“الطاقة الدولية” تتوقع تدهور أسعار النفط

قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن سوق النفط دخلت حقبة جديدة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني وطفرة الانتاج الصخري الأميركي مما يجعل العودة سريعا الى الأسعار المرتفعة أمرا مستبعدا.
وقالت الوكالة التي تحجم عن التكهن بأسعار النفط في تقريرها الشهري ان الأسعار قد تتراجع بدرجة أكبر في 2015 بعد انخفاضها الى أدنى مستوياتها منذ 2010 ونزولها عن 80 دولارا للبرميل.
وقالت “في حين ثمة تكهنات بأن التكلفة المرتفعة لانتاج النفط غير التقليدي قد تصنع نقطة توازن جديدة لأسعار برنت في نطاق 80 الى 90 دولارا للبرميل فان موازين العرض والطلب تنبئ بأن تدهور الأسعار لم يبلغ مداه بعد”.
وأضافت أنه ما لم تقع أي تعطيلات جديدة للمعروض فان “الضغوط النزولية على السعر قد تتصاعد في النصف الأول من 2015”.
وتراجعت أسعار النفط 30 % منذ ذروة حزيران (يونيو) تحت وطأة الدولار الأميركي القوي وارتفاع انتاج الخام الأميركي المحكم متجاهلة في ذات الوقت تأثير تعطيلات الانتاج الليبي.
وارتفع خام برنت القياسي 50 سنتا الى 77.99 دولار للبرميل بعد أن وصل الى 115 دولارا في حزيران (يونيو).
وقالت الوكالة التي تمثل مصالح الدول الصناعية “الضغوط على أوبك لخفض الانتاج تتزايد لكن لا يبدو حتى وقت كتابة التقرير أن هناك اجماعا واضحا على خفض رسمي للمعروض قبيل اجتماع المنظمة في فيينا في وقت لاحق هذا الشهر”.
وبالنسبة للعام 2015 أبقت وكالة الطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير عند 1.13 مليون برميل يوميا من أدنى مستوى في خمس سنوات البالغ 680 ألف برميل يوميا في 2014 قائلة ان من المتوقع تحسن المناخ الاقتصادي.
وفي حين دخلت الصين التي كانت مصدرا رئيسيا للزيادة المطردة في الطلب على مدى الاعوام الاخيرة مرحلة أقل استهلاكا للنفط من مسارها التنموي فان سنوات ارتفاع الاسعار ساعدت استخدام التكنولوجيا الجديدة لاستغلال موارد النفط في أميركا الشمالية ومناطق أخرى. وقالت الوكالة “من الواضح على نحو متزايد أننا بدأنا فصلا جديدا في تاريخ أسواق النفط”.
وارتفع اجمالي تسليمات النفط العالمية في تشرين الأول (اكتوبر) وبلغ مستوى يزيد 2.7 مليون برميل يوميا عنه قبل عام مع نمو المعروض النفطي من خارج أوبك 1.8 مليون برميل يوميا.
وتراجع انتاج أوبك 150 ألف برميل يوميا في تشرين الأول (اكتوبر) الى 30.60 مليون برميل يوميا ليظل أعلى بكثير من هدف المعروض الرسمي للمنظمة البالغ 30 مليون برميل يوميا للشهر السادس على التوالي. وقالت وكالة الطاقة انها تتوقع أن يبلغ الطلب على نفط أوبك نحو 29.2 مليون برميل يوميا العام القادم بانخفاض 100 ألف برميل يوميا عن توقعها السابق.
لكن الوكالة قالت ان مخاطر المعروض مازالت “مرتفعة بشكل غير عادي”وقد تتفاقم من جراء انخفاض الاسعار.
وقالت “البلدان المسؤولان عن تعافي نمو معروض أوبك في الفترة الاخيرة – العراق وليبيا – واقعان في خضم صراعات عنيفة”.
ويلقي تراجع الأسعار بشكوك جديدة على قدرة العراق لتمويل زيادة الطاقة الانتاجية بينما تعاني فنزويلا وروسيا من تداعيات انخفاض الأسعار حسبما ذكرت الوكالة.وارتفع سعر الذهب الى 1175 دولارا للأونصة.
كما أظهرت بيانات أمس  نمو اقتصاد منطقة اليورو أقوى من المتوقع في الربع الثالث من العام حيث فاقت الارقام الفرنسية تكهنات السوق وأفلتت ألمانيا من الركود.
وتفيد تقديرات مبدئية لمكتب احصاءات الاتحاد الأوروبي يوروستات أن اقتصاد الثماني عشرة دولة التي تستخدم اليورو نما 0.2 % عن ربع السنة السابق في الفترة من تموز (يوليو) الى أيلول (سبتمبر) بعد زيادة 0.1 % في الاشهر الثلاثة السابقة.
وعلى أساس سنوي نمت المنطقة 0.8 % في الربع الثالث أي دون تغير عن الربع الثاني بينما كانت توقعات السوق لزيادة 0.7 %.
إلا أن الفرنك السويسري سجل أعلى مستوى في 26 شهرا أمام اليورو أمس بعد أن فشلت بيانات النمو من أكبر اقتصادين بمنطقة العملة الموحدة في تهدئة المراهنات على قيام البنك المركزي الأوروبي بمزيد من إجراءات التيسير النقدي.
وهبط اليورو إلى 1.2015 فرنك مسجلا أدنى مستوياته منذ أيلول 2012 ومقتربا من حد 1.20 فرنك الذي يفرضه البنك الوطني السويسري (البنك المركزي) وأشار المتعاملون إلى أوامر شراء عند 1.2010 فرنك وهو ما قد يكبح صعود العملة السويسرية. وارتفع الفرنك على مدى الشهر الأخير لتوقعات متنامية بأن البنك المركزي الأوروبي سيضطر إلى تيسير السياسة وإطلاق برنامج للتيسير الكمي في الأشهر المقبلة. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تراجع اليورو.

زر الذهاب إلى الأعلى