التوجيهي قبل فوات الآوان

امتحانات التوجيهي منذ العام الماضي أصبحت تجرى امتحاناته على سنتين يحسب لنتائج السنة الأولى 30 ‎%‎ بالمئة ولنتائج السنة الثانية 70‎‎% من المعدل العام للتوجيهي.

اطّلعت على بعض مواد التوجيهي للسنة الأولى أي للصف الحادي عشر وكذلك مواد للصف الثاني عشر ، فوجدت أن هذه المواد محشوة حشواً بالمعلومات ووجدت المنهاج طويل جداً في غالبية المواد وصعب جداً،وكثراً منها غير ذي فائدة علمية يستفيد منها الطالب.

تواصلت مع عدد من المعلمين في المدارس الحكومية.
وعند سؤالهم عن منهاج التوجيهي أكدوا لي أن مواد التوجيهي كبيرة جداً ولايمكن بإي حال من الأحوال إن يستكمل المعلمون وحدات المواد الطويلة بفصل واحد.

تحدث المعلمون عن المنهاج وعدم توافقها زمنياً مع مدة الفصل الدراسي بمرارة وبحرص شديد على أبنائنا الطلبة.
وأكدوا أن تعليمات وزارة التربية فيما يتعلق باشراك معلمي التوجيهي بالأنشطة المدرسية وتعبئة الإستبانات وملفات الانجاز والأوراق الكثيرة الهامشية المطلوبة والمبادرات اللامنهجية تأخذ وقتاً طويلة وجهداً مضاعفاً من معلمي التوجيهي على حساب العملية التعليمية ، وطالبوا بأن يتفرغ المعلمون للعملية التدريسية فقط، سيما وأن الكثيرين من الطلبة يشكون ضعفاً في المواد الأساسية وعدم تأسيس صحيح لهم في المواد العلمية واللغات.

مطلوب من وزارة التربية والتعليم وقبل فوات الآوان تصحيح المسار والاهتمام بالعناصر الأساسية في العملية التعليمية للصفين الحادي عشر والثاني عشر :-
-المعلم
-الطالب
-المنهاج
-البيئة التعليمة

و مطلوب تدارك ما يمكن تداركه خاصة في المدارس الحكومية التي تشكو الاكتظاظ وزيادة أعداد الطلبة في الغرف الصفية وتلك المدارس التي تقع على الأطراف وفي المناطق النائيةوالمناطق الفقيرة وأن يكون الاهتمام بمدارس وزارة التربية والتعليم بنفس السوية وبذات الاهتمام الذي توليه الوزارة لمدارس الإبداع والتميز من حيث الاهتمام بالطلبة ورفع سويتهم التعليمية ورفد مدارسهم بمعلمين ذوي كفاءات وقدرات عالية وتوفير بيئات صفية ومدرسية محفزة تساعد الطلبة على تحصيل عالٍ في معدلاتهم في امتحان التوجيهي.

تغيير التعليمات والأنظمة فيما يخص التوجيهي وتغيير المناهج وتغيير المواد الدراسية أربكت الطلاب في الصفوف المكتظة وأربكت المدراء والمعلمين في المدارس الفاقدة للبيئة التعليمة الناجحة من غرف صفية مؤهلة ومختبرات تواكب المنهاج وساحات وملاعب ومتنفسات للطلاب والمعلمين على حد سواء ، وتوّهت المعلمين واضافت أحمالاً نفسية ومادية على الأهل.

وبعد فإن نجاح العملية التعلمية التعليمية لا يقاس بمعايير أكل عليها الدهر وشرب من امتحانات تعجيزية تجرى مره واحدة بمواد صعبة ومنهاج طويل يتوقف مستقبل الطلاب على نتائجه.
آن الأون لوقف التجارب على مئات آلاف الطلبة في المدارس ، هذه التجارب التي تخضع للفشل كثيراً وللنجاح قليلاً، والدليل على ذلك التغيير المتواصل على التعليمات والأنظمة واستمرار التجارب على المجموع العام للطلبة.

د.عساف الشوبكي

زر الذهاب إلى الأعلى