“توت أرض” في جرش: حين تصبح الموسيقى لغة الأرض والهوية

كرم الإخبارية – خاص
تحيي فرقة “توت أرض” أمسية موسيقية ضمن فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان جرش للثقافة والفنون، وذلك مساء السبت الموافق 26 تموز الجاري، على المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية.
وتُعد “توت أرض” من التجارب الموسيقية العربية المعاصرة اللافتة، إذ انطلقت من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، حاملة رؤية فنية تمزج بين الأصالة والتجريب، وتتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية لتصل إلى جمهور واسع حول العالم.
تأسست الفرقة عام 2010 على يد الأخوين حسن ورامي نخلة، لتعبّر من خلال أعمالها عن هوية الجولانيين وهمومهم اليومية، وخاصة فئة الشباب الذين يعيشون واقعًا سياسيًا وثقافيًا معقدًا. واختارت اسمها “توت أرض” في دلالة رمزية على الارتباط بالأرض والانتماء والهوية، وهي ثيمات تتكرر في الكثير من أغانيها.
وتتميّز موسيقى الفرقة بتوليفة فريدة تمزج بين الريغي، والروك السيكيديلي، وأنغام الطوارق، بالإضافة إلى عناصر من الموسيقى العربية، مما منحها أسلوبًا مميزًا يجمع بين الحداثة والجذور. وقد أصدرت الفرقة عددًا من الألبومات المهمة، منها: “نوري أندابوري” (2011)، “Laissez Passer” (2017)، و**”Migrant Birds” (2020)**.
وتتناول “توت أرض” في أعمالها قضايا الهوية، واللجوء، وانعدام الجنسية، والانتماء الثقافي، حيث تحوّلت حفلاتها إلى مساحات فنية تعبّر عن المقاومة الناعمة، وتطرح أسئلة عميقة حول الحرية والوطن والانتماء، بأسلوب موسيقي يلامس الوجدان ويتجاوز الخطاب التقليدي.