الضرب في المدارس.. ظاهرة مرفوضة تتحدى تعميمات “التربية”

بقلم: وسام نصر الله
رغم التعميمات الصريحة التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم مؤخرا، والتي تؤكد على منع الضرب بكافة أشكاله في المدارس، لا تزال بعض الحالات الفردية تتكرر بين الحين والآخر، مثيرة جدلا واسعا حول أساليب الانضباط المدرسي وحدود السلطة التربوية.
ففي الوقت الذي تسعى فيه الوزارة إلى ترسيخ بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، تشدد على أن أي استخدام للعنف الجسدي أو اللفظي يعد مخالفة صريحة للتعليمات، وتترتب عليه إجراءات إدارية وقانونية بحق مرتكبيه. إلا أن واقع الحال يكشف عن تحديات تواجه الميدان التربوي في ضبط السلوكيات غير التربوية التي قد تصدر عن بعض المعلمين في حالات انفعالية أو بدافع “التأديب”.
عنف يترك أثرا نفسيا طويل الأمد
خبراء التربية وعلم النفس يحذرون من أن الضرب ليس وسيلة إصلاح بل مصدر أذى نفسي وجسدي، إذ يزرع الخوف في نفوس الطلبة ويفقدهم الثقة بأنفسهم وبالمعلم كمصدر للأمان والتوجيه.
وتشير دراسات تربوية إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الجسدي في المدرسة يصبحون أكثر عدوانية أو انسحابا اجتماعيا، ما ينعكس سلبا على تحصيلهم الأكاديمي وتفاعلهم داخل الصفوف.
الوزارة: لا تسامح مع من يستخدم العنف
وزارة التربية والتعليم أكدت في أكثر من مناسبة، عبر كتب رسمية عممتها على مديرياتها ومدارسها، أن الضرب مرفوض تماما تحت أي مبرر، داعية الكوادر التعليمية إلى استخدام أساليب تربوية بديلة تقوم على الإرشاد والحوار وفهم السلوك الطلابي.
كما شددت على أن المعلم القدوة هو من يملك القدرة على كسب احترام طلابه بالحوار والتفاهم، لا بالترهيب أو العقاب البدني، مشيرة إلى أن أي شكوى من هذا النوع تخضع للتحقيق الفوري لضمان حماية الطلبة وحقوقهم.
دعوات لإعادة تأهيل تربوي
ويرى مختصون أن مكافحة هذه الظاهرة لا تقتصر على العقوبات فقط، بل تحتاج إلى برامج تدريبية مستمرة للمعلمين في مجالات إدارة الصفوف، والتعامل مع السلوكيات الصعبة بطرق تربوية فعالة.
كما دعا أولياء أمور إلى فتح قنوات تواصل آمنة بين المدرسة والأسرة، للإبلاغ عن أي تجاوزات دون خوف، وتعزيز ثقافة احترام الطالب باعتباره محور العملية التعليمية.
المدرسة هي بيت العلم والأمان، وأي ممارسة للعنف داخلها تقوض رسالة التعليم وتؤذي الأجيال القادمة. ومن هنا تأتي أهمية التزام جميع الكوادر بالتعميم الوزاري الرافض للضرب، والعمل بروح الشراكة لبناء بيئة تربوية قائمة على الاحترام والتفاهم والوعي.