“شومان” تنظم ماراثونا للقراءة الاثنين المقبل في مختلف محافظات المملكة

تنطلق في مؤسسة عبد الحميد شومان، وعشرات المواقع في جميع محافظات المملكة، يوم الاثنين المقبل 29 أيلول، فعاليات “ماراثون القراءة”، تحت شعار “الأردن يقرأ”، بالتزامن مع اليوم الوطني للقراءة، وذلك بالتعاون والشراكة مع العديد من الجهات المعنية بالشأن الثقافي والأدبي.
وللإعلان عن الفعاليات الثقافية والجهات المشاركة في الماراثون عقدت مؤسسة عبد الحميد شومان، اليوم الاثنين، مؤتمرا صحفيا لمختلف وسائل الإعلام، تحدث فيه كل من مديرة العلاقات العامة والاتصال في المؤسسة فرح أبو عيشة، وأمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال عياصرة، ومسؤول النشاط الثقافي في إدارة النشاطات التربوية في وزارة التربية والتعليم الدكتور طارق الوحوش، ومساعد الأمين العام للشؤون الفنيّة والاستراتيجية في وزارة الشباب الدكتور ياسين هليّل، ومديرة دائرة المكتبات العامة في أمانة عمان الكبرى المهندسة جلنار الهواري.
وقالت أبو عيشة، إن مؤسسة عبد الحميد شومان أطلقت ماراثون القراءة للمرة الأولى عام 2020، بهدف تشجيع القراءة ضمن أجواء وفعاليات تكرس التعلم والمتعة، وذلك في إطار سعيها الدائم لنشر الثقافة والمعرفة، مشيرة إلى أن نطاق تنفيذ الماراثون توسع بشراكات عديدة، الأمر الذي أثمر عن تحديد يوم 29 أيلول من كل عام، يومًا وطنيًا للقراءة، بعد الاعتماد الرسمي الصادر عن رئاسة الوزراء.
وأضافت أنه انسجامًا مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة التي تبنّتها لجنة الثقافة والشباب والرياضة في مجلس الأعيان عام 2025، بعنوان “نحو أردن قارئ”، تأتي هذه الفعالية لتسلط الضوء على أهمية الاستراتيجية، كخطوة أولى نحو تفعيلها بصورة عملية.
وأكدت أبو عيشة، أن المكتبات العامة تعتبر مصدرًا معرفيًا مهمًا، وترتبط كثيرًا بالفعل المعرفي وأحد أبرز مصادر التعلم “القراءة”، لذلك تؤمن مكتبة عبد الحميد شومان بأهمية أن تتخطى دورها في توفير مكان للقراءة، وتسعى باستمرار لتكون مكانًا يشجع على القراءة ويزيد من عدد القرّاء، منوهة إلى سعي المؤسسة الدائم لتقديم المعرفة بطرق جديدة وحرصها على توفير أدوات المعرفة بكافة أشكالها، حيث عملت على إنشاء العديد من برامج المعرفة التفاعلية منها برنامج ماراثون القراءة، والذي تقوم فكرته على الترويج لممارسة القراءة بطريقة تفاعلية، حيث يقرأ فيه مجموعة من الروّاد خلال ساعات محددة عدد محدد من صفحات الكتب.
وأكدت أن الماراثون يهدف إلى تشجيع القراءة، وخلق مجتمعات صغيرة لها، وتعريف القرّاء بكتب جديدة، خارج اهتماماتهم المعتادة. وذلك ضمن أجواء يملؤها التعلم والمتعة. ويكرّس دور مكتبة عبد الحميد شومان في صناعة الثقافة ونشر الفعل القرائي وجعله جزءًا من حياة روّادها.
واستعرضت أبو عيشة الإجراءات التي تم اتخاذها في مكتبة شومان وأفرعها المختلفة في الزرقاء والمقابلين والأشرفية ومعان وفرع جامعة الحسين التقنية، لتوفير الأجواء المناسبة لإقامة الماراثون بحسب المعايير المعتمدة لتنفيذ مثل تلك الفعاليات عالميا من حيث الإضاءة والأماكن المريحة والاحتياجات اللازمة من مواد وأدوات، وتجهيزات لوجستية، وخدمات تكنولوجية، وأنترنت.
كما أشارت إلى أن (استديو الماراثون) الذي تم استحداثه منذ عامين خلال نشاط فعالية الماراثون، سيستضيف العديد من الأدباء والمثقفين والرواد للحديث حول أهمية القراءة.
من جانبه قال أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال عياصرة، إن فعالية ماراثون القراءة، تأتي لإشاعة عادة القراءة والترويج للقراءة بطريقة تفاعلية، وقد بدأت المبادرة منذ خمس سنوات، وهي متواصلة بشكل مستمر، منوها إلى أن ماراثون القراءة يتزامن مع اليوم الوطني للقراءة.
وثمن العياصرة لمؤسسة عبد الحميد شومان، مبادرتها في تنظيم ماراثون القراءة في سائر أرجاء الوطن تحت شعار “الأردن يقرأ”، مشيرا إلى أن “شومان” هي الشريك الاستراتيجي لوزارة الثقافة في تعزيز الفعل الثقافي في المملكة.
ودعا العياصرة المجتمع الأردني إلى زيارة معرض عمان الدولي للكتاب الذي يفتتح في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في مكة مول، ويتضمن الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية. كما أشار إلى دور الوزارة وبرنامج مكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع الذي يقام أيضا بالتعاون والمشاركة مع عدد من المؤسسات، ومنها مؤسسة “شومان”.
مسؤول النشاط الثقافي في وزارة التربية والتعليم الدكتور طارق الوحوش، أشار إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة للمشاركة في فعاليات الماراثون واليوم الوطني للقراءة من خلال التعميم على المدارس في مختلف محافظات المملكة للمشاركة وذلك من خلال الحديث عن اليوم الوطني في الإذاعات المدرسية، بالإضافة إلى تخصيص حصص دراسية للقراءة.
وأكد أهمية القراءة وفوائدها على المجتمع بشكل عام وعلى الطلبة بشكل خاص، مثل اكتساب المفردات وتحسين الرصيد اللغوي وزيادة المعرفة، مشيرا إلى أن الدراسات أظهرت أن للقراءة مزايا كثيرة كتحسين القدرة على فهم الآخرين وتحسين الإبداع عند الطلبة.
مساعد الأمين العام للشؤون الفنيّة والاستراتيجية في وزارة الشباب، الدكتور ياسين هليّل أشار إلى سعي الوزارة لتضمين خط البرامج والأنشطة في المراكز الشبابية بقراءة لكتب تعزز القيم الوطنية والموروث السياسي والاجتماعي والثقافي للأردن عبر التاريخ والتحاور والمناقشة حولها، مثلما أكد أهمية توطين المبادرات الشبابية التي تعنى بالقراءة والادب والتاريخ والفكر داخل المراكز الشبابية لممارسة أعمال القراءة والحوارات الشبابية الهادفة لتنويع مصادر الفكر والأدب العالمي لدى الشباب .
وقال إن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تطوير دوري للدراسات والسياسات الشبابية واصدار سلسلة التثقيف الشبابي بمنظومة قراءة توعوية هادفة لتوسيع مدارك واهتمامات الشباب ذوي الميول الأدبية والفكرية، مشيرا إلى تفعيل إنشاء لجنة مختصة بتفعيل القراءة داخل المركز الشبابية وبقيادة الأدباء الشباب، ووضع خطة عمل ممنهجة لتفعيل مكتبات المراكز الشبابية ورفدها بمزيد من الاصدارات الجديدة والتي تستهوي القراء الشباب.
واستعرض الدكتور هليل دور وزارة الشباب في المشاركة في مارثون القراءة لعام 2024 من خلال المراكز الشبابية على امتداد الاردن من خلال اعضاء المراكز الشبابية بماراثون القراءة 2025.
ونوهت مديرة دائرة المكتبات العامة في أمانة عمان الكبرى المهندسة جلنار الهواري خلال حديثها إلى أن أمانة عمان هي شريك رئيسي لمؤسسة عبد الحميد شومان في تنفيذ ماراثون القراءة وذلك منذ 3 سنوات لإيمانها بأهمية القراءة في نماء وازدهار الشعوب، مشيرة إلى أنه في كل عام يزداد عدد المكتبات التابعة للأمانة بالمشاركة في فعاليات الماراثون.
وأشارت إلى أن الأمانة تعمل على تزويد مؤسسة عبد الحميد شومان بعدد من الاهداءات والمنشورات بواقع1500 كتاب ليتم توزيعها خلال الماراثون، بالإضافة إلى إقامة نشاطات ثقافية هادفة بالمكتبات الفرعية المشاركة، منوهة إلى أنه تم التعميم على موظفي الأمانة للمشاركة بالماراثون.
وبينت أن الأمانة قامت بوضع إعلانات دعائية على الجسور والميادين الرئيسية بالعاصمة عمان، مثلما أنه تم التنسيق مع دوائر الأمانة المعنية لإضافة ( QR) لمحطات الباص السريع يحتوي على الكتب الالكترونية لمؤسسة عبد الحميد شومان لإطلاقه خلال ساعات الماراثون.
يشار إلى أنه خلال ماراثون العام الماضي 2024 تم قراءة أكثر من 10 ملايين صفحة، وتم التعاون مع أكثر من أربعين جهة معنية بالشأن الثقافي والأدبي من مختلف مناطق المملكة.
والجدير بالذكر أن “ماراثون القراءة” هو نشاط مُنفذ في العديد من المكتبات حول العالم، وتقوم فكرته على الترويج لممارسة فعل القراءة بطريقة جماعية وتفاعلية، عن طريق عقد شراكات مع جهات عديدة لنشر الفكرة وتطبيقها في مساحات خارج المكتبة أو داخلها، ويتخلل الماراثون أنشطة تكسر إيقاعه وتعيد له الحيوية، للحد من شعور الملل خلال فترة القراءة المستمرة، ولتشجيع المشاركين على الاستمرار بالقراءة، مثل الألعاب الثقافية، تواقيع الكتب، أو القراءات القصصية، نادي القراءة، وغيرها من الأنشطة الثقافية والقرائية.

زر الذهاب إلى الأعلى