الأردن بالمرتبة الأولى في تعاطي التبغ بمنطقة شرق المتوسط

أكد تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية، أن معدلات تعاطي التبغ تشهد ارتفاعا في 6 دول في العالم بينها الأردن ومصر وعُمان، في وقت يستمر في الانخفاض بمختلف أنحاء العالم ليصل إلى 1.25 مليار شخص بالغ يتعاطى التبغ.

وصنف التقرير الأردن في المرتبة الأولى كأكثر دولة في تعاطي التبغ في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بنسبة 36.3% في تعاطي التدخين، تليها لبنان بنسبة 34% ومصر بنسبة 24.7%.

ووفق التقرير الذي صدر بعنوان “اتجاهات انتشار تعاطي التبغ 2000-2030″، فإن الاتجاهات في عام 2022 تظهر انخفاضًا مستمرًا في معدلات تعاطي التبغ على مستوى العالم. حيث يستهلك حوالي 1 من كل 5 أشخاص بالغين في جميع أنحاء العالم التبغ مقارنة بـ 1 من كل 3 في عام 2000.

وأكد التقرير أن ستة بلدان “لا تزال” تشهد ارتفاعا في تعاطي التبغ؛ 3 منها في إقليم شرق المتوسط وهي الأردن، مصر، عُمان، والبقية الكونغو وإندونيسيا وجمهورية مولدوفا

ويشير التقرير إلى أن معدلات تعاطي التبغ في الأردن بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فما فوق (وفق معدل الانتشار الخام) في آخر إحصائية لعام 2022، وصلت في المتوسط لكلا الجنسين 36.3%، يصل حدها الأعلى 44.3% وفي حدها الأدنى 28.3%.

وفي ذات المقياس، فإن معدل الانتشار الخام للعام ذاته، وصل متوسطه للذكور 57.8%، ومتوقع بلوغه في حده الأعلى 70%، و45.5% في حده الأدنى. أما الإناث بلغ المتوسط 13.4% فيما بلغ حده الأعلى 16.8% و9.9% في حده الأدنى.

وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد مستخدمي التبغ ومدخنيه في الأردن في العام 2022، إلى 2.774 مليون شخص؛ 2.291 مليون ذكر، و483 ألف أنثى.

– توقعات مستقبلية للأردن –

ويتوقع التقرير ارتفاع نسبة مستخدمي التبغ في الأردن بنسبة 37.1% في العام 2025 بعد أن كانت نسبته 35.8% في العام 2020، فيما من المرجح أن تواصل هذه النسبة الارتفاع في العام 2030 إلى ما نسبته 38.3%.

وبلغت نسبة مستخدمي التبغ بين الذكور في الأردن 57.2% في عام 2020، ومتوقع ارتفاعها بنسبة 58.6% و60.2% في الأعوام 2025 و2030 على التوالي، بعد أن كانت 52.6% في العام 2000.

بينما بين الإناث، يظهر التقرير أن نسبة مستخدمات التبغ 12.9% في عام 2020، ومتوقع ارتفاعها إلى 13.9% و15% في الأعوام 2025 و2030 على التوالي، بعد أن كانت النسبة 9.7% في العام 2000.

وزير الصحة فراس الهواري، انتقد خلال مقابلة سابقة مع الموقع الإلكتروني لقناة “المملكة”، ارتفاع نسب التدخين في الأردن وتصنيف المملكة كأعلى 3 بلدان في العالم في نسبة التدخين، في وقت تسعى فيه دول العالم لتقليل نسب التدخين فيها إلى أقل من 5%.

وأشار، خلال مقابلة مع الموقع الإلكتروني لقناة “المملكة” إلى أن نسبة التعرض السلبي للتدخين وصلت لأكثر من 65%، موضحا أن الأطفال يتعرضون للتدخين السلبي من تبغ و”أراجيل” وسجائر إلكترونية في منازلهم.

وحذر الهواري من السيجارة الإلكترونية، موضحا أن نسبة النيكوتين فيها تزيد أضعافا مضاعفة مقارنة بالسيجارة العادية.

وقال، إن لدى الوزارة حملات رقابية بشكل دوري على جميع المؤسسات من رصد ومتابعة وتسجيل إحصائيات، مشيرا إلى أن خفض نسب التدخين يتطلب التزام الجميع في تطبيق حظر التدخين في الأماكن العامة في المؤسسات والدوائر الرسمية من مستشفيات ومدارس وغيرها لتغيير المفهوم العام المواطن بأن يصبح وجود الدخان في أي غرفة غير مقبول.

وبين أن نسب الإصابة بالسرطان وأمراض القلب نتيجة التعرض للتدخين السلبي في الأردن وصلت بين 25 إلى 30%.

وأشار إلى أن الطفل الذي يتعرض للتدخين السلبي يأخذ 20 ضعفا من المادة السامة في التبغ، ومن بين كل 4 سجائر يدخنها الأب والأم يدخن الطفل واحدة نتيجة تعرضه للتدخين، وقد يصبح مشبعا بالنيكوتين ومدمنا عليه مستقبلا؛ وبذلك ينتقل إلى صفوف المدخنين.

وأضاف أن في وزارة الصحة 27 عيادة للإقلاع عن التدخين، إضافة إلى مركز الحسين للسرطان، وعيادة في الجامعة الأردنية، مشيرا إلى أن عدد مراجعي عيادات الإقلاع عن التدخين بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي قرابة 4500 شخص مدخن، أقلع نحو 9% منهم عن التدخين.

ووفق القانون المعدل لقانون الصحة العامة رقم (11) لسنة 2017، فإن المادة 63 تنص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن 3 أشهر أو بغرامة لا تقل عن مئة دينار ولا تزيد عن 200 دينار كل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في الأماكن العامة المحظور التدخين فيها.

كما يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد عن ستة أشهر أو بغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد عن ثلاثة آلاف دينار لسماح المسؤول عن المكان العام المحظور التدخين فيه لأي شخص بتدخين أي من منتجات التبغ في المكان وعدم الإعلان عن منع التدخين في المكان العام وبيع السجائر بالمفرد، ولمن هم دون الثامنة عشرة وتوزيع مقلدات منتجات التبغ أو بيعها.

ويعاقب أيضا بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد على ثلاثة آلاف دينار لكل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس في القطاعين العام والخاص أو السماح بذلك.

– تدابير لمكافحة التبغ –

وعلى الرغم من أن تدخين السجائر هو الشكل الأكثر شيوعا لتعاطي التبغ في جميع أنحاء العالم، إلا أن هناك منتجات أخرى مثل السيجار وتبغ النرجيلة المعروفة أيضا باسم الشيشة ومنتجات التبغ عديم الدخان، وجميعها ضارة.

يعد “وباء التبغ” من بين أكبر التهديدات التي يواجهها العالم على الصحة العامة على الإطلاق، حيث يقتل أكثر من ثمانية ملايين شخص سنويا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتنجم أكثر من سبعة ملايين من هذه الوفيات من الاستخدام المباشر للتبغ- ولكن حوالي 1.3 مليون من غير المدخنين يموتون بسبب التعرض للتدخين السلبي.

ويظهر تقرير منظمة الصحة أن 150 دولة نجحت في الحد من تعاطي التبغ، فيما تشهد البرازيل وهولندا نجاحا بعد أن نفذتا تدابير (MPOWER) لمكافحة التبغ، حيث حققت البرازيل انخفاضا نسبياً بنسبة 35% منذ عام 2010 وهولندا على وشك الوصول إلى هدف 30%، وفق التقرير الذي وصل “المملكة”.

وتركز هذه الدول على عدة تدابير لمكافحة التبغ تشمل الحماية، وإنفاذ حظر الإعلان والرعاية، وزيادة الضرائب على منتجات التبغ، ومساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين.

وأشاد مدير إدارة تعزيز الصحة بمنظمة الصحة العالمية روديجر كريش، بـ “التقدم الجيد” الذي تم تحقيقه حتى الآن وحذر من التقاعس. قائلا “أنا مندهش من مدى ما تفعله صناعة التبغ من أجل تحقيق الأرباح على حساب عدد لا يحصى من الأرواح. في اللحظة التي تعتقد فيها الحكومة أنها انتصرت في المعركة ضد التبغ، تغتنم صناعة التبغ الفرصة للتلاعب بالسياسات الصحية وبيع منتجاتها القاتلة”.

وحثت منظمة الصحة العالمية البلدان على مواصلة وضع سياسات مكافحة التبغ ومواصلة مكافحة تدخل صناعة التبغ، وسلطت الضوء على كيفية “استمرارها في الكذب على الجمهور”، بما في ذلك من خلال عدد من الجهات من بينها أطراف ثالثة، والفعاليات التي ترعاها، وأصحاب النفوذ على وسائل التواصل الاجتماعي، وتمويل العلماء والأبحاث المتحيزة.

ويوجد في جنوب شرق آسيا حاليا “أعلى نسبة” من السكان الذين يتعاطون التبغ بنسبة 26.5%، تليها أوروبا مباشرة بنسبة 25.3%.

وتبلغ معدلات تعاطي التبغ بين النساء في أوروبا أكثر من ضعف المتوسط العالمي وتنخفض بشكل أبطأ بكثير من جميع المناطق الأخرى.

ولم يتغير معدل انتشار تعاطي التبغ إلا قليلا منذ عام 2010 في بعض البلدان، في حين أنه يرتفع في ستة بلدان أخرى: الكونغو، ومصر، وإندونيسيا، والأردن، وعمان، ومولدوفا.

– على الطريق الصحيح –

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن العالم يسير على الطريق الصحيح لتحقيق انخفاض نسبي في تعاطي التبغ بنسبة 25% بحلول عام 2025، وهو أقل من الهدف العالمي الطوعي المتمثل في خفض 30% عن خط الأساس لعام 2010. ولن تتمكن سوى 56 دولة من تحقيق هذا الهدف، بعد أن كانت 60 دولة منذ التقرير الأخير قبل ثلاث سنوات.

ودعت منظمة الصحة العالمية البلدان إلى تكثيف العمل، مشيرة إلى أن الجهود المبذولة لحماية السياسة الصحية من التدخل المتزايد لصناعة التبغ قد تعثرت في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت وكالة الصحة الأممية أن الدراسات الاستقصائية القطرية تظهر باستمرار أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما في معظم البلدان يستخدمون منتجات التبغ والنيكوتين مثل السجائر الإلكترونية.

ومن أجل حماية الأجيال القادمة وضمان استمرار تراجع تعاطي التبغ، ستخصص منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ هذا العام لحماية الأطفال من تدخلات دوائر صناعة التبغ، وفق التقرير الذي وصل “المملكة”.

ومن المقرر أن تجتمع البلدان الشهر المقبل في بنما لحضور الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، في وقت تحاول فيه صناعة التبغ التأثير على سياسات الصحة العالمية من خلال تقديم حوافز مالية وعينية، والتدخل في حقوق البلدان.

ويعد تعزيز اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ أولوية صحية عالمية مبينة في أهداف التنمية المستدامة. ومنظمة الصحة العالمية على استعداد لدعم البلدان في الدفاع عن تدابير مكافحة التبغ القائمة على الأدلة في مواجهة تدخل دوائر الصناعة.

“المملكة”

زر الذهاب إلى الأعلى