ظاهرة النفاق والتزلف للمسؤولين: خطر يهدد القيم ويخالف هدي الإسلام.

بقلم: لؤي الدلايكة

لقد أصبحت ظاهرة التزلف والنفاق لأصحاب المناصب من المشكلات الاجتماعية البارزة في بعض المجتمعات، حيث نشهد تفشي المدح المبالغ فيه للمسؤولين، والتقرب إليهم بالكلمات المزينة طلبًا للمصلحة أو خوفًا من التهميش، وهي ظاهرة لا تضر الفرد فحسب، بل تفتك بمنظومة القيم، وتعرقل مسيرة الإصلاح والتقدم.

إذ ليس من المروءة ولا من الإخلاص أن يُمدح المسؤول بما ليس فيه، أو يُصوَّر على غير حقيقته، بل إن الإسلام حذّر بشدة من النفاق والمداهنة في غير الحق، وجعل النفاق من أخطر الأمراض الأخلاقية.

كما جاء في الحديث الشريف، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“من أثنى عليك بما ليس فيك، فقد مدحك، وكذبك، وأغرك”
[رواه ابن أبي الدنيا بإسناد حسن]
فمن يمدح مسؤولًا أو صاحب سلطة بغير حق، إنما يغشه ويخدعه، ويكون بذلك شريكًا في تضليل الرأي والحكم.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك:
“إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب”
[رواه مسلم]
وهو توجيه نبوي واضح لتقبيح هذا السلوك، وبيان خطورته على الأفراد والمجتمع.

إن للنفاق والتزلف آثارا سلبية شديدة على الفرد والمجتمع والدولة ككل ومن أهمها:

ـ إضعاف الرقابة الشعبية؛ لأن المسؤول لا يسمع إلا ما يريد، وليس ما يجب.

-تضييع حقوق الناس، حين تُمنح المناصب والمكافآت بناءً على التملق لا على الكفاءة.

-تشويه القيم الإسلامية التي تدعو إلى الصدق والنصيحة والعدل.

كيف نواجه هذه الظاهرة؟

1. نشر ثقافة الصدق والنصيحة، امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“الدين النصيحة…” [رواه مسلم].

2. تعزيز حرية التعبير المسؤولة، بما يخدم الوطن والمجتمع.

3. حماية أصحاب الرأي الصادق، وعدم التضييق عليهم.

4. تربية الأجيال على التوازن بين احترام المسؤول ونقده إذا أخطأ.

الختام:

إن النفاق والتزلف ليسا من الإسلام في شيء، بل هما آفتان تهددان صلاح المجتمعات، وتمنعان وصول الحق إلى مواضعه التي ينبغي أن تكون، وواجبنا بصفتنا مجتمع مسلم أن نكون صادقين، ناصحين، لا نخاف في الله لومة لائم، ساعين للإصلاح بقلوب نقية وألسنة صادقة.

حفظ الله الأردن من كل سوء،
وعجل بالفرج والنصر لأهلنا في فلسطين، اللهم آمين.

زر الذهاب إلى الأعلى