هندسة التجويع في غزة: عبور 853 شاحنة مساعدات فقط خلال عشرة أيام

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن يوم أمس الثلاثاء 5 آب/أغسطس شهد دخول 84 شاحنة فقط إلى القطاع، تعرّضت غالبيتها للنهب والسطو نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يرعاها الاحتلال، ضمن سياسة ممنهجة تعرف بـ”هندسة الفوضى والتجويع”، والتي تهدف إلى ضرب تماسك المجتمع الفلسطيني وتفكيك صموده.
وأوضح المكتب في بيان له اليوم الأربعاء، أن قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية واستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال.
وبحسب إحصائية رسمية صادرة عن المكتب، فإن إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي مزاعم بالسماح بإدخال المساعدات ابتداءً من الأحد 27 تموز/يوليو وحتى الثلاثاء 5 آب/أغسطس بلغ 853 شاحنة فقط، أي بمعدل 85 شاحنة يوميًا، وهو ما يمثل أقل من 15 بالمئة من الاحتياج الفعلي خلال تلك الفترة، والذي يُقدّر بنحو 6 آلاف شاحنة. وتوزعت الأعداد بشكل متفاوت، حيث سُجلت أعلى نسبة دخول يوم الأربعاء 30 تموز/يوليو بـ112 شاحنة، فيما كانت أدنى نسبة يوم السبت 2 آب/أغسطس بـ36 شاحنة فقط.
وفي بيان منفصل، أدان المكتب الإعلامي الحكومي بشدة استمرار جريمة التجويع الممنهج، والإغلاق الكامل للمعابر، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
ودعا المكتب الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة، والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لفتح المعابر بشكل دائم، وضمان تدفّق المساعدات الغذائية والطبية، لا سيما حليب الأطفال والأدوية المنقذة للحياة، والعمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة بحق المدنيين.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أكثر من 61 ألفًا و20 شهيدًا، و150 ألفًا و671 جريحًا، وأكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة العشرات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.
وبحسب معطيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وجهات أممية، أدّت الحرب إلى تدمير أكثر من 88 بالمئة من مباني القطاع، بإجمالي خسائر تجاوز 62 مليار دولار، في وقت تسيطر فيه قوات الاحتلال على نحو 77 بالمئة من مساحة قطاع غزة عبر الاجتياح والنار والتهجير.