كفاية نق

يوسف غيشان

هذا المقال موجه فقط الى من لا يصدق ان الحكومات تفكر بشكل استراتيجي وتوزع الدخل على الناس بعدالة وعلى الدور، أما إذا كنت من المصدقين الصادقين، فأنصحك بعدم اكمال هذا المقال لأنه لن يضيف لمعلوماتك شيئا يذكر أو ينسى. صحيح ان بعض الأخطاء تحدث خلال عمل الحكومات، لكن من يعمل يخطئ، أما من لا يعمل فمن أين يأتيه الخطأ…وهذا لا ينفي النية الحسنة عند الحكومات وسعيها الدؤوب لتوفير أكبر قدر ممكن من المساواة في العدالة الاقتصادية على الأقل بين الناس.
لاحظوا مثلا ان الحكومة عندما تفتح الشوارع وتعبد الطرق، فإنها تعمد الى وضع تهويات الخدمات على مستويات مختلفة، فواحدة تجدها عالية فتصدم بها في سيارتك، وأخرى تجدها مثل الحفرة في وسط الشارع فتقع فيها. هذه قضية هندسية بسيطة جدا، ويمكن ان نعملها مثل دول العالم التي لا تنوي توزيع الدخل بعدالة (اي نجعلها على مستوى الشارع).
الحكومة تقصد ان تحصل مشاكل متنوعة في سيارتك فتراجع الميكانيكي والكهربائي وبائع قطع السيارات الجديدة والمستعملة، لاحظوا ان مستويات الحفر متفاوتة، حتى تتوزع الأخطاء وتتنوع الإصابات فلا نبيع نوعا واحد من القطع فحسب، أو (نسبب) ميكانيكي الاوغزوست على حساب ميكانيكي الماتور أو البنشرجي أو بياع الرابطة الأمامية أو الأكس المستعمل. ولا ننسى الكهربائي.
طبعا هذه الحفر يمكن ان تؤدي الى حوادث مؤسفة، لكنها (تسبب) الكثير من الميكانيكية ناهيك عن المستشفيات، وأصحاب الأغنام (مناسف العطوات والجاهات) …وهؤلاء جميعا يصرفون على اسرهم ويرسلون اولادهم الى المدارس والجامعات الخاصة والعامة فننعش قطاع التعليم …، ويكبر الأطفال ويعملون ويركبون سيارات تقع في الحفر وتحصل الحوادث فتدور عجلة الاقتصاد، لا بل تستمر في الدوران.
لاحظوا هذا القدرة الاستراتيجية على التخطيط والسيطرة …. هذا ما تقوم به الحكومات من أجلنا …ف..كفاية نق!!

زر الذهاب إلى الأعلى