خالد الهبر: “داعش” لن يستطيع إسكاتي!

الفنان اللبناني الملتزم خالد الهبر الذي لم تثنه التبدلات ولا الإنكسارات حتى في مرحلة الإجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، يقول لـ “الميادين نت” إنّ الخلاص من الحركات المتطرفة يكون باجتثاثها من أساسها لا بالحوار معها، وأن فلسطين تبقى البوصلة، متوقعاً نهاية قريية لإسرائيل.

منذ سنوات، لا بل عقود يؤكد الفنان اللبناني الملتزم خالد الهبر على مبادىء أساسية في مسيرته الفنية، وهي تتلخص في الوفاء لقضية فلسطين التي يعتبرها “البوصلة”، والوقوف “مع الفقراء والمستضعفين”، إلى إعتبار جنوب لبنان قضية مستمرة ترفع رأس كل عربي.

 ورغم كل ما يحدث في العالم العربي، لا يرى الهبر في حديث لـ “الميادين نت” أن الناس أصبحوا في مكان آخر،

ويوضح: “نحن معتمدون على شريحة الشباب بشكل أساسي، وهي تحمل قضية الأغنية التي نقدمّها، لأنها تشبه أحلامهم السياسية وأفقهم السياسي الذي يتوقون إليه، وهذا الجمهور يكبر، بنظري، بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي من “فايسبوك” و”يوتيوب” وغيرهما، وهنا لا يسعني إلاّ أن اشكر الأميركيين الذين “ساعدونا” – دون أن يدروا- في اتساع رقعة هذا الجمهور”.

نهاية إسرائيل قريبة

ويصر الهبر الذي قدّم مؤخراً حفلاً في قصر الأونيسكو في بيروت برفقة فرقته الموسيقية التي يقودها ولده ريّان وسط حضور كبير، على أن “الشباب العربي ليس طائفياً أو مذهبياً، رغم محاولات زرع الفتن، لكن هذا الخوف يتزايد عندما يكبر ويجبر على وضع نفسه في مكان يفرضه عليه مستقبله أو وظيفته”.

ويذهب أكثر من ذلك، حين يقول إن “الوعي لا زال موجوداً رغم كل شيء، حتى أن هناك جمهورا لافتاً يتابعنا رغم الاختلاف في وجهات النظر السياسية، وفي نظرتهم إلى المقاومة”.

ورغم التباينات والأحداث الداهمة، يؤكد خالد الهبر أن فلسطين تبقى البوصلة، وهي معركتنا الكبرى وهدف تحركنا، وقناعتي أن نهاية إسرائيل قد اقتربت بفعل الهزائم التي منيت بها منذ خروجها المذل من جنوب لبنان عام 2000، حيث تتابعت الهزائم خلال عدوان تموز 2006 ، إلى غزة في الأعوام 2008، 2012، و2014″.

ويذهب الفنان الثوري إلى اعتبار أن ” الانتفاضة في فلسطين المحتلة، مستمرة وما يجري يومياً أهم من “انتفاضة ثالثة”، وهي تتبلور بشكل فعّال عبر عمليات عفوية يومية”.

ونلج معه، إلى ما أطلق عليه في السنوات الأخيرة “الربيع العربي”، فيعتبر “أن نتائجه كانت “كارثية”، إذ لا يمكن لتنظيمات سلفية تكفيرية”،  أن تقوم بثورة من أجل مصلحة الإنسان، وكان لا بد أن نصل إلى هذه النتائج، ومن جهة أخرى فإن التدخلات الغربية، كما حصل في ليبيا واليمن وسوريا قضت على ما سميّ بـ”الربيع العربي” الذي أمسى “خريفاً عربيا”، رغم تعويلنا المتبقي على الانتخابات التي جرت مؤخراً في تونس وترقبنا المتفائل للأحداث في مصر”.

سوريا “حجر الزاوية” في المنطقة

لكن ما يعتبر داهماً بنظر الهبر هو ما يجري في سوريا، حيث يرى أن ما يجري “هجمة على سوريا، وإن كانت قد ظهرت في البدايات  قريبة من تحرك محقّ يلامس “ثورة”، لكننا وخلال فترة وجيزة أدركنا أنها “هجمة” على هذا البلد الهام الذي يشكل حجر الزاوية لما يجري في عالمنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط، لذا يجب علينا طبعاً أن نأخد موقفاً ونضع أنفسنا في نفس الموقع معها، لأن ما يهدد سوريا يهددنا، في لبنان والعراق والمنطقة بأسرها وسينسحب على الحركة القومية العربية ككل.

مقومات تقسيم المنطقة غير متوافرة

ويطمئن الفنان الستيني إلى أن “لا مقومات لشبح التقسيم المذهبي على قاعدة “تقسيم المقسّم وتفتيت المفتت”، رغم محاولات فرضه غربياً، فلا يمكن أن تقوم في سوريا أو في لبنان مثلاً عدة دويلات، ورغم أن العراق عرف التقسيم في بعض المناطق، لكنني أشك في إمكانية استمرار التقسيم في هذا البلد”.

الخلاص من التطرف يكون باجتثاثه

ويطلق من لم تثنه التبدلات ولا الإنكسارات حتى في مرحلة الإجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982 ، موقفاً لافتاً تجاه تنظيم “داعش” فيقول “إنه بدعة خارجية، أحسنوا استغلالها عبر “البروباغندا” لجهة عرض المشاهد المتلفزة،  والتهديدات…. لكن على الأرض ها هي الوقائع  تبرهن عكس ذلك، ولنأخذ مثلاً ما يجري في مدينة كوباني – عين العرب، وكيف صدّ المدافعون عن المدينة الهجمات، قبل التدخل الأجنبي للتحالف الذي أعتبره أيضاً مجرد عراضات عسكرية لا أكثر ولا أقل”.

ويستطرد الفنان الذي ما ترك زنده “الغيتار” منذ خمسة عقود،  ليقول، “أرى أن الخلاص من هذه الحركات المتطرفة يكون باجتثاثها من أساسها لا بالحوار معها كما يدعو البعض، فالعنف لا يقابل إلا بالعنف”.

وعن تأثير هذه الحركات المستقبلي على الأغنية الملتزمة وعلى الفن والإبداع الثقافي والعلمي وغير ذلك، يجيب بكل ثقة: “لا “داعش” ولا التنظيمات المتطرفة تستطيع إسكاتي، وهم يستطيعون ذلك إذا قتلوني فقط (…) لكن هؤلاء لن يقدروا على إسكات الأصوات التي تؤثر في الناس”.

الحلف العالمي الجديد قادم

وفي النهاية، يشدد ابن البيت المناضل القريب من هموم الناس والذي غنى “لكل انسان في هذه الأرض”، على استمرار ية “الشعور الأممي رغم سقوط الإتحاد السوفييتي و”حلف وارسو” (عام 1991) لأن الأحزاب اليسارية في العالم تحولت إلى حركات مناهضة للعنف والعولمة ومدافعة عن البيئة والمناخ، وبرأيي فإن وجوه المشهد تغيرت… لكن الانقسام الطبقي والحضاري بين فقراء وأغنياء وبين دول شمال وجنوب لم يتغير”.

وفي السياق نفسه، يعوّل الهبر على مجموعة دول “البريكس”، ومجموعة “الألبا”، ” كحلف قادم سيغيّر العالم مع روسيا والصين بعد كبح “العنجهية” الأميركية التي ليس لها سبب”.

زر الذهاب إلى الأعلى