الهندي: “الفندقيون” أثبتوا ولاءَهُم المُطلق للحمى الهاشمي في زمن الأزمات
خاص ل”كرم الإخبارية” – حاورته: بثينه السراحين
رسّخ المهندس “عبد الحكيم الهندي” مبدأ الولاء والإنتماء للقيادة الملكية الهاشمية، وذلك نيابة عن كافة المنضوين تحت مظلة “جمعية الفنادق الأردنية”، والتي أظهر بصفته رئيساً لها إنضباطاً من قبل الفنادق الأردنية بخط الدفاع الأول للجبهة الوطنية الأردنية في الأزمات والظروف العصيبة، ممن شكل القائمون على هذا القطاع السياحي الحيوي متراساً منيعاً من ضمن متاريسه العتيدة، والتي أفضت مجهوداتها لمُشارفة وطننا العزيز على تخطي أزمة جائحة كورونا بنجاح مُبهر ولافت تلقفتهُ كبرى وسائل الإعلام الدولية بالإشادة والإستحسان.
“الهندي” أفصح في حديثه ل ” وكالة كرم الإخبارية” عن حيثيات النجاح الذي سطرته فنادقنا الأردنية عبر تحوّرها مؤخراً لبؤرة صحية آمنة ومواتية لإستقبال العائدين لمملكتنا الهاشمية. مشدداً على أن الإنحياز للوطن ولقيادته الجامعة للمُكوّن الوطني برُمّته كان “ديدنُ” الفنادق الأردنية منذ نشوئها، وهو ولاء لا يخضع للحسابات المادية؛ ولا يرتهن بها بأي حال من الأحوال، وفق تعبيره.
وألمح “الهندي” بأنّ مخلفات الأزمة الإقتصادية الناجمة عن تدابير دولتنا العتيدة لجهة مكافحة الجائحة أفضت لتعثر بعض المنشآت الفندقية الصغيرة، حالها حال كافة الإستثمارات الوطنية، بل والعالميّة التي تضررت جراء الفاقة الصحية. كاشفاً في الوقت ذاته عن تحوّطات تعكف عليها “جمعية الفنادق الأردنية” بالتعاون مع الجهات الرسمية والأهلية ذات الصلة، وذلك للنجاة بهذه المنشآت الوطنية من شبح الإغلاق والتصفية، ومساندتها إلى حين ضمان ديمومتها وعودتها لسابق ألقها وحيويتها.
.. وتالياً نصّ حوارنا مع رئيس جمعية الفنادق الأردنية ومدير عام الشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي، المهندس عبد الحكيم الهندي:
*تواصل كليتكم (عمون) الفندقية الجامعية عملها وفق نمط جديد؛ ألا وهو التعليم عن بُعد.. كيف تقيمون تجربتكم هذه لناحية أهلية وكفاءة كوادركم التعليمية؟ ومدى تجاوب طلبتكم مع التعليم الإلكتروني المُستجدّ عليهم؟
تتضمن الشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي أربع وحدات رئيسية، وهي كلية عمون الجامعية والتي تمنح درجات أكاديمية في إدارة الفنادق كالدبلوم والبكالوريوس، وهناك المدرسة الفندقية الأردنية لطلبة الحادي والثاني عشر الفندقي، أيضا المركز التدريبي والذي ينفذ مشاريع تدريب قصيرة بهدف تحسين كفاءة العاملين ورفد السوق بالموارد البشرية اللازمة.
وأما بخصوص تواصلنا مع طلبتنا فقد اعتمدنا الأدوات التكنولوجية الحديثة مبكراً في إيصال المعلومات والمواد التدريبية والتعليمية لهم ضمن خطط منهجية واضحة، فالإستفادة من الخبرات العالمية في مجال الضيافة والسياحة العالمية والمنتشرة في كافة أنحاء العالم تتطلب تواصلاً مستمراً مع هذه الخبرات وفتح قنوات تواصل ما بين الطلبة في أماكن مختلفة من العالم ومع المدرسين أيضا، ويتمّ هذا بشكل منتظم تحديداً في مرحلتيّ البكالوريوس والدبلوم،
وعلى ذات الصعيد نعتمد في منهاجنا التعليمي العديد من البرامج المشتركة مع أكاديميات وجامعات ومعاهد منتشرة حول العالم. وخلال الأزمة الراهنة عممنا على كافة الوحدات بضرورة تكثيف العملية التعليمية عن بُعد واعتمادها ضمن القنوات الرسمية لتكون أداة رئيسية وليست ثانوية في نظامنا التعليمي الحالي، حيث سخرنا في سبيل ذلك كافة المنصات التعلمية المُتاحة، واستحدثنا منصات تعليمية خاصة لكل وحدة من وحدات الشركة للتواصل مع الطلبة وتقييمهم؛ وصولاً لإستمرارية عملية التعليم لدينا على أكمل وجه.
*هل تواجهون مشكلة في التواصل مع طلبتكم لأسباب تقنية مثل افتقار بعضهم لأجهزة الحاسوب أو ما يتعلق بضعف شبكات الإنترنت أحياناً؛ خاصة لدى طلبتكم المقيمين خارج الجغرافيا الأردنية؟
في الحقيقة معظم أبناءنا الطلبة لديهم أجهزة هواتف ذكية ونادراً ما تواجهنا مشاكل في التواصل معهم، وبهذا الصدد أوعزنا لدائرة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات التابعة للشركة بضرورة التواصل مع طلبتنا في حال وجود أية استفسارات لديهم أو بروز تحديات ما قد تواجههم، وذلك بالإضافة إلى أن كافة المدرسين والمدربين لدينا يمتلكون التدريب الكافي للتعامل مع المواقف الفنية والعمل على حلها بشكل سريع وفوري.
*تستعدون لإستقبال طلبتنا المُوشكة عودتهم من الخارج.. فهل توصلتم للجاهزية الكاملة لهذا الواجب الوطني من ناحية ملاءمة البنية التحتية وأهلية الطواقم الفنية والإدارية؟ وفي أي الفنادق تحديداً سيتمّ إستيعابهم؟
نعكف في “جمعية الفنادق الأردنية” على التنسيق الكامل مع كافة أجهزة الدولة الأردنية، وهناك جاهزية عالية من قبل الفنادق لإستقبال أبناءنا العائدين من الخارج بمجرد وصولهم إلى أرض الوطن سالمين بإذن الله.
وفنادقنا على جاهزية تامة وعالية وكوادرها مدربة ومؤهلة للتعامل مع كافة الظروف؛ لا سيما وأنها ستكون تجربتها الثانية على هذا الصعيد، حيث سبق لفنادقنا وأن أثبتت في تجربتها الأولى مع الحجر الصحي للعائدين للوطن مهارة كبيرة لجهة نجاعة الإجراءات المتعلقة بالسلامة العامة داخل منشآتها، وأظهرت في الأثناء مهنية وازنة في التنظيم، وحرفيّة مُبهرة لجهة إنفاذ عملها المنوط بها من قبل إدارة الازمة ، حيث أتمّتهُ وأنجزته على أكمل وجه.
*جمعية الفنادق الأردنية بذلت تضحيات مشرفة كالتبرع المادي السخي لدعم المجهود الوطني في مكافحة الجائحة وكذلك إعفاء الدولة من فواتير بعض الفنادق وتخفيض فواتير بعضها للحدود الدنيا.. ماذا عن قيمة هذه التخفيضات وأثرها على إنجاح الحجر الفندقي لدولة صنفت الأولى عربيا في نجاحها بالتعاطي مع الأزمة الصحية الراهنة؟
صحيح أن هذه الأزمة الصحية عصفت بالعالم أجمع ومثلت تحدياً حقيقياً وجدياً للدول؛ إلا أننا والحمدُ لله في هذا البلد الصغير بإمكانياته، الكبير بقيادته الهاشمية الحكيمة، وبعزيمة أبنائه وجنوده الأوفياء، استطعنا وبكل عزم وإصرار أن نحقق إنجازاً رائعاً تناقلته بكل فخر كافة الوسائل العالمية، وأصبح هذا الحمى الهاشمي الأصيل نموذجاً يُحتذى به لناحية حنكة الإجراءات المتخذة ودقتها وحكمتها، وهذا جاء كنتيجة طبيعية للتكاتف والتعاضد بين كافة المؤسسات وبمتابعة حثيثة من سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله حفظهما الله ورعاهما.
ونحن، في جمعية الفنادق الأردنية؛ إذ ندعو الله العلي القدير أن يزيل هذا الوباء عن بلدنا الحبيب وعن العالم والإنسانية جمعاء، نجدنا نواصل العمل اليوم وفق قناعتنا الراسخة بأنّه – وفي خضم وقوفنا في صفّ الوطن العزيز- لا يمكننا نهائياً إخضاع موقفنا للمقياس أو المنظور المادي. حيث لدينا إلتزام أخلاقي ووطني وهو الإنتماء الأشد نقاء وتشريفاً لنا ويتمثل بالوفاء والإنتماء لهذا الحمى الهاشمي الطاهر، فمهما قدمنا لن نوفي وطننا حقه أبداً، ومهما قدمنا سنبقى مقصرين.
وفي ضوء موقفنا السالف ذكره؛ فإنه ومنذ اللحظة الأولى لهذه الأزمة كانت جمعية الفنادق الأردنية وبكافة أعضائها ومنتسبيها على قلب رجل واحد وعلى أهبة الإستعداد للوقوف في خندق الوطن. وبناء عليه؛ شكلنا لجنة لإدارة الأزمة وللعمل على مدار الساعة، وذلك بالتنسيق مع قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ووزارة الصحة وكافة مفاصل الدولة ولتتأتى نتائج المجهود الوطني الجمعيّ مُبهرة والحمدلله وكما ذكرت سابقاً صُّنفت الأردن الأولى عربياً في نجاعة الإجراءات المتخذة لجهة مواجهة جائحة “كورونا”.
وعلى خط الموازاة للمجهود الوطني المذكور أعلاه؛ أدى أصحاب المنشآت الفندقية واجبهم الوطني كأصحاب مؤسسات وطنية رائدة مثلت على مدار أعوام صروحاً قدمت الأردن سياحياً للعالم بأجمل وأبهى صوره، هذه المنشآت الفندقية التي نعتز ونفتخر بها تسابقت لجهة تقديم المزيد من الدعم لمجهودات الحكومة، والذي تجسد في قالب مبادرات خير وعطاء عززت مفهوم التكافل والتضامن الوطني في زمن الأزمات.
*ماذا تخبرنا عن معاناة العاملين في الفنادق التي تم إجراء الحجر في مبانيها؟ والارهاصات النفسية التي تعرضوا لها؟ خاصةً وأنهم أطالوا البُعد عن عوائلهم لأسباب وقائية.. وذلك في الوقت الذي كانوا يواجهون مخاطر حقيقية لتواجدهم في بؤرة صحية غير آمنة جراء تواصلهم المباشر مع المحجورين.. وحبذا لو تطلعنا هنا على الكيفية التي كنتم تشحذون همّتهم ومعنوياتهم وفقها؟
مما لا شك فيه أن العاملين في المنشآت الفندقية كانوا على قدر كبير من المهنية والتفاني في العمل، وبالرغم من الظروف القاسية التي اضطرتهم للعمل في دائرة الحجر الصحي وبعيداً عن عوائلهم وذويهم، وتعريض حياتهم للخطر، إلا أنهم كانوا على قدر المسؤولية والتحدي، فالشكر موصول لكل واحد منهم كونهم أثبتوا بأنهم أبناء برره لهذا الوطن الكبير، واًصحاب همم ومعنويات عالية.
وعلى ذات الصعيد؛ كان للجولات الميدانية اليومية التي نقوم بها رفقة أعضاء جمعية الفنادق الأردنية تأثير مفصلي لجهة تحفيز الروح المعنوية للعاملين في هذه المنشآت، حيث نتواصل معهم بإستمرار ونقف على التحديات والمشكلات التي قد تواجههم، ونجسّد وإياهم فريقاً واحداً متحداً يشدُّ بعضنا بعضاً، وهذا سرُّ نجاحنا في هذه المرحلة الصعبة؛ والتي نجتازها اليوم بالعمل بروح الفريق الواحد كما أسلفت.
*الأردن كان سباقاً للحجر الصحي الفندقي، فهل تلقيتم طلبات من دول أخرى للإفادة من تجربتكم والإستنارة بخبراتكم؟ وهل تلقيتم تكريماً أو إشادة من أية جهة ذات صلة بالسياحة سواءً أكانت خارجية أو داخلية؟
الأردن كان على الدوام نموذجاً يُحتذى في حسن إدارته وإستشرافه للمستقبل بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة، والتي أصبحت مضرب مثلٍ للقاصي والداني، وأصبح يشار إليها بالبنان حين شاهدنا صور الأردن الأبهى والأجمل تتناقلها وسائل الإعلام العالمية، مشيدة بالإجراءات التي إتخذتها الدولة الأردنية بأجهزتها المختلفة لجهة السيطرة على الوباء والخروج بأقل الخسائر من هذه الأزمة.
وفي خضم ذلك، يسعدنا ويشرفنا – كفنادق أردنية – أن نكون جزءاً أصيلاً من هذا الأداء الوازن الذي جاء وبحمد الله مُكللاً بالنجاح والإنجاز تجاه وطننا الغالي، وكلمات سيدي صاحب الجلالة ودعمه المستمر وتوجيهاته السامية كانت بمثابة الرافعة التي تشحذ الهمم وترفع المعنويات. ونحن في حالة إستعداد كامل لمواصلة التعاون مع كافة الجهات المحلية والإقليمية والدولية للتغلب على هذه الجائحة والخروج من الأزمة الراهنة.
*القطاع الفندقي تضرر كثيراً جراء الشلل التام في أعماله، كيف تدير الفنادق الأردنية المُتعطلة بيتها الداخلي لناحية تأمين مستحقات عامليها؟ وهل اضطر بعضها – وخاصة ذات الملاءة المالية الضعيفة – لتصفية أعمالها والإغلاق؟ وحبذا لو تطلعنا بلغة الأرقام على حجم الخسائر المالية التي مُني بها قطاعكم جراء التعطل الراهن؟
لا ننكر الأثر الإقتصادي الكبير الذي لحق وسيلحق بالقطاع السياحي والفندقي جراء هذه الأزمة وتحديدأ في الفترة القادمة، هناك بلا شك صعوبات وتحديات كبيرة ولن يستطيع القطاع السياحي الصمود إذا لم تتوافر خطط واضحة مبنية على التشاركية والتعاون بين القطاعين العام والخاص.
واليوم يوجد لدينا منشآت سياحية فندقية صغيرة لن تقوى على الصمود؛ وأخذت فعلياً بدراسة خيار الإغلاق، وواجبنا هنا الوقوف مع هذه المنشآت والعمل بكافة الطرق الممكنة على إستدماتها؛ وإعانتها على تجاوز هذه المحنة. ونحن كجمعية فنادق أردنية في حالة تنسيق وإجتماع مستمرّ مع زملائنا في وزارة السياحة وفي الجمعيات السياحية الأخرى للخروج بأفضل تصوّر وإطار ملائم لدعم هذا القطاع، والذي كان قد ضخّ في العام الماضي حوالي 4,3 مليار دينار في شريان الإقتصاد القومي. ونأمل أن يتعافى في القريب العاجل وأن يعود كسابق عهده في أسرع وقت ممكن، وأن يستردّ سالف ألقه وحيويته.