حزب الحياة الأردني يجمع كافة الأقطاب السياسية في مؤتمره الرابع

كرم الإخبارية – بثينه السراحين

 

في عرس وطني جمع مئات الأردنيين على بساط المحبة والمودة والفرح وتحت مظلة الإسلام والعروبة والثوابت الوطنية، انعقد المؤتمر الرابع لحزب الحياة الأردني في مقر جمعية خليل الرحمن الخيرية، وسط إرتياح كبير عكسته وجوه الحاضرين لجهة حجم التنظيم والشمولية التي اتسم بها مؤتمر تميّز بجديّة الطرح وبملامسته المُباشرة للجرح الوطني والقومي الغائر.

السيد ظاهر عمرو أمين عام حزب الحياة الأردني قوبل بالتصفيق الحار حين أشعل الوجدان والحواس بجملته المعهودة ” لي أمّ ولدتني هي فلسطين ولي أم ربتني هي الأردن”،، مجّدداً العهد كمواطنٍ خالص الإنتماء لقضايا أمّته الشاغلة للرأي العام ومنادياً بقمة يدعو لها الملك عبد الله الثاني يجتمع فيها قطبا الأمة الإسلامية (الشيعي) ممثلاً بإيران، و(السني) ممثلاً بتركيا، وليتحققّ بذلك الغطاء الإسلامي، بالإضافة للعربي بما يُدعّم وصاية الهاشميين على الأماكن المقدسة في القدس.

في حين لم يغفل “عمرو” – في لفتة ذكية منهُ – عن التأكيد على أهمية دعوة الغرب للمشاركة في القمة المُقترح عقدها لكي يحظى الملك الأردني بمباركة الدول المسيحية لجهة وصايته على المقدسات الكنسية في القدس، وبما يعزز من قدراته لجهة حماية المقدسات والذود عنها من الإعتداءات الإسرائيلية الهمجية وعبث قطعان المستوطنين.

كلمات المتحدثين كافة لامست كذلك قضايا شائكة تواجهها الأمة وأخرى يعانيها المواطن الأردني، وتصدّرتها في المقام الأول قضية صفقة الغاز الإسرائيلي، والتي جُوبِهت برفض جمعيّ من المُحاضرين والحاضرين بكافة أطيافهم وأجناسهم وليكون ذلك شبه إستفتاء عفوي يدلل على نحو قطعي رفض الأردنيين كافة تسديد أثمان الغاز الفلسطيني المسروق لصالح تغذية خزينة الإحتلال وجيشه الفاشي، والذي يوغل تنكيلا وقتلا بأهلنا في فلسطين المحتلة.

وتعجّب الحاضرون من التراجع في الحريات وتقييد المناضلين والشرفاء بقيود التبعيّة للخارج، مُحذّرين من التدخلات الخارجية بالقرار الأردني وبما يخلّ بإستقلاليته، مُنادين بضرورة رسم السياسات الداخلية والخارجية بما يتواءم والإرادة الشعبية الأردنية وليس إرتباطاّ بإملاءات الآخر وتحديداَ ما يتعلق منها بربط المساعدات المالية بالإذعانات السياسية.

وفي حين شدد الحاضرون على أهميّة الذود عن حمى الوطن بالوعي والإلتفاف حول الكلمة الأردنية الواحدة، فقد جاءت عروض مقاطع من مسرحية (وطن إف أمّ) غاية في الأنسجام مع هذا الطرح، حيث أنذر النصّ المسرحيّ من التبعيّة للآخر وتحديداَ على الصعيد الإقتصادي، وليُنبّه العرض إلى أنّ كل ما نقتاتهُ ونعتاشُ به ومنهُ هو مستورد ،، فحتى الغاز لذي نطهو به طعامنا ” إسرائيلي”!!.. وهذا في سخريّة سوداء من أكثر قضايا الشارع الأردن إثارة للمقاومة والرفض والسخط.

ميزاتٌ عديدة لا يمكن تلخيصها في مقال واحد لمؤتمر حزب الحياة الرابع ممّن جسّد تمازجاً فريداً بين كافة الأجناس والطبقات المجتمعية والإنتماءات الفكرية والسياسية، في حين ظهرت الفرادة في الإنتقاء الذكيّ للنُخب التي تحدثت خلال المؤتمر، ممّن شهد تعديلاً على النظام الداخلي للحزب لجهة إنعقاده سنوياً بدلاً من مرة لكلّ أربعة أعوام وليتماشى ذلك التعديل مع نصوص القانون.

وكان اللافت أن من بين المتحدثين الأحد عشر في المؤتمر ثلاثة نسوة هنّ : النائب الدكتورة رولا الحروب، ورئيسة الإتحاد النسائي الدكتورة نهى المعايطة، وأمين عام حزب حشد السيدة عبلة أبو علبة، بينما تألقت الشاعرة المبدعة عائشة الرازم في إدارة المؤتمر وتقدمة المتحدّثين فيه، ومن بينهم الدكتور محمد سامي حرز الله مسؤول ملف ذوي الإحتياجات الخاصة بحزب الحياة الأردني، هؤلاء الذين لم يفت القائمون على المؤتمر أهمية تخصص مقاعد لهم في الصفّ الأول للحضور،على إعتبار أنهم أصحاب “القوى الخاصة” كما برعت الشاعرة الرّازم بمخاطبتهم.

وكما كان من بين المتحدثين في المؤتمر، الذي حظي برعاية كريمة من دولة السيد أحمد عبيدات،  كلٌ من: أمين عام حزب الحياة السيد ظاهر عمرو، ومسؤول الشؤون البيئية في الحزب الأستاذ عزام حمايدة، ونقيب المهندسين الزراعيين المهندس محمود أبو غنيمة ممثلاً عن النقابات المهنيّة، والقيادي في الحركة الإسلامية الشيخ سالم الفلاحات، وأمين عام حزب التيّار الوطني معالي الدكتور صالح ارشيدات، ورئيس المجلس المركزي في حزب الحياة الأردني الدكتور عبد الفتاح الكيلاني ممّن تناول بالطرح  ثوابت ورؤية الحزب حول ما يدور في الأردن و محيطهُ العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى