هل يعاقب فليك برشلونة برهانه الأخير؟
كسب هانزي فليك المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني أكثر من رهان فني منذ توليه المسؤولية مطلع الموسم الجاري خلفا للمدرب الإسباني الشاب تشافي هيرنانديز الذي رحل بعد موسمين ونصف.
أذهل فليك المتابعين بعروض فنية مبهرة وانتصارات كاسحة منها الفوز مرتين على الغريم التقليدي ريال مدريد في الكلاسيكو بنتيجة 4-0 في الدوري على ملعب سانتياجو برنابيو، والفوز 5-2 في نهائي كأس السوبر الإسباني على ملعب الجوهرة المشعة في مدينة جدة السعودية.
ووسط هذه العروض المبهرة كسب المدرب الألماني رهان مصيدة التسلل الذي أوقع به منافسيه تباعا، ودك مرماهم بـ 103 أهداف في 33 مباراة بأربع مسابقات مختلفة، الدوري وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا والسوبر الإسباني.
إزالة الصدأ
كما تجاوز هانزي فليك الأزمات المالية الطاحنة التي تضرب جدران البارسا، وتقيد حرية تحركه في سوق الانتقالات بإبرام صفقات من العيار الثقيل بل منح المدرب الألماني ثقة أكبر في العناصر الشابة مثل لامين يامال وأليخاندرو بالدي وباو كوبارسي، بل قدم وجوها جديدة مثل مارك كاسادو وجيرارد مارتن وسيرجي دومينيك، ومارك بيرنال الذي ضربته لعنة الإصابة بالرباط الصليبي.
وأزال فليك الصدأ من لاعبين آخرين توهجوا معه بشدة ووصلوا لأفضل مستوياتهم مثل رافينيا وإينيجو مارتينيز وجوليس كوندي وروبرت ليفاندوفسكي وإيريك جارسيا، وثنائي الوسط بيدري وجافي.
وتحت قيادة المدرب الألماني، لم يهتز البارسا أيضا بكثرة الإصابات في صفوفه مثل فرينكي دي يونج وأندريس كريستنسن ورونالد أراوخو وآنسو فاتي، وأخيرا مارك أندريه تير شتيجن.
رهان شائك
ولكن راهن هانزي فليك مؤخرا على كارت قد يعاقب به نفسه ويضع الفريق الكتالوني على حافة الهاوية، وينذر بمضاعفة الأزمة الدفاعية التي يعانيها البارسا حيث استقبلت شباكه هذا الموسم 40 هدفا رغم الاستعانة بثلاثة حراس مرمى مختلفين.
بدأ برشلونة الموسم بالألماني تير شتيجن لكنه أصيب بقطع في الرباط الصليبي خلال مواجهة فياريال في الجولة السادسة من الليجا يوم 22 سبتمبر المقبل، مما دفع إدارة برشلونة لصفقة اضطرارية بإعادة الحارس البولندي فويتشيك تشيزني من الاعتزال بعد أيام قليلة من تكريمه داخل ناديه السابق يوفنتوس الإيطالي.
وضع هانزي فليك ثقته في البداية بالحارس الإسباني البديل إيناكي بينيا الذي شارك في 22 مباراة، استقبل خلالها 25 هدفا، وخرج بشباك نظيفة في 6 مباريات فقط.
وفجأة خرج بينيا من الحسابات، وبات يشارك على فترات متقطعة في ظل تقارير تحدثت عن قرار انضباطي من هانزي فليك بسبب تأخر حارس المرمى الإسباني عن حضور إحدى الحصص التدريبية.
ودخل تشيزني الحسابات تدريجيا بمشاركته أمام فريق مغمور في الدور التمهيدي لكأس ملك إسبانيا، وبات البولندي المخضرم العائد من الاعتزال مؤخرا الحارس الأساسي للبارسا.
أدلة إدانة
شارك تشيزني في 6 مباريات، استقبل خلالها 8 أهداف، وخرج بشباك نظيفة في مباراتين فقط.
لكن بدا أن فويتشيك تشيزني يعاني من خلل فني واضح في التعامل مع خطة فليك بالاعتماد على الدفاع المتقدم ومصيدة التسلل، حيث حصل على بطاقة حمراء في كلاسيكو السوبر الإسباني.
وارتبك تشيزني بشدة في فوز برشلونة الماراثوني على بنفيكا بنتيجة 5-4 في دوري الأبطال، حيث تسبب في ركلة جزاء، وتورط في خطأ ساذج كلف برشلونة هدفين من أصل 4 أهداف للفريق البرتغالي.
وبعد الفوز الدرامي في معقل بنفيكا، دك برشلونة مرمى فالنسيا بنتيجة 7-1 لكن تواصل ارتباك تشيزني في التعامل مع الكرات الطولية لكن أنقذته تقنية الفيديو “فار” في إلغاء ركلة جزاء احتسبت ضده بسبب وجود مخالفة ضد مدافع فالنسيا خوسيه جايا في بداية الهجمة.
وبسؤاله عن سبب استبعاد بينيا وإشراك تشيزني، برر فليك بأن برشلونة لم يخسر أي مباراة في وجود تشيزني، فهل يعاقب المدرب الألماني برشلونة بإصراره وعناده ضد بينيا الذي يتفوق على تشيزني في اللعب بقدمه، وإجادة الخروج في الكرات الطولية؟