“الهندي” يُحيلُ “مِلحَنا” إلى “شهدٍ” يفيضُ من حناجر المحجورين في “فنادقنا”

خاص ل”كرم الإخبارية” – بقلم: بثينه السراحين

حلَّ إسمهُ البرّاق، وإن لم ينطقوه حرفياً، في عبارات الإستحسان والإشادة الصادرة عن كلِّ مواطن عاد من غربته أو عربي إلتجأ لبلد الأمن والأمان “الأردن” في بواكير الأزمة الكورونيّة الراهنة، لنجدهُ متصدّراً المشهد المشرّف ولحكايا حُسن الوفادة والكرم الأردني ممّن واصل هؤلاء تناقلها عبر بثّ مباشر وعفوي لعشرات فيديوهات الإنبهار والدهشة بحُسن الضيافة الأردنية والخدمات الفندقية الرفيعة والشاملة لكل متطلبات الراحة؛ خاصةً إذا ما كانت خدمة فندقية ترتقي في حرفيّتها إلى درجة تقديم الرعاية النفسية الملائمة للمُقبلين على المجهول، ولمن كانوا يتوجّسون الإصابة بالمرض الغامض والمستجدّ في حينه.

وفي الأثناء.. “السياحة” باتت أكثر المتضررين، واستحالت بقدرة قادر إلى قطاع مشلولٍ بالكامل.. هكذا زفّ لنا الواقع البائس منذ بداية الأزمة تداعيات خبره المُفجع لكلّ الغيورين على نفط بلدنا والشريان الرئيس لدخلنا القومي،، إلا أنّ المفاجأة المدويّة جاءت من خلال مشاهد تلفزيونية أطلعتنا على أداء رسميّ مُبهر أحال هذا الشلل إلى “مكمن قوة” ” وسلاح فعال” في معركة التصدي والمُجابهة، ولنتابع بعيون يكتحلها العزّ “جُندنا وعساكرنا” يُقلون أهلنا وضيوفنا الذين هبطوا أرض مطارنا في بواكير الأزمة، وليمضوا بهم إلى حيث وضعت الدولة كامل ثقتها؛ فكانت “فنادقنا” الخيار الوازن في هذه المرحلة العصيبة!!.

استقرت بهم دولتنا في “فنادقنا” التي استحالت مرةً أخرى، وبقدرة قادر، إلى حصنٍ منيع تقولبت حُجراته إلى جبهة قتالية، وإلى بؤرة مخاضٍ للحياة من فوهّة موت آزف..فنادق سيجسل لها التاريخ أنها كانت مرتع الآمنين من خطر حقيقي يتهدد حيواتهم.. فنادق خضنا من قلبها أولى مناوراتنا مع عدوٍّ مُحتجب ولا يُبصَر، ويصدّ عنا وضوح الرؤية لغدنا.

وفي خط الموازاة مع المجهود الحكومي المُرتسم بالوصايا الملكية العُليا لدولة تُدار بمقدرات مالية متواضعة وهمّة وطنية خارقة، كان الرّهان كبيراً على “الفنادق” التي تموضعت فيها معركتنا ” الحاسمة” مع الطارىء الصحي، حيث لم تتولد ثقة الدولة بهذه الفنادق عن تخمينٍ قد يخطىء أو يُصيب؛ بل كانت نتاجُ علمٍ مسبق بأنّ الفندقة التي تُدار بصبغة وطنية خالصة هي محلُّ ثقة لا تهتز.. فكان لها ذلك بفضل خبرات عريقة يختصّ بها هذا القطاع، ممن يُضاهي مثيله في الدول المتقدمة؛ إن لم يكن يفوقها ويتخطاها.. فلنا في ذلك حجة لا فصل فيها.

والحجة تستبين بوضوح لكل المتابعين لأداء القياديّ لهذا القطاع الحيوي والهام ، رئيس جمعية الفنادق الأردنية المهندس “عبد الحكيم الهندي”، ممّن صيّر فنادقنا بمختلف درجاتها وعلاماتها الدولية، لجهة “تقلّد وتمثّل الهوية الوطنية الخالصة” ومراعاة خصوصية الشعب “العشائري” الأردني وتقاليده المتوارثة لجهة حسن الوفادة والضيافة والمحتكمة لجيناته التي تسودها قيم النخوة والإيثار.

أشرف المهندس “الهندي”، بنفسه، على إحتواء الفنادق الأردنية للمهدّدين بالمرض، فجعل من حجراتها واحة للمشافاة والمداواة، وذلك بالإفادة من مناخاتها الصحية المنضبطة بأعلى معايير النظام والنظافة والترتيب والحرفية لكوادرها الإدارية والمهنية. وكذلك التنعم بإطلالاتها البصرية الفريدة على أجمل معالم العاصمة العمونيّة .. وعلى بحرنا الميت الذي لطالما كان مِلحَهُ مُترعاً بالحياة وعلاجاً للبشرية من مزمنات الأمراض ومستعصياتها.. الأمر الذي سرعان ما لفت الأنظار لزعيم هذا القطاع “الهندي”؛ والذي بفضل إدارته الماهرة استحالت فنادقنا إلى واحات عزٍ يُمالحُنَا ضيوفنا من قدورها الفائضة بالخيرات..ويتقاسمون معنا، على موائدها، أطباق “الصحة والعوافي”..ونُشجي أرواحهم إذ تسمع خفوق قلوبنا ينتظم على وتر أهازيج عزّنا، مرددين ” يا هلا بالضيف.. ضيف الله..ع حساب الروح إي والله”.

واكب “الهندي” مراحل الوفادة الأردنية لنزلاء فنادقنا بحرفية وإقتدار، ولينصهر في ثيمة “همّة وطنية” شولية تكاتفت فيها عدة جهات رسمية وأهلية، وتصدّر مشهدها جيشنا الباسل، وأجهزتنا الأمنية، وحكومتنا الرشيدة بكافة مكوناتها، ورموز وطنية عديدة، تمثّلت جميعها بحكمة القائد الأعلى للبلاد، وتقلدت من توصياته لها شرف العمل في مقدمة الجبهة، وشحذت طاقاتها بثقة جلالته في قدراتها، ما منحها قدراً عالياً من الأريحيّة في العمل، وأشعرها بعظم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها.

ولكلّ ما يحمل “الهندي” من محبة وولاء للوطن وقيادته، فضّل إحالة خبراته ومهارته في الإدارة الفندقية إلى “خلية عمل” بمكملها، فواصل الليل بالنهار للحصول على ضمانات كفيلة بتعزيز الثقة الكبيرة التي حظي بها القطاع الفندقي، ولتأتي النتائج على قدر حجم هذه الثقة ومعززة لها، لأن الحصاد ثمرة لعمل  تراكمي ومتواصل سبق وأن وضع له “الهندي” –  وبالمواءمة مع فريق جمعية الفنادق- عشرات الخطط الإستراتيجية والقرارات الخلاقة بنتائجها وآثارها على أهم القطاعات السياحية في البلاد؛ إذ كيف ستدوم إقامة السائح أو تتكرر إن لم يجد قاعدة مكانيّة مريحة ينطلق منها لواحات الوطن المُتخمة بأمجاد الجدود ومخلداتهم الأثرية والتاريخية؟!.

ولأنّ “الفندقة” وتدُ السياحة وعمادها، لا عجب أن نشهد ضيوفاً لنا محجورين في فنادقنا خلال الأزمة الصحية الراهنة يعاتبون حكوماتهم من قلب فنادقنا المظللة بالألفة والمحبة الأردنية؛ والمسيّجة بالأمن والأمان. تلك الفنادق التي يليق برئيس جمعيتها المهندس “عبد الحكيم الهندي” أن يفاخر حسب قوله “بمنجزاتها العظيمة، فهي من آثرت إلغاء كافة حجوزاتها تلبية لنداء الوطن وقيادته، وضمانةّ لسلامة المحجورين فيها، وكانت خط الدفاع الأول لمجابهة (كورونا) في البلاد حين سخرت كافة إمكاناتها ووضعتها تحت تصرف الدولة، ومنها من تحمّل عن طيب خاطر الكلفة الكاملة لفاتورة الإقامة بالنيابة عن حكومتنا الرشيدة”.

وليس ما سبق فحسب كانت عطاءات جمعية الفنادق الأردنية ودعمها للمجهود الوطني لجهة مُجابهة جائحة “كورونا”.. والتي كللت مجهوداتها في التراصّ مع جبهة الوطن بتقديمها لدعم مالي لصندوقيّ “الصحة” و”حساب الخير” التابع لوزارة التنمية الإجتماعية، وبقيمة إجمالية بلغت (50) ألف دينار.. ولاحقاً لكلّ ما سطرته من دعم سخيّ حثّ “الهندي” الفنادق على “إستمرارية الوقوف مع مؤسسات الدولة وتقديم الدعم للوطن، وإستقبال الأردنيين القادمين من الخارج بسعر الكلفة”.

.. ولا يزال الوطن ينهلُ من ينابيع خبرات المهندس “عبد الحكيم الهندي” إلى حد أننا نَحارُ في تأمُّلها إن كان لها مستقر أو قرار؟!!.. فهي ينابيعٌ فياضة تفجرت عن روحٍ لا يدركُ سرّها إلا خالقها..والخالق لا يعجزه شيء حين كتب لهُ الحظوة بمهارة عجيبة تُحيلُ “زادنا” ومَلحَنا” الى “شهدٍ” يقطرُ حلاوة من حناجر المحجورين في فنادقنا.. ولتصدح ” يا أردنّ العزّ يا زينك وحلاك.. لين تذوق الروح نعيمك ما تفارق ثراك.. ولا تبتغي لها هامة أعلى من سماك!!”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى