إشكاليات الانتقال للحداثة في الدولة العربية على طاولة “الفكر العربي”

ناقش أكاديميون وباحثون عرب، في لقاء عقده منتدى الفكر العربي، عبر تقنية الاتصال المرئي، إشكاليات السلطوية والانتقال للحداثة في الدولة العربية.

وتضمّن اللقاء، الذي عقده المنتدى أخيراً وأداره الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبو حمور، محاضرة لمستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية عضو المنتدى الدكتور إبراهيم بدران حول مضامين كتابه “الدولة العربية من السلطوية إلى الحداثة”، الذي يناقش فيه مفاهيم الدولة الحديثة، والدولة العربية الراهنة.

وقال بدران، إن المنطقة العربية تظهر كواحدة من أكثر المناطق بُعداً عن الاستقرار بالمفهوم السياسي، والأشد اعتماداً على الدول الأخرى بالمفهوم الاقتصادي والمالي والسلعي، والأضعف في شؤونها.

ودلّل بدران على ذلك، بالأرقام والمؤشرات التالية: أن هناك 5 دول من 22 دولة عربية أصبحت مهددة بالتفتت بعد أن اعتبرت فاشلة، وأن أعلى نسبة في البطالة بالمنطقة العربية هي لدى الخريجين الجامعيين، وتبلغ نسبة البطالة 7ر15 بالمئة، فيما تبلغ نسبة الفقر 5ر20 بالمئة.

وأبرز بدران، ضرورة الإصلاحات الجوهرية في بنية الدولة الوطنية، قبل أن يغيب الأمل بالمشاريع الاستراتيجية العربية المشتركة، مؤكداً أن الريعية الاقتصادية والاعتماد على الخارج لم يعودا ضمانة للاستمرار، وأن المجتمعات الأخرى تبدلت مواقفها ورؤاها من أجل الاتجاه نحو التغيير الجذري في البنية الاقتصادية بالاعتماد على التصنيع والديمقراطية والمؤسسية.

من جانبه، قال أبوحمور: “إن الفشل في تحقيق الديمقراطية هو فشل لقدرة المجتمع في الانتقال إلى أن يكون مجتمعاً منتجاً، يحقق تقدمه بأدواته الذاتية وبعقول أبنائه، ويمنح نفسه العدالة التي لا يمكن أن تتاتى له من الخارج.

أمّا أستاذة الفلسفة بالجامعة اللبنانية الدكتورة ماغي عبيد، قالت في مداخلة لها “إننا نحتاج إلى إيديولوجية متكاملة تحتضن الإيديولوجيات على الساحة، ولن يكون ذلك إلا بالرجوع إلى نظام فلسفي قادر على تجاوز الطوائف والطبقات والدويلات، ويتمكن من إرساء الأسس الثابتة لحل مشاكل المجتمعات، والخروج من حالة التسوية والوفاق السياسي إذا انحصرت فعاليتها كحالة تخدير مؤقت للأزمات المجتمعية”.

وتناول أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور علي محافظة مشكلة الوعي السياسي العربي؛ مشيراً إلى أن النخب السياسية والأحزاب لم تستطع الوصول إلى نقاط التقاء على الأهداف السياسية للمجتمع، وما تزال هنالك نسبة تقدر بـ 25 بالمئة من المجتمع العربي تعتقد أن الماضي هو المستقبل، فيما فشلت الأحزاب السياسية منذ نشأتها في الخمسينيات والستينيات في تحقيق أهدافها.

من جهته بيّن الباحث والمحلل السياسي اليمني الدكتور عبد الناصر المودع، أن هناك أزمة حداثة لكن ليس هنالك حداثة، فالتحديث يقتصر على المظاهر الخارجية وليس البنية المعرفية.

زر الذهاب إلى الأعلى