الجازي..
بقلم: سامح المحاريق
الشهادة وحدها هي من تمنح الحصانة الكاملة، هذا هو الدرس الذي تعلمناه وأمامنا قبائل المتساقطين، فالشهيد لم يعد بوسعه أن يتراجع عن موقفه، هو يتقدم ومعه آخر خياراته، معادلته صفرية بسيطة وواضحة.
ومع أن النتائج ربما تلحق ضررًا بالفلسطينيين إلى أيام أو أسابيع، وتتخذ ذريعةً لقطع الحبل السُري عن الضفة الغربية في مرحلة حرجة، فالمقابل أنها ترسي فكرة التهديد المستمر، ومن الإسكندرية قبل فترة غير بعيدة، إلى الأغوار بالأمس.
الفعل البطولي للجازي ليس محلًا لنقاش، فإسرائيل كلها تحولت إلى دولة إره…….اب وماكينة قتل، والجازي لم يذهب ليحرر فلسطين، وكل ما في الأمر، أنه قام بفعل ثأري لا يمكن مناقشته إلا إذا تمكن من يضعون القانون من تنفيذه بصورة عادلة ومتوازنة، وفي هذه الحالة على رعاة النكتة التي تسمى بالقانون الدولي، أن يضيفوا مصطلح الثأري إلى توصيف الفعل الذي أنشأه ماهر الجازي، لأن الثأر يحدد المشكلة بصورة عادلة، ويستوجب الفعل الإجرامي الأولي ويبني على الخطيئة الأصلية (الاحتلال وطرد الفلسطينيين من أرضهم، ومحاولة الحط من إنسانيتهم بصورة مستمرة).
في عالم المبادئ لا يمكن لأحد أن يدين الجازي! والرجل مضى إلى عالمه المثالي الذي رآه… ويبقى ما وراء ذلك من تفاصيل كثيرة أمامنا يمتد ويتشعب، والأخلاقي فيما أراه، ألا يتصرف كثيرون من منطق المشجعين، فالثأر لا يقتضي التنظير.. هو يستدعي الجريمة الأصلية ويضعها أمامنا، ومحاولة الشراكة المتأخرة مع حصة الشهيد في عالمه المثالي، صراحًة، فعل رث وينطوي على معالم تساقطية!