المنتدى الاقتصادي يقيم ندوة حوارية مع المعهد الملكي للشؤون الدولية

اكد على اهمية تنويع هذه المصادر وتغيير جذري في نماذج عملها من إدارة المخزون في الوقت المناسب الى إدارة جديدة يضمن مخزون من مدخلات الإنتاج، معتبرا ان هذا التغير سيحدث انقلابا في النظام الاقتصادي والسياسي العالمي، لما لذلك تأثير سلبي في سرعة التدفقات المالية للشركات والحكومات والتي لا بد ان تنعكس على اسواق العمل والعمال.
ومن وجهة نظر المعهد، فان هذه الازمة لن تكون نقطة تحول عالمية كما يعتقد الكثيرين بينما سوف تكون عامل لتسريع الأنماط التي كانت قد بدأت قبل الجائحة.
وأضاف ان من تأثيرات الازمة العالمية الحالية هو الإسراع في التغيرات في الانماط التي بدأت قبل الجائحة، ومنها زيادة الحدة في العلاقات ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين، والتسريع في تطبيق قواعد اتفاقية باريس للتغير المناخي من خلال اخضاع المنتجات التي تتجاوز فيها حدود الكربون الى ضرائب إضافية كأسلوب لزيادة الإيرادات الحكومية وخاصة في المجموعة الأوروبية.

كما سيتسارع وتيرة قيام الحكومات بلعب دور أكبر في الاقتصاد الوطني على عكس التوجهات السابقة، لا سيما الى تغيرات جوهرية في نماذج الضرائب المفروضة والتي كانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تطرحها قبل الجائحة، كما ان هذه الجائحة سوف تسرع نسب زيادة نسب مديونية الدول، ولآن الازمة العالمية الحالية تجبر دول العالم الى التركيز في سياساتها الداخلية ومصلحة مواطنيها، فهنالك دلائل على ان مستقبل دور مؤسسات متعددة الأطراف والتعاون على المستوى الدولي سوف ينخفض، فالدول لا ترى مصلحتها اليوم في القواعد الدولية السابقة.
وبسبب هذا، ستستنتج الدول وخاصة ذوات الدخول المتوسطة والتي لا ترغب ان يكون لها دور في الصراع القائم بين الدول العظمى بأن مصلحتها تقع في زيادة التعاون ضمن الإقليم مما سيمنح الأقاليم أهمية في خاصة في الوضع الجديد.

وأكد رئيس مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي الأردني الدكتور خير أبو صعيليك على أهمية تعميق التعاون ما بين المنتدى الاقتصادي الأردني والمعهد الملكي للشؤون الدولية تشاتم هاوس كونهما مؤسسات فكرية تعمل على تحقيق اهداف مشتركة.
وشدد على ما جاء في رسالة جلالة الملك في صحيفة الواشنطن بوست للعودة إلى العولمة، ولكن لتطبيقها بالشكل الصحيح هذه المرة بالتعاون مع المجتمع الدولي حيث للأردن والهاشميين احترام خاص.
ونوه الى أهمية تفعيل التعاون على مستوى الإقليم العربي كوسيلة لصد التأثيرات السلبية الذي يشهده الاقتصاد على المستوى العالمي في هذه الظروف.
وقدم نائب رئيس مجلس إدارة المنتدى السفير السيد مازن الحمود الندوة بالأهمية التي يبذلها المنتدى للاطلاع ومعرفة التغيرات في الأنماط السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية انعكاسا للازمة العالمية التي احدثتها فايروس الكورونا المستجد وتأثيراتها على الأردن، ودراسة الفرص التي قد تتاح والتي يمكن استغلالها في هذه الظروف لتحسين الوضع الاقتصادي للمملكة، وخاصة ان جلالة الملك قد دعى المجتمع الدولي من خلال الرسالة الذي نشرها في صحيفة الواشنطن بوست مؤخرا للعودة الى العولمة ولكن بأسلوب افضل من سابقها.

ويذكر ان المعهد الملكي للشؤون الدولية، التي ترعاه الملكة اليزابيث، والمعروف أيضا باسم تشاتم هاوس، هي منظمة غير ربحية وغير حكومية تأسس عام 1920 ومقره لندن. فهو مركز فكر ودراسات “يهدف الى مساعدة الحكومات والمجتمعات على بناء عالم آمن ومستدام ومزدهر وعادل”. وفي عام 1926 منح الملك جورج الخامس المعهد الميثاق الملكي الذي دعم استقلالية وحيادية والتطلعات العالمية للمعهد. وقد أقيمت هذه الندوة برعاية مجموعة حيدر مراد وأولاده.
ويشار ألى ان المنتدى الاقتصاد الأردني هي منصة اقتصادية فكرية تقوم بالرصد المستمر لأبرز المؤشرات والتطورات المالية والنقدية والتنافسية للاقتصاد الأردني بكافة قطاعاته وبنهج يعزز الحوار والشراكة بين القطاعين العام والخاص، وصولا إلى النمو الشمولي المستدام والذي ينعكس أثره على المواطن والمجتمع ويعالج التحديات الاقتصادية الراهنة ومن أهمها مشكلتي الفقر والبطالة، حيث تقدم التوصيات العملية القابلة للتطبيق والتغذية الراجعة للجهات ذات الاختصاص من أجل التأثير الإيجابي في صناعة السياسات الاقتصادية، حيث تأسس المنتدى كمؤسسة مستقلة عام ٢٠١٩ في الأردن، وهو مسجل لدى وزارة التخطيط والتعاون الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى