اصدار جديد للروائي والشاعر محيي المسعودي

بغداد – محمد سلامة
صدر عن دار ” الورشة الثقافية” للطباعة والنشر والتوزيع في بغداد رواية جديدة للروائي والشاعر العراقي محيي المسعودي بعنوان – غير صالح للحياة – وجاءت الرواية بالحجم الأوروبي والورق الشامو وبعدد صفحات ناهز 190 صفحة, وزينت غلاف الرواية لوحتان للدكتور الفنان صفاء السعدون ويأتي صدورهذه الرواية بعد عامين من صدور روايته السابقة ” لعنة المخطوطة” لينتقل – والحال هذه – من اعتماد الصحف لنشر رواياته الى اعتماد الكتاب بعد اعتزاله العمل الإعلامي ,
اعتمد المسعودي في نصه السردي على “الانا” بكامل الرواية الا القليل جدا منها والذي تقتضيه عملية تشبيك النص دون ان يترك فاصلا او اثرا يشعر به القارئ بين النسيج العام للرواية . ولم يُعنى كثيرا ببنية النص او بهرمية الرواية – من الفكرة حتى النهاية مرورا بالحبكة والعقدة التي يُدرسها الاكاديميون ويُقيم على أساسها النقاد قيمة النص الروائي .
لم يسعَ المسعودي في روايته هذه الى تثقيف النص , كما يفعل اغلب الروائيين ونخص منهم الذين يكتبون رواياتهم بالسرد الروائي القائم على الأنا وهي التقنية السردية التي يتم فيها استخدام “الأنا” كمرجع أساسي لتقديم الأحداث والشخصيات في النص الروائي. والأنا في رواية ( غير صالح للحياة) ليست مجرد شخصية في الرواية، بل هي مركز الذات الذي يرى من خلاله القارئ ويفهم رؤية وحياة هذه الشخصية الراوية .
تخلى المسعودي في روايته هذه عن المقومات التقليدية للنص وترك الحرية لشخصيته الرئيسية في الرواية بالحديث عن نفسها وفق حدود معارفها وثقافتها وعقائدها وبيئتها ومستواها الاجتماعي ولم يقدم لها العون للحديث باسلوب فني يعطيها الاثارة او الابهار والجذب ويمكنها من استعراض معارف مختلفة او ولوج علم الفلسفة والتأويل . ويبدو ان المسعودي جلس يستمع الى شخصية روايته ويراها وهي تعيش حياتها بحرية وبكل تفاصيلها .
يبدو ان كاتب الرواية غير مهتم حتى لآراء النقاد والكتاب و”البوست برودكشن ” بقدر اهتمامه بنقل الصورة بكل تفاصيلها دون تدخل او منتجة او حتى عملية اخراج . ويتجلى جانبا من الحياة الشخصية للصوت الراوي الذي يعرفنا على حياته في هذا المشهد المونودرامي
(دارت الحياة كأنها مطحنة حجرية تطحن سنواتي كحبوب قمح طرية مع كل هذه السنين كنت اتشبث بالحياة بحكم الفطرة والغرائز وليس بالعقل والتفكير لانني ومذ كنت صغيرا كنت افكر بالموت …….
وقبل ان اخوض في تفاصيل حياتي, أود ان أُعلِم من يتسنى له قراءة هذه السطور عن ايام وسنين هذه الملهاة التي تسمى حياتي .. أود ان اخبره بأني الان اشعر بعبثية وجودي وتلاشي قدرتي على الاستمرار بالحياة , مع انني اعدُّ ذلك ابتلاء من الله حين تتجلي لي الحياة عارية من ثياب الاغواء, ولكن في غالب الاحوال اجد نفسي مؤمنا بعبثية وجودي.