البرغوثي يطلق “من فلسطين إلى الفلسطينزم”.. قراءة جديدة لفلسطين كفكرة تحرر إنساني

كتب: وسام نصر الله
صدر حديثًا عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، كتاب جديد للكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور إياد البرغوثي، يحمل عنوان:
“من فلسطين إلى الفلسطينزم.. قول في الوعي والمعنى”، ويقع في نحو 300 صفحة من القطع المتوسط.
ويأمل البرغوثي، أن يسهم الكتاب في إطلاق نقاش فكري عميق حول تطور القضية الفلسطينية، من كونها حركة تحرر وطني، إلى أن تصبح مرتكزًا فكريًا وأخلاقيًا لتحرير الإنسان أينما كان.
ويُقدّم الكتاب قراءة فكرية وسياسية معمّقة لمآلات القضية الفلسطينية، وتحولات الهوية الوطنية، من خلال ثلاثة فصول رئيسية تتناول المسارات المتشابكة بين الدولة، الكفاح، الاغتراب، والتطبيع، في ظل مشهد عربي مضطرب.
فصل أول: فلسطين بين “الدولة” والقضية
يفكّك الكاتب في هذا الفصل العلاقة الملتبسة بين مشروع الدولة الفلسطينية من جهة، والهوية الوطنية الجامعة من جهة أخرى، متناولًا قضايا مثل: دور منظمة التحرير، الانقسام السياسي، الداخل الفلسطيني، والوحدة الوطنية كأولوية غائبة أو مؤجلة.
فصل ثانٍ: إسرائيل.. الدولة “الحرام”
يتناول هذا الفصل “إسرائيل” ككيان تأسس على الألم، ويفكك أسطورة “الدولة الطبيعية” التي نجحت في التمويه على العالم، من خلال خطاب القوة والتفوّق، متسائلًا عن “عقلانية” النظام الإسرائيلي في ظل واقعه الاستيطاني العدواني.
فصل ثالث: النظام العربي و”متلازمة” “إسرائيل”
يُسلّط البرغوثي الضوء على التواطؤ أو العجز العربي تجاه “إسرائيل”، ويحلل كيف تحوّلت بعض الأنظمة من رفض المشروع الصهيوني إلى محاولات احتوائه أو التكيّف معه، مستعرضًا قضايا مثل “إشكالية الدولة” في العالم العربي، وحدود الدور الفلسطيني في المدن العربية.
الكتاب لا يطرح إجابات جاهزة، بل يثير أسئلة عميقة حول معنى “أن تكون فلسطينيًا” في زمن ما بعد النكبة، وما بعد الثورة، وما بعد “أوسلو”، مقدمًا رؤية فكرية نقدية تبحث في جوهر الفلسطينزم كهوية مقاومة، وكوعي في مواجهة محاولات التذويب والنسيان.