العناني: الاقتصاد والتهجير ابرز آثار سياسات اليمين الاسرائيلي على الأردن

قال نائب رئيس الوزراء الأسبق د. جواد العناني إن التغيّرات الاستراتيجية التي يشهدها الإقليم على الصعيد السياسي والاقتصادي، تتطلب مشروع رؤية عربية موحدة لمواجهة سياسات اليمين الإسرائيلي ومشروعه التوسّعي ووقف تغوّله في المنطقة.
وأضاف العناني خلال محاضرة ألقاها في مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان، مساء الثلاثاء، تحت عنوان “الآثار الاستراتيجية لسياسات اليمين الحاكم في إسرائيل على العالم العربي والأردن”، أن نجاح الدول العربية في الحفاظ على مصالحها وتجنب الوقوع كفريسة للتغوّل الإسرائيلي يتطلب تمتين الجبهات الداخلية للدول العربية، ومشروعاً عربيّاً وإسلامياً موحّداً، تتمكن من خلاله الدول العربية من تحقيق مصالحها وحماية أمنها.
وبين العناني أمام نخبة من الأكاديميين والسياسيين الأردنيين أن التغيّرات الاقتصادية التي يشهدها الإقليم تزيد من مخاطر تغوّل إسرائيل في المنطقة، في ظل تحول دول عربية نحو تنويع اقتصاداتها واستثماراتها في مجالات “الهاي تك” والطاقة البديلة والذكاء الاصطناعي، والتي ترتبط حكماً بالشركات العالمية الكبرى والتي معظمها في الولايات المتحدة، وبعض قادتها وملاكها من اتباع الديانة اليهودية حيث يستغل ذلك اللوبي الاسرائيلي داخل الولايات المتحدة للتأثير على السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، الأمر الذي قد يعقد القدرة العربية على اتخاذ قرارات ضد سياسات إسرائيل بسبب هذه الارتباطات، ناهيك عن شركات “الهاي تيك” الإسرائيلية التي لها ارتباطات قوية بمثائلها في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية التي وقعت معها دول عربية اتفاقات، الأمر الذي قد يؤثّر على التفكير الاستراتيجي والسياسي لدول عربية تجاه إسرائيل.
كما أشار العناني إلى أن التطرّف الإسرائيلي لا يقتصر على البعد العقدي بل يمتد كذلك عند اليمين الإسرائيلي إلى البعد المصلحي والمادي، ويحمل أيضاً بعداً اجتماعياً من خلال ادعاء الحرص على حقوق الأقليات لزيادة نفوذ إسرائيل داخل المنطقة العربية.
المخاطر على الأردن
وأوضح العناني أن أبرز الآثار الاستراتيجية لسياسات اليمين الحاكم في إسرائيل على الأردن تتمثل في الآثار الاقتصادية السلبية وفرض تهجير سكان الضفة الغربية إليه، مبيّناً أن معالجة هذه الآثار تتطلب استراتيجية شاملة ومتنوعة تنطلق ببدء عمليات بحث وتفكير نوعية لتحقيق نقلة اقتصادية إيجابية وكبيرة، وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني الراعية للتنمية، مشيراً إلى ضرورة تمتين الجبهة الداخلية وتعزيز تماسكها في ظل صعوبة الاعتماد على توفر حماية مساندة من دول عربية.
وأكد اللواء المتقاعد محمود إرديسات خلال تقديمه للمحاضرة أن اليمين الإسرائيلي الحالي هو أشد تطرفاً من اليمين التقليدي، وهو يعمل على تحويل الأفكار التاريخية لليمين الاسرائيلي إلى واقع، مستغلاً الظروف التي تشهدها المنطقة، وأكد إرديسات أن تطلعات اليمين الاسرائيلي وأهدافه تتجاوز فلسطين وتمتد إلى عدة دول عربية وإسلامية.
وقدم الحضور المشاركون مداخلات حول خطورة تحالف اليمين الأمريكي المحافظ مع اليمين الإسرائيلي منذ سبعينيات القرن العشرين بهدف إشغال دول المنطقة بمشاكل داخلية تستنزف قدراتها وتحول دون توحدها وتقدمها، وأكدوا أهمية بناء مشروع عربي أو إسلامي موحّد في مواجهة المشروع الاسرائيلي، محذرين من أن السياسات الإسرائيلية الحالية تسعى لإحداث فوضى إقليمية تتيح لإسرائيل تنفيذ مخططاتها، وعلى رأسها تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن قطاع غزة.