بعد بلوغ الأربعين .. كيف تنجو من أزمة منتصف العمر؟
هل استيقظت صباحا ذات يوم، لتسأل نفسك عن جدوى حياتك؟ ماذا حققت في أيامك الماضية؟ وماذا حصدت من غمار ما زرعته طيلة عمرك؟ مرّ العمر سريعا، فجأة تخطيت الأربعين، ولم يعد يزعجك ظهور الشعر الأبيض؛ فقد اعتدت عليه منذ سنوات، لكن ماذا عن القادم، هل ستفلته أيضا؟ هل ستدع الآخرين يسطون على ما تبقى من عمرك كما نالوا ما تقدم منه؟
إذا كنت قد تجاوزت الأربعين، وتسيطر عليك تلك الأفكار؛ فأنت تمر بأزمة منتصف العمر، حيث تشعر بتلابيبك وقد أمسك الزمن بها، ليهزك بعنف ويخبرك: “أنت كل ما لديك، استمتع بعمرك الآن أو انس إلى الأبد”.
أزمة منتصف العمر
ظهرت عبارة “أزمة منتصف العمر” لأول مرة حينما استخدمها إليون جاك عام 1965، ثم استُخدمت على نطاق واسع من قبل علماء النفس، وتشير تلك الأزمة إلى المتغيرات التي تحدث في الفترة الانتقالية بين الشباب والشيخوخة، خلال هذه الفترة، يقوم الشخص بتقييم حياته: ماذا فعل؟ وماذا كان يريد أن يفعل؟ وماذا عليه أن يفعل الآن؟
لا تفرق أزمة منتصف العمر بين الرجال والنساء؛ فكلاهما يمر بها. تدور أزمة الذكور حول طموحهم وإثبات إنجازاتهم لمن حولهم، أو البحث عن الحب وتغيير الحياة. أما النساء فيملن دوما للاعتناء بأجسامهن وشكلهن الظاهري، وتعويض الطفرة العمرية بشخصية شابة وروح متألقة.
يقول وليم جيمس -في كتابه أساسيات علم النفس- “إن أزمة منتصف العمر تأخذ أشكالا عدة، وتتدرج من معتدلة إلى خطيرة، وقد تؤثر على الصحة والحالة الاجتماعية، والرفاهية والنواحي المالية”.
لكن إذا كان الجميع معرضا للمرور بأزمة منتصف العمر، فهل يمكن النجاة منها؟ وهنا يؤكد جيمس أن النجاة من أزمة منتصف العمر أمر ممكن، إذا انتبهنا للعلامات واعترفنا بأعراضها، فتسهل علينا حينها معالجتها عند حدوثها.
يحدد الدكتور ماهر عبد الحميد في مدونته للطب النفسي علامات يمكن أن تكتشف من خلالها مرورك بأزمة منتصف العمر:
1- عدم تعرفك على نفسك
أن تجد شخصا آخر في المرآة؛ لمن هذا الشعر الأبيض، لم يكن وجهي شاحبا هكذا أبدا، كيف برزت معالم جسدي بهذا الشكل؟ هذا ليس أنا.
2- تغييرات جذرية في العادات، واتخاذ القرارات الاندفاعية، وتقلبات المزاج الحادة.
ربما تشمل تلك التغييرات علاقات عاطفية، أو استقالة من العمل، والبحث عن شغف قديم، والسفر لأماكن كانت حلما ذات يوم.
3- العيش بطريقة صحية، واتباع أنظمة غذائية صارمة، وممارسة الرياضة، والبحث عن عمليات تجميل أو تخسيس.
4- عصبية، وحساسية زائدة، وغضب غير مبرر.
5- الإحساس بالانفصال النفسي عن الأسرة، ولا تستطيع الاستمتاع معهم، ولا تستطيع التأقلم مع أفكارهم ومواقفهم، فتبحث عن الحرية بعيدا عنهم، وتعد هذه من أخطر العلامات.
6- الاكتئاب.
7- لوم الآخرين على إيذائهم السابق أو الحالي.
نصائح للتعامل مع الأزمة
-الاعتراف بالأزمة والتغييرات التي تحدث فيها يمكن أن يساعدك في إيجاد سبل للخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.
-فكر قبل اتخاذ أي قرار مفاجئ وتغييرات جذرية.
-لا تتردد في الحصول على مساعدة طبية، خاصة إذا كنت تعاني من اكتئاب أو إحساس بالذنب أو اللوم، ولا تتردد في استخدام العلاجات الدوائية.
-تحرك خارج منطقة الراحة الخاصة بك، وخض تجربة نشاط جديد أو سفر أو تطوع في أنشطة خيرية.
-ضع أهدافا جديدة، ولا تتردد في مشاركتها مع أصدقائك وأحبائك.
-ممارسة الرياضة والالتزام بحياة صحية، يمكن أن يشعراك بتحسن وتعود من جديد لحب الشخص الذي أنت عليه.
المصدر: مواقع إلكترونية