتها من أجل إيجاد وتطوير مصدر مياه جديد في منطقة الحسينية الواقعة جنوب الأردن، وهي المنطقة التي تقع فيها مصانع ضخمة لكلٍ من مياه نستله بيور لايف ومياه غدير المعدنية، التي تعتمد بإنتاجها على بئر جوفي محلي، يعتمد في مصدر تغذيتة على جبال الشراه ؛حيث المياه المعدنية الطبيعية والنقية 100% والمتوازنة بأملاحها. ومع هذه الاستثمارات، استطاعت الشركة وبجهودها المتواصلة التي بذلتها بالتعاون مع وزارة المياه والري حفر بئر بطاقة إنتاجية تقدر بحوالي 100م3/ساعة في منطقة الحسينية وتجهيزه بكافة المعدات اللازمة لتشغيله، وذلك لتوفير مصدر مياه شرب آمن جديد، يعتمد عليه اليوم أكثر من 17 ألف شخص من سكان هذه المنطقة الجافة بمناخها، متمكنين من قضاء صيف عام 2018 دون مواجهة أي نقص في الموارد المائية، الأمر الذي يعتبر إنجازاً نوعياً وفريداً.