الضغط على القطاع الصحي أكبر مخاوف “كورونا”

يرى خبراء أوبئة وصحة، أن مقياس الخوف الحقيقي من جائحة كورونا هو الضغط على القطاع الصحي والطاقة الاستيعابية لأسرة العناية الحثيثة في المستشفيات، إضافة الى أخذ المؤشرات الوبائية الأخرى بالحسبان.
وفي السياق، قال الدكتور بسام حجاوي لـ”الغد”، إن ارتفاع الإصابات ليس المقياس في مؤشر الخطر بالنسبة لكورونا، بل الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وحجم الإدخالات المسجلة فيها، لاسيما أجهزة التنفس الاصطناعي وغرف العناية الحثيثة.
واعتبر أن الضغط على القطاع الصحي في الجائحة هو الأساس والخوف عبر ارتفاع الإصابات الخطرة التي تستوجب دخول المستشفيات، إلا أن مجموع الإدخالات في المتوسط لم يتجاوز 30 %.
ولفت الى أن على المواطن الالتزام والتعايش مع الجائحة، إذ إن المقاييس الآن اختلفت وليس المهم ارتفاع عدد الإصابات والنسب الإيجابية، لكن المهم هو ما إذا كانت مستشفياتنا وكوادرنا قادرين على استيعاب أعداد متزايدة من المصابين المحتاجين للرعاية الطبية.
ولفت الى أنه في مجال دور الشراكة الفاعل في احتواء الجائحة، فإن المسؤولية الأولى كانت ملقاة على وزارة الصحة في كل دول العالم، ونحن هنا محكومون بإطار قانون الصحة العامة.
وأشار الى أن مفهوم الشراكة هو التعاون مع سائر المؤسسات، وهو خيار استراتيجي، والاندماج مع الشركاء يجب أن يكون ضمن أطر موثقة بأهداف معينة وواضحة، لأن الجائحة كان لها تأثير اجتماعي واقتصادي، لافتا الى أن الجائحة أوجبت على وزارة الصحة التعاون مع شركاء من المؤسسات والوزارات كافة، والقطاع الخاص، إضافة إلى وجود دور مهم للجيش والأجهزة الأمنية، فضلا عن إشراك المنظمات الدولية لرعاية اللاجئين والتعاون مع الدول المجاورة.
وبدوره، أشار خبير الأوبئة، استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، إلى أن ارتفاع الإصابات مؤشر خطير، وكذلك تجاوز نسب الفحوص الإيجابية حاجز 8 %، ما يشير إلى تزامن هذه الانتكاسة الوبائية وبدء الموجة الرابعة مع تفشي الأمراض التنفسية والفيروسية، مثل انفلونزا “اتش ون ان ون”، فضلا عن الانفلونزا الموسمية.
واعتبر الطراونة أن حالة التراخي في تطبيق الاشتراطات الصحية كانت سببا مباشرا وكبيرا في ارتفاع الإصابات، فضلا عن استمرار التعليم الوجاهي لطلبة المدارس والجامعات، حيث تشير إحصائيات رسمية إلى أن نسبتهم من عدد الإصابات اليومية وصلت الى 41 %.
ومن جانبه، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني، إن الوضع الوبائي يدخل في انتكاسة جديدة، ما يتطلب اتخاذ قرارات جديدة وحاسمة لمكافحة هذه الجائحة، وتغيير سياسة الحكومة في آلية التعامل والمكافحة، لا سيما ضد الفيروس المتحور.
وبين المعاني أن المقياس الفعلي للمخاوف يكمن في أربعة مؤشرات وبائية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار هي: ارتفاع الإصابات والنسب الإيجابية ودخول المستشفيات وحجم الإصابات من كل 100 ألف من السكان.
وشدد على أن الخروج من الجائحة يكون بالتطعيم والالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية الصادرة عن الجهات الرسمية، وكذلك تغيير بعض عادات التعامل في الحياة اليومية، فضلا عن الحاجة الماسة لتشديد الرقابة الصحية الميدانية على المنشآت والمواطنين.
وقال: “لا بد من متابعة الحالات النشطة ومدى التزامها بالإرشادات الصحية والوقائية الصادرة عن الجهات الرسمية، وتنفيذ زيارات منزلية مستمرة لمتابعة هذا الالتزام المقرر، وكذلك متابعة المخالطين وفحصهم للتأكد من إصابتهم من عدمها، إضافة الى الاستمرار في حملات التعقيم في جميع المؤسسات التي تظهر فيها إصابات، وكذلك الحاجة
إلى إجراء فحوصات موجهة للمواطنين ومتابعة المخالطين ومخالطيهم، وضبط الوضع الوبائي”.

محمود الطراونة – الغد

زر الذهاب إلى الأعلى