نهاية قاسية لحلم أتالانتا في التشامبيونزليج

قدمت أدوار خروج المغلوب بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم مباراة مثيرة وزاد النظام الجديد للموسم الحالي الاستثنائي بإقامة دور الثمانية من مباراة واحدة من حدة المشاعر بعدما أحرز باريس سان جيرمان هدفين في الدقائق الأخيرة لينهي قصة أتالانتا الخيالية في مشاركته الأولى في المسابقة.

وعلى الرغم من عدم مشاركة الفريق القادم من بيرجامو، وهي مدينة صغيرة يبلغ تعدادها نحو 120 ألفا، في دوري الأبطال من قبل غير أنه كان على بعد لحظات من إخراج باريس سان جيرمان.

لكن فريق العاصمة الفرنسية أدرك التعادل عبر البرازيلي ماركينيوس في الدقيقة 90 قبل أن يحسم إيريك ماكسيم تشوبو-موتنج المواجهة في الوقت المحتسب بدل الضائع.

وذهبت آمال أتالانتا في المجد أدراج الرياح فجأة وتبخر شعور الرومانسية والقدر الذي أحاط بفريق المدرب جيان بييرو جاسبريني في ظلمة الليل أمام مدرجات خالية.

ومع تسبب جائحة فيروس كورونا في إقامة ما تبقى من البطولة من مواجهة واحدة وبدون اللجوء لقاعدة فارق الأهداف خارج الملعب ولا شيء غير سوى الهزيمة تمت إعادة كتابة التاريخ في غضون لحظات.

وكان الأمر قاسيا على الفريق الإيطالي الذي اجتهد وتقدم بهدف رائع في الدقيقة 27 عبر لاعب الوسط ماريو باشاليتش.

لكن عندما تهدأ الأمور ويفكر أتالانتا في هزيمته سيدرك أنه كان محظوظا في ظل إهدار باريس سان جيرمان العديد من الفرص خاصة عبر المهاجم البرازيلي نيمار ويقظة حارسه ماركو سبورتييلو.

ومهما كانت ذكريات جماهير أتالانتا عن الهزيمة فهي لن تضم الاحتفال بهدف فريقها في المدرجات أو الغناء عزاء لأبطالهم الذين انهاروا على أرض الملعب بعد صفارة النهاية.

وبسبب القيود المفروضة بسبب الجائحة تقام المباريات بدون جماهير في الملعب البالغ سعته 64 ألف متفرج لذا فأهم ليلة من تاريخ أتالانتا البالغ 112 عاما كانت محبطة لجماهيره أمام شاشات التلفزيون.

جماهير متحمسة

وسافرت مجموعة من جماهير أتالانتا إلى لشبونة واختارت أن تكون على الأقل على مقربة من الفريق أملا في معجزة وشاهدت المباراة عبر الشاشات في العاصمة البرتغالية.

وأبلغ مانويل كولومبو الذي وضع قناعا باللونين الأسود والأزرق (لون قميص أتالانتا) رويترز “إنها مشاعر قوية. أشجع أتالانتا منذ 40 عاما ولم أستطع الغياب عن هذه المباراة حتى لو لم أدخل الملعب”.

وتابع: “الوقت يمر، ومن يعلم هل سيتسنى لنا خوض مثل هذه المباراة مرة أخرى على الإطلاق أم لا؟”.

لكن في الفترة الطويلة التي سبقت المباراة منذ توقف دوري الأبطال في مارس/ آذار كان التأثير المروع لفيروس كورونا على مدينة بيرجامو في أذهان جميع المرتبطين بالنادي.

وفي ذروة تفشي الفيروس اكتظت مستشفيات بيرجامو بالمصابين ولم تستطع المشارح مواكبة المرض وأصبحت صور شاحنات الجيش وهي تحمل الموتى رمزا للوباء العالمي تقشعر له الأبدان.

وسكت كولومبو للتفكير في رحلة أتالانتا والوصول إلى لشبونة.

وقال “يجب أن نفكر اليوم في الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب الجائحة قبل أن يعيشوا هذه اللحظة وكل الأجداد الذين اصطحبوا أحفادهم لمشاهدة أتالانتا لأول مرة والذين رحلوا عن عالمنا الآن. أنا أفكر فيهم قبل أي شيء”.

وستظل هذه التشكيلة بطلة في نظر كولومبو وجماهير أتالانتا بعدما منحوا المدينة موسما فوق الخيال في عام مؤلم.

لكن المحايدين الذين شعروا أنه تم سرقة قصة رومانسية لكرة القدم يمكن أن يشعروا ببعض العزاء في ابتسامة الكاميروني الدولي تشوبو موتنج صاحب هدف الفوز.

فاللاعب البالغ عمره 31 عاما انضم في صفقة انتقال مجاني بعد هبوط ستوك سيتي وتم استبعاده في البداية من تشكيلة باريس سان جيرمان في أدوار خروج المغلوب.

والمحزن أن الجماهير لم تكن حاضرة لتشهد ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى