طوقان: المفاعل النووي منجز حضاري للدولة الأردنية
أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان أن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يعد منجزاً حضارياً للدولة الأردنية في مئويتها الأولى وهي تتطلع إلى دخول الثانية، وهي أكثر إصراراً وعزيمة على المضي قدما في دروب التطوير والإنجاز ومحاكاة روح العصر وأدواته في المجالات كافة.
وقال السبت، ان هذا المنجز يبعث على الاعتزاز والفخر لكل أردني بما تم إنجازه في الحقل النووي على ارض الواقع حتى الان فهو صرح علمي شامخ يشار اليه بالبنان في المحافل والمنتديات العلمية والدولية باعتباره منصة عالمية متطورة لأغراض البحث العلمي والتدريب، يسهم بتطوير ودفع عجلة التقدم في الأردن في جميع النواحي المعرفية والاقتصادية والتقنية.
واشار طوقان الى ان المفاعل النووي يعتبر منارة علمية في مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتخصصة الحديثة ونافذة المملكة على الطاقة النووية في العالم المعاصر، ولاسيما وانه يدار من قبل كوكبة من علماء وخبراء ومهندسين أردنيين في جميع الاختصاصات المدربة تدريبا دقيقا ومتخصصا وبكل الكفاءة العالية، مؤكدا أنه حجر الأساس في تسخير الطاقة النووية للأغراض السلمية ضمن تطبيقات متعددة طبية وصناعية وبحثية.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس هيئة الطاقة الذرية ايمن البركات، إن المفاعل النووي المكرس للأغراض السلمية يعمل بقدرة تشغيلية مقدارها خمسة ميجاواط وبرخصة d يحصل عليها من هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن الأردنية بصفتها الرقابية، موضحاً أن المفاعل قد تم تصميمه وإنشاؤه ليكون قابلا للتطوير بزيادة قدرته إلى 10 ميجاواط ما يمكنه من زيادة إنتاجيته وتوسيع استخداماته حسب متطلبات السوق.
ولفت البركات إلى أن هيئة الطاقة الذرية ومنذ بداية التفكير بإنشاء المفاعل النووي حرصت على اختيار أفضل ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في هذا المضمار ضمن استراتيجية تمتد لعدة عقود مقبلة، ليكون هذا المفاعل مبنياً بتقنية متميزة، ويشكل منصة متقدمة في التعليم والتدريب والبحث العلمي، وكذلك منارة علمية وتكنولوجية رائدة في المنطقة العربية، تجعل من الأردن موطناً للعلوم والتكنولوجيا النووية المتقدمة.
وبين أن المفاعل النووي الأردني كان وما زال يستمد الدعم من هيئة الطاقة الذرية لرفده بالقدرات البشرية التي يتطلب تدريبها وإعدادها سنوات عدة لتصبح مؤهلة وقادرة على الخوض في تفاصيل هذا النوع الدقيق من العلوم والتكنولوجيا النووية المتخصصة.
من جانبه، أشار مفوض البحوث النووية ومدير المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب الدكتور سامر ابو قاهوق إلى أن المفاعل يعمل على إنجاز العديد من البرامج والخطط الاستراتيجية التي من شأنها أن تسهم بأن يبقى المفاعل النووي من أكثر المفاعلات البحثية تطوراً في العالم لما يشتمل عليه من منظومات السيطرة والسلامة النووية لتحقيق الأمن والامان النوويان ويخدم جميع الأغراض السلمية التي أنشئ من أجلها.
وقال أبو قاهوق إن المفاعل النووي ينتج حاليا نظائر اليود المشع ويتم توزيعها أسبوعيا على مختلف مستشفيات المملكة والمراكز الطبية والعيادات المتخصصة بالطب النووي وعلاج وتشخيص أمراض السرطان.
وأوضح أن العمل بهذا الجانب يتم وفقاً لاشتراطات ومواصفات دوائية معتمدة من المؤسسة العامة للغذاء والدواء ومنظمة الصحة العالمية مع التقيد التام بتشريعات وتعليمات هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن بالتعامل الآمن والسليم مع المواد المشعة.
وأضاف ابو قاهوق أن المفاعل يعتمد على جهود الكفاءات الأردنية في تطوير نظام لاستخلاص نظير التكنيشيوم من نظير الموليبدينوم المنتج في المفاعل الأردني ليتم توزيعه على عدد من المستشفيات المركزية في المملكة والذي من خلاله يضمن تزويد التكنيشيوم لمراكز وأقسام الطب النووي في جميع انحاء المملكة، موضحاً أن وحدات النظائر المشعة في المجال الصناعي قد حصلت على شهادة الايزو 9001 في إنتاج نظير الايريديوم والمستخدم في الفحوصات اللاإتلافية لأعمال لحام الانابيب والمعدات.
وبين أن مديرية انتاج النظائر المشعة تعمل حاليا على تأهيل خط إنتاج الهولميوم المشع المستخدم في علاج سرطان الكبد من خلال انتاج وفحص عينات تجريبية إضافة لتجهيز مختبرات خاصة في ذلك.
ونوه أبو قاهوق إلى أنه تم العمل على تشغيل منظومات التحليل بالتنشيط النيتروني بنجاح والتحقق من دقة نتائجها بالمقارنة مع نماذج قياسية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي أثبتت كفاءة أدائها.
وأشار إلى أن وحدة التنشيط النتيروني قد قامت بتحليل عينات عدة من الجامعات الأردنية ولباحثين أردنيين، لافتاً إلى أنه تم تشعيع العينات داخل المفاعل النووي واجراء قياسات الطيف الجامي للنظائر المشعة الناتجة والتي من خلالها يستدل على نوع العناصر الداخلة في تركيب المادة الأساس، مبيناً أن هذه التقنية لها استخدامات واسعة جداً علمياً وبحثياً وصناعياً في مجالات الدراسات البيئية والاثارية، إضافة إلى أهميتها في مجال الطب الشرعي.
على صعيد متصل، قال المهندس مصطفى البريك أحد المهندسين العاملين في المفاعل، إن إدارة النفايات المشعة في المفاعل البحثي تقوم بمهام المناولة والتخزين الآمن المؤقت للنفايات المشعة السائلة والصلبة الناتجة عن تشغيل المفاعل، ومنشآته إضافة الى تقديم الدعم اللازم للفرق الفنية في المفاعل في الأنشطة المتعلقة في النفايات المشعة كتبديل الفلاتر بأنواعها وتبديل المواد الخاصة بتنقية ماء بركة المفاعل وغيرها.
وبين البريك أن المفاعل قام بتحديث الإجراءات الفنية والإدارية المنظمة لإدارة النفايات المشعة، مشيرا الى أن فريق إدارة النفايات المشعة يعمل حاليا مع وحدة صيانة المفاعل وتنظيمه على اجراء الاختبارات التشغيلية لأنظمة هذه المنشأة الى جانب مراجعة وتحديث الإجراءات المعمول بها انسجاما مع ضوابط عمل المفاعل النووي وتماشيا مع التحديث الدائم والمستمر لمرافقه المختلفة