السعود : قصدت في ” الله ينتقم من الي جاب الكوتا ” … ابو الراغب والبخيت

اجرت صحيفة سي ان ان بالعربية لقاءاً مع النائب يحيى السعود .

وتالياً نص الحوار : 

– لماذا قلت لزميلتك النائب هند الفايز اقعدي يا هند، وما هو موقفك من حقيقة وجود كوتا للنساء في البرلمان؟

الأخت هند الفايز زميلة عزيزة وأقدرها وأحترمها وما حصل أن ملاسنة وقعت بين النائبين عبدالكريم الدغمي وعبدالمجيد الأقطش، أثناء مقاطعة بعضهما البعض لتتدخل الفايز ضد الأقطش وكان دوري حينها في الحديث حيث طلبت من رئاسة المجلس أن أبدأ الحديث وحاولت أن ألطف الجو لكن لم أستطع وخرجت مني الكلمة على الكوتا. موقفي من الكوتا واضح أنا ضد كل الكوتات بما فيها النسائية ولا يعني أنني قصدت الإساءة إلى المرأة، فالمرأة أولا هي أمي وأختي وابنتي وزوجتي، لكن الكوتا غير دستورية بدليل المادة 6 من الدستور تقول إن الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو الدين أو اللغة. ولأن المرأة هي نصف المجتمع فعليها أن تحصل على أصوات حقيقية تنافس فيها الرجل وليست مشكلتي في الحاضنة الاجتماعية التي تصعب ذلك، أما أن أميز المرأة ضد الرجل وأميز البدو وأميز الشيشان وأميز الشركس وأميز المسيحيين، فهذا مخالف للدستور.

– ومن قصدت في قول “الله ينتقم منه اللي جاب الكوتا على المجلس” وهل قلت للنواب السيدات “روحن تمكيجن لجيزانكن ولقطن ملوخية احسنلكن من هالسولافه”؟

كنت أقصد رئيسي الوزراء السابقين الدكتور معروف البخيت وعلي أبو الراغب وهما صاحبي المقترح بطرح الكوتا النسائية. تلك العبارة نعم وردت وربما أقولها كل يوم لكنها جاءت في سياق المزاح، وعندما قلت أن صلاة المرأة يجب أن تكون في مخدعها لم أقل إن المعري أو المتنبي قال ذلك، بل رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا ننكر دور المرأة في المجتمع لكن هناك هجمة علي وأصبحت مادة إعلامية مطلوبة. في الإعلام لا أحد يذكر الشتائم التي تصدر عن بعض النواب كشتائم الذات الإلاهية، والأخت الفايز صدر منها أساءت دعتني أدافع عن الإسلام ولم يتطرقوا لها.

– وكيف ترى رد النائب الفايز التي قالت إن الكوتا أفضل من البسطات؟

كان ردها قاسيا، وهي تعرف أنني نائب طبقة شعبية قاعدتي الانتخابية هي قاعدة بسيطة جدا ومعظم الناس هم من الطبقة الفقيرة جدا والبسطاء. أنا كنت عضو في مجلس أمانة عمان وكانت مهمة أمانة عمان في إزالة البسطات وكنت أدافع عن هذه الفئة، ورغم أنها قالت إنني أمثل هذه الفئة في سياق بدا كأنه إهانة أو مسبة، لكنني اعتبرها شرف عظيم أن أدافع عن هذه الفئة وعن كل فئات المجتمع الأردن على الأقل من يعمل على البسطة يعمل بكده وعرقه وليس كمن يسرق أموال البلد وينصب على البلد وينصب على الناس.

– وماذا تقول في من يصفك بالنائب الإشكالي؟

دعيني أتكلم بصراحة، القضية ليست لأنني نائب إشكالي بالنسبة لي لا أرضى بالضيم، ولو جاء أحدا ليشتم مجلس النواب وقال “يلعن أبو مجلس النواب” لن أقبل بذلك، ومعظم مشاكلي دفاعا عن مجلس النواب ودفاعا عن الوطن، لكنني لا أرضى أن يستفزني، لست عصبيا ولا جدليا بل تحملت الكثير من النواب، مثلا في حادثة خلافي مع النائب النمري عندها “قال لي أنا لو معي كاز لحرقت كل أعضاء مجلس النواب”، هذه العبارة لم تستوقف الناس وشاهدوني فقط عندما ضربته النمري لكن المسألة أن لكل فعل رد فعل.

– ما قصة تمسكك بترأس لجنة فلسطين النيابية وقواعدك الانتخابية التي تنحدر من أصول فلسطينية؟

لو خيرت بين رئاسة مجلس النواب وبين رئاسة اللجنة سأختار لجنة فلسطين النيابية، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو ماتت على شعبة من شعب النفاق، اليوم باب الجهاد معطل وفي اللجنة أدافع عن حقوق أهل فلسطين وأساعد الشعب الفلسطيني وأقف ضد العدو الاسرائيلي، أما قواعدي الانتخابية فإن دل على شيء فإنما يدل على أنني نائب شعبي وأمثل بسطاء يستحقون أن أدافع عن قضيتهم التي أدافع عنها بدافع عقائدي وديني.

– أنت من النواب القلائل الذين اعترفت بأنك كنت من نواب “الألو”؟ هل هذا يعني أن مجلس النواب غير مستقل؟

نعم قلت ذلك في المجلس السادس عشر، ولا أتراجع عنها نعم كان هناك تنسيق مع الأجهزة الأمنية وهذا ليس خطأ إذا كان فيه خدمة للمصلحة العليا في الوطن، لكن عندما تأتي وتختار في قرارات تتعلق بضمير الأمة جدا ويصبح هناك تدخلا هذا كلام مرفوض جملة وتفصيلا. مثلا عند التصويت على الثقة بالحكومة السفير في قضية القاضي رائد زعيتر، وقع أربعة نواب من كتلتي على المذكرة لكنهم منحوا الثقة للحكومة عند التصويت. وبالأمس مثلا في مناقشات اتفاقية استيراد الغاز الاسرائيلي حصل لا أكذب وأقول إن هناك اتصالات حصلت لكن النواب رفضوا بالإجماع لأن القضية تمس ضمير الأمة. الاتفاقية لن تمر سأقف ضد الاتفاقية بكل ما أوتيت من قوة ولو سأعود لأركب حمارا وأوقد حطبا، لن أقبل بالغاز الإسرائيلي.

– توصف علاقتك برئيس الحكومة عبد الله النسور بغير الودية؟ لماذا؟ وأنت زاملته نائبا في المجلس السادس عشر؟

تشرفت بمزاملة النسور لكن حقيقة مواقفه الآن وهو رئيس وزراء تختلف عما كان عليه نائبا لأن قراراته توجب الحذر وهي ليست شعبوية كما لو كان نائبا. النسور داهية لأنه يتمتع بالذكاء الخارق جدا وعنده حجة بالإقناع والحديث إذا استمعت إليه يسحرك بحديثه، ولو جرى تصويت على اتفاقية الغاز قبل أيام لمال المجلس بعد الاستماع للنسور لصالح الاتفاقية. في التاريخ الإسلامي كانوا يقولون إن هناك ثلاث دواهي، وأنا أقول إن عبدالله النسور هو الرابع. ليس بيني وبينه أية خلافات شخصية، ولم أطلب منه طلبات شخصية والله لا يحيجني إليه ولا لغيره، لكنني لن أوافق على قراراته.

– كان لديك موقفا رافضا للحراك الشعبي الذي شهدته البلاد وموقفا من الاسلاميين أيضا؟ لماذا؟

الحراك الذي كان يخرج هو حراك مطلبي وابتزازي مثل وزير الشؤون السياسية الحالي الذي كان يهتف ضد النظام في الشارع قبل أن يصبح وزيرا، ويحيى السعود كان يصده عن هذا الكلام، ومن ثم يحيى السعود اعتقل وحبس وهو أصبح وزيرا وأصبح من أشد المدافعين عن النظام. هذا ليس حراكيا هذا إنسان وصولي وهؤلاء للحراكيين لديهم نفس الأسلوب أنا مع الحراك الذي لا يقطع شارع ولا يكسر لوح زجاج ولا يعطل طريق. أما الإسلاميون فأنا لست ضدهم، لكن عندي تحفظ على ارتباطهم بالخارج وعلى بعض رموزهم.

يشار إلى ان مجلس النواب الأردني يضم 150 عضوا، بينهم 18 نائبا من السيدات، فازت ثلاثة منهم في انتخابات المجلس السابع عشر الحالي قبل عامين بالتنافس، مقابل 15 سيدة فزن بالمقاعد المخصصة للكوتا النسائية.

زر الذهاب إلى الأعلى