ميادة الحناوي في “جرش 39”: صوت الشام يلامس قلوب العاشقين

جرش – كرم الإخبارية
في ليلةٍ نسجت خيوطها من الحنين، وصوتها من ذهب الشرق، اعتلت ميادة الحناوي المسرح الجنوبي في مدينة جرش الأثرية، كأنما تصعد إليه على سلم من الذكريات والأنين الجميل.
ووسط هتاف الجمهور في المدرجات، أطلقت “مطربة الجيل” مساء الأحد، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته التاسعة والثلاثين، حنجرتها لتصدح بـ”الليالي”، فصمت الجميع ليستمعوا… لا إلى أغنية فقط، بل إلى تاريخٍ طويل من العشق، حملته السيدة القادمة من الشام، والمليئة بصوتها دفاتر الحب العربي.
توالت الأغنيات، “الحب اللي كان”، “أنا بعشقك”، “مهما يحاولوا يطفوا الشمس”، وأغان أخرى تنتمي إلى مدرسة الطرب التي لا تموت… مدرسة ميادة، التي تقف عند كل جملة لتهبها إحساسا، وعند كل نغمة لتمنحها ذاكرة.
في كلمتها للجمهور، رحبت الحناوي بالأردن ملكا وشعبا، وخصت الجمهور المصري بتحية دافئة، مؤكدة أن الفن، حين يكون صادقا، لا يعرف حدودا ولا أوطانا، بل يجمعها في حب واحد.
وفي لحظة مؤثرة، صعد وزير الثقافة الدكتور مصطفى الرواشدة ومدير المهرجان أيمن سماوي لتكريم الحناوي، تقديرا لمسيرتها التي تجاوزت الأربعة عقود من التألق والعطاء، وهي التي حملت على عاتقها مشروع الأغنية الرصينة، ووقفت جنبا إلى جنب مع كبار الملحنين، من بليغ حمدي إلى رياض السنباطي.
من هي ميادة الحناوي؟
ميادة الحناوي، صوت سوري استثنائي من مدينة حلب، لقبت بـ”مطربة الجيل”، بدأت مسيرتها في السبعينيات حين اكتشفها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، ثم ارتبط اسمها بالموسيقار بليغ حمدي الذي قدّم لها ألحانا خالدة جعلت منها أيقونة للأغنية الطربية. من أشهر أغانيها: أنا بعشقك، الحب اللي كان، سيدي أنا، كان يا مكان، فاتت سنة، أنا مخلصالك، قدّك قلبي لحبك.
استمرت ميادة رغم التحولات في الذوق العام، محافظة على خطها الطربي الراقي، مؤمنة بأن الفن الجيد لا يهرم، بل يزداد بريقه كلما مر الزمن