من الصحفيين: شكراً دولة الرئيس

بقلم: عوني الداوود
شكراً دولة الرئيس، لأن تعميم الدكتور جعفر حسان، يوم أمس، على جميع الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية بعدم التعاون مع أي أشخاص من غير أعضاء نقابة الصحفيين أو دعوتهم واصطحابهم في تغطية أي مناسبات أو لقاءات أو زيارات وفود رسمية، يعني بالنسبة لنا نحن الصحفيين ما يلي:
1 – أن هذه الحكومة، برئاسة دولته، تحترم وتقدّر مكانة ودور نقابة الصحفيين كمظلّة قانونية وحيدة للجسم الصحفي والإعلامي في الأردن.
2 – هذا التعميم يعني تماماً أن هذه الحكومة تحترم التشريعات والقوانين والأنظمة التي تصدر عنها وعن الحكومات المتعاقبة، ولذلك جاء هذا التعميم وفقاً لأحكام قانون نقابة الصحفيين رقم (15) لسنة 1998 وتعديلاته، وقانون المطبوعات والنشر رقم (8) لسنة 1998 وتعديلاته.
3 – يعني أن هذه الحكومة تحترم وتقدّر العمل النقابي، ودور النقابات في تنظيم المهنة وكفّ منتحلي صفة صحفي وإعلامي عبر مختلف وسائل الإعلام، وتحديداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي يعتقد من يمتلك فيها صفحة أو حساباً وكتب سطراً أنه صار صحفياً، بينما لا يجرؤ أحد على انتحال صفة طبيب أو مهندس أو أية مهنة أخرى إن لم يكن كذلك.
4 – التعميم – الذي جاء استجابة لطلب مجلس النقابة الجديد، والذي أخذ على عاتقه منذ اليوم الأول حماية المهنة والدفاع عن حقوق منتسبيها – يساعد النقابة ويدعم موقفها في تنظيم مهنة إذا لم يتم تنظيمها فإن الخطر كبير، خصوصاً في هذه الظروف التي تمرّ بها المنطقة والعالم، ويتعرض فيها الأردن لهجمات وافتراءات وأكاذيب تستهدف الأردن قيادةً وشعباً وموقفاً، في وقت يُستخدم فيه الإعلام سلاحاً – وهو كذلك – للتطاول على الأردن الشامخ بقيادته ومواقفه، ويحتاج فيه الوطن إلى محترفين في مهنة الصحافة والإعلام ممن اتخذوا الصحافة مهنة لهم من أعضاء النقابة، بعد أن استحقوا لقب «صحفي» و«إعلامي»، وباتوا قادرين على القيام بدورهم في حمل أمانة المهنة وتوظيف الكلمة والصورة والصوت والتكنولوجيا والرقمنة لخدمة الوطن وقضاياه، وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية «بوصلة الأردن وتاجها القدس».
5 – تعميم رئيس الوزراء لكافة الوزارات والمؤسسات العامة، يحمي الحكومة والقطاع الخاص والوطن من منتحلي المهنة من المبتزين والمغرضين ومغتالي الشخصية، ممن ليسوا أعضاء في النقابة، ويحاسب الأعضاء – إن حاد أحدهم عن الصراط المهني المستقيم – بما تمتلكه النقابة من قانون وأنظمة وتعليمات وميثاق شرف ومدوّنة سلوك ومجالس تأديبية، والنقابة قادرة على القيام بدورها حفاظاً على المهنة وسمعة منتسبيها، والحفاظ على حرية التعبير ومصالح الوطن وقضايا الأمة.
6 – التعميم يؤكد تقدير هذه الحكومة لدور الإعلام ممثلاً بنقابة الصحفيين، ومن يستظل بظلّها من جميع وسائل الإعلام الرسمية والأهلية والمقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية والرقمية، هذا الدور الذي لطالما أكّد على أهميته دولة الرئيس شخصياً، خصوصاً دور الإعلام «كسلطة رابعة» في رؤى التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، خصوصاً وأن هذه الحكومة أيضاً تعمل على إعداد «رؤية تحديث إعلامي» لمواكبة المستجدات ومتطلبات المرحلة.
7 – تعميم دولة الرئيس، يحمي مؤسسات الدولة والمسؤولين والمستثمرين والمواطنين عموماً من ظاهرة «المنتحلين» التي باتت مقلقة ومزعجة ومسيئة للأردن سياسياً واقتصادياً واستثمارياً، بسبب الفوضى التي يقف وراءها فئة تنتحل صفة صحفي وإعلامي وتنظّر وتتّهم وتهاجم، وتجد من يصدّقها انطلاقاً من احترام غالبية الناس لمن ينسب لنفسه صفة «صحفي» و«إعلامي»، ولقناعة كثير من الناس أن الصحفي والإعلامي يمتلك من المعلومات أكثر مما يمتلكه الآخرون، وهذا ينطبق على الصحفي الحقيقي الذي يعرف متى وكيف يوظّف المعلومة، وليس من يختلق المعلومة ويشوّهها ولا يحسن تحليلها وفهمها.
8 – تنظيم المهنة مسؤولية كبيرة، وضعها مجلس نقابة الصحفيين الجديد على رأس أولويات خطة عمله وبرنامجه التنفيذي للأعوام 2025 – 2028، حمايةً للمهنة من الدخلاء وحمايةً لأعضائه وللمؤسسات الإعلامية والوطنية، وهذه الحملة التي شكّل لها مجلس النقابة لجنة خاصة «لجنة حماية المهنة» تقوم بواجباتها، حيث تم مؤخراً إحالة 33 منتحلاً للمهنة إلى النائب العام، وهذه الحملة لن تحقق أهدافها دون تعاون جميع الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الحكومة، مروراً بمجلسي الأعيان والنواب، وصولاً إلى القطاع الخاص بكافة مكوناته، هذه الحملة تحتاج تأييداً من الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، لأن تنظيم مهنة الصحافة تحديداً يستفيد منه الجميع، والوطن قبل الجميع.
9 – في المقابل، فإن تعميم دولة الرئيس يحتّم على النقابة المضيّ قدماً ببرنامجها من أجل تعديل قانونها، بما يواكب التطورات التي شهدتها مهنة الصحافة والإعلام في عصر التكنولوجيا والإعلام الرقمي، وما نتج عن ذلك من استحداث لمسميات جديدة، تعديلات تحقق العدالة بانتساب من يستحق لنقابة الصحفيين.
*باختصار:
تعميم دولة رئيس الحكومة د. جعفر حسان دعم كبير لنقابة الصحفيين، تعميم يشدّ على يدها للقيام بدورها في تنظيم المهنة، ووقف حالة الفوضى التي يشهدها المشهد الإعلامي بسبب منتحلي صفة صحفي وإعلامي، وخصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كصحفيين فإننا على يقين باستجابة فورية من كافة الجهات لتعميم د. جعفر حسان.. شكراً دولة الرئيس.
“الدستور”