«كنوز غزة المُنقذَة» في باريس يستقطب كبار المسؤولين

 يحتضن معهد العالم العربي في باريس معرضا استثنائيا، بعنوان «كنوز غزة المُنقذَة… خمسة آلاف عام من التاريخ» يضمّ قطعًا أثرية نادرة وصورًا تاريخية، ويقدم للزوار تأملا في ذاكرة القطاع وهويته، عبر تراثه المهدد والذي لا يزال نابضا بالحياة. ويرافق المعرض برنامج ثقافي غني يشمل ندوات، وأفلام، وفعاليات متنوعة.
وكان من أبرز زوار المعرض يوم افتتاحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي رافقه في جولته وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، ووزير التراث والسياحة الفلسطيني هاني الحايك وسفيرة فلسطين في باريس هالة أبو حصيرة والمخرج السينمائي الفلسطيني رشيد مشهراوي، ومدير المعهد جاك لانغ.
يطرح المعرض تساؤلات عن مصير قطع أثرية تحمل آثار التاريخ الغني لقطاع غزة، ويوثق تدمير ما كان يوماً ميناء على البحر الأبيض المتوسط.
وكان لانغ افتتح المعرض الأسبوع الماضي بالقول «لا يجب أن نلقي تراث غزة في البحر» معتبرا أن “هذا المعرض هو فعل مقاومة!»، في الوقت الذي لم يعد فيه القطاع الفلسطيني، الذي تدمره الحرب المتواصلة منذ 18 شهراً، سوى حقل خراب واسع ومقبرة لنحو 50 ألف شخص.
من جهته، يرى جان بابتيست هامبير، عالم الآثار البارز الذي كرّس حياته للتنقيب في أراضي غزة، أن المعرض هو “تكريم لشعب غزة”. كما يوجه رسالة ضمنية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يحلم، بحسبه، بتحويل هذا الرمز للموت والدمار إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” خالية من سكانها.
من بين ما يعرضه المعرض: جولة ثلاثية الأبعاد داخل دير القديس هيلاريون، المشيّد عام 329 ميلادي، أحد أقدم الأديرة في الشرق الأوسط؛ والذي أدرجته اليونسكو في يوليو/ تموز عام 2024، ورغم الحرب، على لائحة الممتلكات الثقافية المحمية دوليًا. وهو أحد الجواهر النادرة التي نجت من القصف الإسرائيلي.
عنصر بارز آخر في المعرض هو رسم خريطة للمعالم المعرضة للخطر. هذه الخريطة ثمرة عمل علمي فريد أنجزه نحو أربعين باحثًا من مجالات التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا والآثار، بتنسيق من المؤرخ فابريس فيرجيني.

 

زر الذهاب إلى الأعلى