“إسرائيل” تجهز اجتياحًا شاملاً لغزة.. والمجتمع الدولي يطلق إنذارات عاجلة

في تصعيد هو الأخطر منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، دخلت إسرائيل مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، تمثلت في إعلان وزير دفاعها عن خطة “مكثفة” لاستكمال الأهداف العسكرية ضد حركة حماس، متوعدًا بـ”حسم كامل”، وفرض “منطقة أمنية محكمة” في غزة. جاء ذلك بالتوازي مع تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي بأن الجيش بدأ بتنفيذ خطة جديدة “بأفضل ما يمكن”، في إشارة إلى تحول ميداني وشيك نحو اجتياح شامل محتمل للقطاع.
هذا التحول الإسرائيلي يعكس ارتباكًا سياسيًا وعسكريًا، عبّرت عنه تسريبات من اجتماع المجلس الوزاري المصغر نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، حيث حذّر رئيس الأركان من أن القوات “تُرسل إلى مصيدة موت”، في وقت أبدى فيه رئيس الموساد ومستشار الأمن القومي تحفظاتهم على الخطة.
كارثة إنسانية متصاعدة
في الجانب الإنساني، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء ارتفع إلى 61,330 شهيدًا، إضافة إلى أكثر من 152,000 مصاب، وسط ظروف طبية شبه معدومة. وأفادت مصادر طبية بأن 36 فلسطينيًا استشهدوا اليوم فقط بنيران الاحتلال، من بينهم 21 مدنيًا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية.
في المقابل، تواصل إسرائيل قصفها لأحياء سكنية مثل حي الزيتون والتفاح، وسط تحليق كثيف للطائرات المُسيّرة التي تستهدف المنازل بشكل مباشر.
الهدف: حكم بلا حماس… ولا سلطة!
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح بأن بلاده “لن تحتل غزة”، لكنها تسعى إلى “تحريرها من حماس”، وأن ما تسعى له هو إقامة حكم مدني لا يتبع للسلطة الفلسطينية ولا لأي منظمة إرهابية، وهو تصريح يعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على فرض نظام ما بعد الحرب دون تفاوض فلسطيني داخلي، ما يعمّق الشكوك حول نوايا سياسية تتجاوز الأمن.
العالم يشتعل… مجلس الأمن يتحرك
في الأثناء، تشهد أروقة مجلس الأمن تحركًا دبلوماسيًا مكثفًا بعد تقدم بريطانيا والدنمارك وفرنسا واليونان وسلوفينيا بطلب لعقد جلسة عاجلة بشأن الخطط الإسرائيلية. وقد انضمت روسيا والصين والصومال والجزائر وباكستان إلى الدول الداعمة، فيما تحاول الولايات المتحدة عرقلة الاجتماع وفق مصادر دبلوماسية للجزيرة.
الأمم المتحدة، من جهتها، وصفت الخطة الإسرائيلية بأنها “تصعيد خطير” من شأنه أن “يعقّد الكارثة الإنسانية ويعرّض حياة المدنيين للخطر”، مؤكدة أن غزة أرض فلسطينية محتلة وجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وطلبت دولة فلسطين من جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك العدوان، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، خصوصا في قطاع غزة، وفقا لمندوب فلسطين لدى الجامعة العربية، السفير مهند العكلوك.
وأكّد السفير العكلوك أن الاجتماع المزمع عقده في الفترة المقبلة يهدف إلى إصدار قرار عربي يدعو إلى تحرك فعّال على المستويين العربي والدولي للتصدي لهذه الجرائم، والعمل على منع استمرارها، وملاحقة مرتكبيها أمام آليات العدالة الدولية.
ويترأس الأردن الدورة العادية الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، حيث تُعقد الاجتماعات برئاسة الدولة رئيس الدورة.
انقسام داخلي… وضغوط خارجية
في الداخل الإسرائيلي، تتزايد الضغوط من عائلات المختطفين الذين وصفوا الخطة العسكرية بأنها تهديد مباشر لحياة أبنائهم. والدة أحد الأسرى قالت إن الحكومة الإسرائيلية “تقترب من قتل المختطفين بدلًا من تحريرهم“.
دوليًا، أظهرت القناة 13 الإسرائيلية توترًا حادًا بين نتنياهو والمستشار الألماني بسبب قرار ألمانيا وقف توريد الأسلحة لتل أبيب، وهو قرار قد يتوسع أوروبيًا في حال استمرت إسرائيل في تجاهل التحذيرات الإنسانية والدبلوماسية.