واقعنا العربي بين الهُواة والحُواة !!!

لا تليق التشخيصات المطبوخة على عجل والاشبه بوجبات الرصيف السريعة بما يجري الان في واقعنا العربي، فنحن نعيش لحظة اشتباك نادرة في التاريخ بين تخلف مدجج بالمال والسلاح والاعلام وبين تقدم شبه اعزل الا من رؤاه وبسالة من يبشرون به حتى وهم يقفون تحت قصف الطائرات وبين الاطلال!.
حبذا لو يتنحى الهواة والحواة والطبالون والزمارون عن المنصات الآن، بحيث يُتاح لمن يعملون ويكدحون على الهامش بعيدا عن الزفّة ان يدلوا بدلائهم.
واقع يعج بالتناقضات ويتحرك كبندول الساعة بين الماضي والمستقبل؛ لكن الحاضر الزئبقي ينزلق عن كل الحواسيب وادوات الرصد ، فالعربي الان ليس هنا او هناك، وليس في الماضي تماما كما انه ليس في الحاضر تماما، انه يعيش في اللحظة الفارقة بين المواطنين والرعايا وبين القبيلة والدولة وبين الطائفة والوطن!
واقع لا يليق به التسطيح الفضائي او قياس درجة حرارته ومستوى ضغطه بالاصابع المجردة، والمنوط بهم مثل هذا الواجب الانساني والقومي يعيشون في عزلات اكاديمية، وهذه مناسبة لاستذكار ما قاله د . مصطفى حجازي في كتابيه عن سايكولوجيا الانسان المهدور والمقهور والمغدور ايضا، وهو آفة الاختزال وفقه التمرير لا التنوير، حيث يراد للضحية ان تكون خرساء وتفقد بلاغتها كي يتم الاستفراد بها بصمت كما يستفرد ثعلب بدجاجة!
والاسئلة الخاطئة لا يمكن الاجابة عليها الا بعد اعادة صياغتها، ولدينا الان من الاسئلة المتداولة ما يحتاج بالفعل الى اعادة صياغة، تماما كما ان السخونة او الحمى قد تكون عابرة، لكنها قد تتسبب بالتهاب السحايا واخيرا الموت!
ومعظم ما يتم تداوله من التشخيصات والوصفات عبر الاعلام لا يرقى الى تعقيد الواقع واشتباكاته، خصوصا بعد ان ثبت ميدانيا ان فائض الهوية هو تعبير عن نقصان المواطنة!!.

زر الذهاب إلى الأعلى