اطلاق الفيلم الوثائقي العالمي “القرار قرارنا”

 اطلقت جمعية معهد تضامن النساء الأردن وبالتعاون مع شبكة النساء من اجل التعلم والمساواة والتنمية WLP الفيلم الوثائقي العالمي “القرار قرارنا “It’s Up to Us وذلك خلال حلقة جديدة من برنامج تضامن الأسبوعي ” إبداع من اجل الحياة ” في مواجهة كورونا والتي خصصتها لمناقشة هذا الفيلم عقدتها عبر تطبيق ZOOM وبثتها مباشرة على صفحتها على Facebook .

ورغم أن الفيلم إنتج قبل جائحة فايروس كورونا إلا أن التحديات التي كشفتها الجائحة أكدت أن هياكل السلطة عالميا غير قادرة على الاستجابة للأزمات القائمة حالياً والمتوقعة ، يكشف الفيلم ويعرض وبحيادية تامة وبمنطلق إنساني بحت واقع التحديات غير المسبوقة والصادمة التي تواجه الناس في صحتهم وأمنهم وحقوقهم الإنسانية بما فيها التحديات المتعلقة بالحروب والنزاعات المسلحة والصراعات الدموية وتغير المناخ وعدم المساواة وعدم المساواة الاقتصادية، والقوانين التمييزية، وعدم المساواة بين الجنسين، ويقدم تساؤلات وجودية وحلولاً إنسانية حقوقية لهذا الواقع من خلال شهادات لقيادات نسائية عالمية أممية خبيرة في حقوق الأنسان والأمن الإنساني منهن: مؤسسة ورئيسة شبكة نساء من اجل التعلم مهناز افخمي ورئيسة دولة إيرلندا والمفوضة السامية لحقوق الإنسان سابقا ماري
روبنسون ومستشارة الشبكة والرئيسة التنفيذية لجمعية تضامن اسمى خضر إضافة إلى قيادات من مختلف قارات وأنحاء العالم .

وإستضافت الحلقة الحوارية كل من الكاتب الإعلامي الناقد التشكيلي السينمائي مدير تحرير جريدة الرأي حسين دعسة والفنانة الأردنية نادرة عمران والأستاذة اسمى خضر ورئيسة جمعية تضامن الأستاذة إنعام العشا وأدارت الحوارية الأستاذة كوستانزا ماتافو من تضامن .

وبين الإعلامي الأستاذ دعسة ان الفيلم متنوع المصادر وثائقي تسجيلي خطير جدا بهذا الوقت ورأى انه يعرض العالم على طبق من
“الجحيم” بسبب الخلافات والإختلالات وتنازع السلطة والقوة وتداعياتها التي غالباً ما تكون ضحايا من المدنيين وخاصة النساء والأطفال وقال “اقدر جهد القائمين على إعداد الفيلم وفكرته وجمالية اللقطة في بعدها الإنساني العميق لواقع تلك العواقب على النساء والفتيات والأمن الإنساني زحقوق الإنسان عبر العالم “.

وأضاف الكاتب دعسة بالرغم مما قدمه الإعلام في العالم وحتى الصحافة والسينما والفنون من كتابات وأعمال في المجال الا ان معالجة هذه القضايا قليلة جدا وقال “هناك بعض التضحيات من الفنانين المشهورين الذين خاضوا هذا التجارب وقدموا قصصا رصدت واستكشفت هذا الواقع وبعضها سلط الضوء على معاناة النساء والفتيات والأطفال وأهمية التضامن العالمي لأجل حياة عادلة مستدامة صحية وسليمة ولكنها ما زالت محاولات قليلة وقاصرة.

واستذكر الكاتب دعسه ما شهدته العديد من دول المنطقة من حروب ونزاعات ومنها: فلسطين والجزائر وتونس ولبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا والتي أثرت تداعياتها على النساء والأطفال بالدرجة الأولى. وأثنى الكاتب دعسة على ما قدمته القيادات النسائية الأممية المهمة خلال الفيلم من شهادات وصفها بالشفافة الموضوعية العميقة البعيدة عن التهريج الإعلامي.

بدورها بينت الفنانة الأستاذة نادرة عمران ان الفيلم قدم لمشاكل إنسانية تتعلق بالأمن الإنساني بمفهومه الشمولي بما طرحه من قضايا تتعلق بالإنسان والبيئة، مركزه على أهمية الانتباه لبعض المصطلحات التي تصف وتوصم النساء بانهن “ضعيفات” وقالت ” النساء وبطبيعتهن المميزة هنصانعات وحاضنات الحياة وهن الأكثر استشعارا وفهما للمخاطر وعواقب الأمور وهذا امتياز لهن يستوجب وعلى الأقل المساواة في الحقوق وفي إتخاذ القرارات المصيرية كما يستوجب التمييز الإيجابي لهن لردم الفجوات . وزادت “هن قويات وقادرات ولكن ما يضعفهن هو سلب حقوقهن والتعدي عليها دون رادع وإستمرارالتمييز والعنف ضدهن”.

وأضافت الفنانة عمران ان الفيلم قدم لواقع ما تخلفه الصراعات الرأسمالية الاستعمارية المتوحشة على شعوب العالم والسياسات العالمية المنحازة للمال بمختلف أبعادها وأشكالها من تداعيات خطيرة تهدد الحياة بمختلف أشكالها وحسب وصفها ” تربعت على أنفاسنا “.
معربة عن شكرها لدور شبكة WLP في إعداد وإنتاج هذا الفيلم وشريكتها جمعية” تضامن ” النقية بأهدافها ومستواها الرفيع بفتح هذه الحوارات والنقاشات العميقة والبناءة نحو مستقل آمن.

بدورها أعربت الأستاذة أسمى خضر عن ترحيبها وسعادتها بآلاف المتابعين للفيلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وضيوف الحوارية عبر تطبيق “zoom” الرقمي من الأردن والعالم بما فيهم رئيسة شبكة WLP الأستاذة افخمي والأستاذة روبنسون وذلك للفهم العميق لحيادية الفيلم وشفافيته ومنطقه الإنساني وبطرحه الجرء والصادق واستكشافه القضايا والمخاطر العالمية بأسلوب لا يعفي أحد وبالمقابل لا يهدف إلى إدانة أحد بقدر ما يهدف إلى دفعنا جميعاً يلتحليل وفهم الواقع ويحثنا على الأخذ بالأسباب والسلوكيات والسياسات التي تؤدي إلى خلاصنا مما نحن فيه وتجنبنا العواقب الوخيمة لعلى النس البشري وعلى كوكبنا كذلك ويساعدنا على إدار جوهرية السعي لضمان الأمن الإنساني وسلامة البيئية على هذا الكوكب.

وقالت الفيلم يعرض حاجة الناس وحقهم في التمتع بالأمن الإنساني بكل أبعاده فبما فيه بناء علاقات التضامن الدولي ووفرض إحترام القانون الدولي وبناء الإقتصاد العالمي على أسس العدالة في توزيع المردود المالي للأعمال لتحقيق المساواة لا بين الأفراد فحسب ولكن بين الدول أيضاً والحفاظ على الإنجازات الحضارية وضمان تمتع البشر بها من خلال جهد دولي تشاركي مسؤول للتقدم على طريق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر ، لافته الى ما طرحه الفيلم من تساؤلات وجودية كبرى وما قدمه من رؤية مسؤولة ودعوة موجهة لنا جميعاً للتصدي لأسباب هذه الأزمات والانتصار للحق والعدل والمساواة وسلامة البيئة والتوزيع العادل للثروات وقالت “هذه مسؤوليتنا جميعا “.

وقدمت القيادية الأممية مهناز افخمي في مداخلة قصيرة تحياتها للأردن وشعبه واعتزازها للاستجابة السريعة من جمعية تضامن بأطلاق الفيلم وعقد هذه الحوارية العميقة والشفافة وقالت ” نحن فخورين لاستجابة الأردن لما يحدث عالميا ولدوره الإيجابي المتنامي المؤثر عالميا وليس فقط بالشرق الأوسط “.

وقدمت عضوة الهيئة الإدارية لجمعية تضامن الأستاذة كلثم مريش كلمة ركزت على البعد السياسي للقضية بالاستقواء وفرض السلطة والسيادة من خلال إفقار للشعوب التي بدأت بتقسيمها -الدول العربية -واستغلال ثرواتها -الدول الأفريقية- وبهذا فقدت العديد من الدول الأمن الإنساني.

وتابعت إضافة الى ما اعتبرته تسيس الدين وإساءة تفسيره وبرمجة الرجل على هذا الفهم التمييزي ضد النساء ليكن في خدمته، وقالت “هذه سياسات مرسومة لتبقى الشعوب مسحوقة بما فيهم النساء “.

وقدمت القيادية المجتمعية من الرمثا المحامية سلام الزعبي مداخلة حول ضرورة الاهتمام بتنشئة الجيل الشاب الصاعد على القيم الإنسانية وتوعيته بالقضايا الإنسانية ومحور الصراعات بما فيها قضية فلسطين.

بدورها شكرت رئيسة الجمعية الأستاذة إنعام العشا الجميع على مشاركاتهم/ن القيمة ومعربة عن توافقها مع الفنانة عمران بالاتجاه السائد الذي يسلط الضوء على النساء بوصمهن أنهن ضعيفات هشات غير قادرات وبالمقابل لا يتم الإضاءة على النساء القويات القادرات اللواتي تركن بصمة عالمية ومنهن على سبيل الذكر لا الحصر القيادات الأممية التي ظهرت بالفيلم بما فيهن الأستاذة خضر وأخريات رفعن أصواتهن عاليا وحققن إنجازات ملموسة .

وقالت الأستاذة العشا “الفيلم يقدم وبأصوات النساء رؤية عالمية حقوقية لمستقبل آمن كما يقدم رسائل خطيرة ويكشف عن أرقام حقيقية عن الإختلال الكبير في العلاقات الدولية وإشارت إلى الشعوب الأكثر تضررا من الأزمات والحروب واللامساواة ,وأبدت إعجابها بما قالته متحدثة أمريكية في الفيلم ما سببته الرأسمالية “المتوحشة “من إختلالات من خلال إعلانها بان 10% من أصحاب رؤوس الأموال في أمريكا يسيطرون على ما قيمته 70% من الثروات , وزادت “وللأسف فان العديد ممن يسعون للسلطة والقيادة ويكررون وجودهم فيها وتمسكهم بها هم على ارض الواقع لا إنجازات لهم ” .مشيرة الى ما قدمه الفيلم من إضاءات على واقع ما خلفته الحروب والنزاعات حول العالم من مآسي ولجوء وتشرد معربه عن أملها بالإضاءة على قضية فلسطين وشعبها باعتبارها قضية إنسانية بالدرجة الأولى. داعية الى تعميم الفيلم ليصل الى جميع الناس وبكل مكان حول العالم لاعتباره وحسب وصفها “يوخز الضمير الإنساني” ولعل صداه يؤدي الى إحداث التغيير الحقوقي التنموي المنشود بالعالم بما فيها منطقتنا العربية المنكوبة.

وشبكة النساء من اجل التعلم WLP هي شراكة تضم 20 منظمة مستقلة لحقوق المرأة تقع في قارت العالم وخاصة جنوب الكرة الأرضية بما فيها جمعية “تضامن ” والشبكة تعزز القيادة النسائية والمشاركة المدنية وحقوق الإنسان. وهي منظمة دولية غير ربحية وغير حكومية ذات مركز استشاري خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.

والفيلم الوثائقي قد أطلقته شبكة النساء من اجل التعلم WLP رسميا يوم 12 من شهر أيار الجاري وخلال “ويبنار” عالمي عقدته أونلاين وعبر موقعها الإلكتروني ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ووبثته من خلال ال 20منظمة الشريكة.

زر الذهاب إلى الأعلى