تعلمي ياحكومه من النمله

الكاتب الصحفي زياد البطاينه

بعض المسؤولين وكبار الدوله عندما اقابله بالصدفه يبادر بالقول بقرا لك برافو… وياريت اليوم حكومتنا تقرالي لانه بهالزمن ماعاد حد يفكر الا بلقمه الخبز وجره الغاز فقد تحول التفكيرمن فوق لتحت للمعده وحاجه البيت والجوعان بظل جوعان والعريان البرد فاجاه والبردان اله الله والكل يرقب اما سعر مشتقات النفط من خلال تسعيره الحكومة الطلاسم او هل يعيدون النظر بقانون المالكين او الضرائب الخ واليوم ببشر الحكومه انأسعارُ النّفط عالميّاً هبطت لحد ماحد توقعه حد إلى حدودِ خمسةٍوستون دولاراً للبرميلِ الواحد اليوم ، الأمرُ الذي شكّلَ مفاجأةً منَ العيارِ الثّقيلِ، حيثُ لم تصلْ أسعارُ النّفطِ إلى هذا المستوى السّعريِّ المتدنّي منذُ أواسطِ السّبعينيّاتِ منَ القرنِ البائدِ وحكومتنا وعباقرة الاقتصاد فيها والمنظرين والمنبريين كلها نايمه بالعسل وماحد خطر على باله ليش والى متى وشو السبب وانه لازم يتعلم من النمل ويخزن لان الحال جمعه مشمشيه وبكره بولع حتى الغاز فقدوه اليوم ومابعرف هل هي سياسه التجويع جوع كلبك بلحقك وهي تنفق الملايين دون رحمه وتفرض الملايين على الشعب والحسابه بتحسب باسعار البترول والغاز والرغيف وقد كان كله بحبحة فغدى عمله نادره عوده للبترول ولماذا وصل لهذا السعر فاعتقد انه لا يمكنُ تبريرُ هذا الهبوطِ الحادِّ بعواملٍ غيرَ مقنعةٍ كتعدّدِ عملياتِ السّطوِ المنظّمِ للنّفطِ في عدّةِ بؤرٍ ساخنةٍ و، و في مقدّمتِها تنظيمُ داعشَ الإرهابيِّ في سوريةَ و العراقَ و كردستانِ العراقِ و ليبيا. حيثُ لا يمثّلُ المجموعُ التّقريبيُّ لكميّاتِ النّفطِ المسروقةِ او المتفجرة رقماً هامّاً ذو تأثيرٍ حاسمٍ بالرّغمِ من أنّها تباعُ بأسعارٍ رخيصةٍ جداً. بذلكَ يبدو جليّاً بما لا يرقى لهُ الشّكُّ أنَّ أسبابَ،و دوافعَ هذا التّدنّي الكارثيِّ في سعرِ برميلِ النّفطِ يعودُ إلى احتدامِ الصّراعِ، و وصولِهِ إلى مراحلٍ متقدّمةٍ تستنفذُ فيها دولُ الامبرياليّةِ في الغربِ كلَّ وسيلةٍ ممكنةٍ لتسجيلِ نقاطٍ لصالحِها في حربِها العالميّةِ ضدَّ محورِ الشرقِ المقاومِ لمخططاتها فالدّولَ المستهدفةَ من هذهِ المعركةِ النّفطيّةِ هي دولٌ روسيا، إيران، فنزويلا، و العراق. و إذا فنّدنا تداعياتِ حربِ النّفطِ على كلِّ بلدٍ منها على حدةٍ نجدُ أنَّ التّأثيرَ الأكبرَ ربّما سيطالُ فنزويلا، هذهِ الدّولةُ المشاكسةُ، و المناهضةُ للسّياساتِ الأمريكيّةِ، و التي ترتفعُ فيها كلفةُ إنتاجِ البرميلِ الواحدِ إلى مستوياتٍ تفوقُ خمسينَ دولاراً، الأمرُ الذي يشكّلُ ضغطاً هائلاً على الجدوى الاقتصاديّةِ لعمليّةِ استخراجِهِ وصولاً إلى إخراجِ كثيرٍ من شركاتِ الاستثمارِ خارجَ الخدمةِ.‏ أمّا العراقِ فلا تغيبُ عن أذهانِ الجميعِ الحربُ الضمنيّةُ المستمرّةُ بينَ الولاياتِ المتّحدةِ و الحكومةِ الاتّحاديّةِ في بغدادَ حولَ تقسيمِ العراق وفقَ مخطّطِ (بريمر)، الأمرُ الذي تقاومُهُ حكومةُ بغدادَ بكلِّ ما أوتيتْ من قوّةٍ، و باعتبارِ أنَّ النّفطَ يشكّلُ الموردَ الرّئيسيَّ للخزينةِ العراقيّةِ و خاصّةً في واقعِ البنيةِ الاقتصاديّةِ الضّعيفةِ، فإنَّ ضعفَ هذا الموردِ الاستراتيجيِّ يشكّلُ ورقةَ ضغطٍ أمريكيّةٍ هامّةٍ على الحكومةِ الاتّحاديةِ ضمنَ مجموعةِ المحاولاتِ المتواترةِ لإضعافِها و دفعِها نحوَ الفشلِ، و تفكيكِ الجغرافيا العراقيّةِ اما إيرانَ فالهجومُ الاقتصاديُّ هذا مبرّرٌ بشكلٍ واضحٍ في خضمِّ المعركةِ المستعرةِ بينَ واشنطن و طهرانَ، و خصوصاً مع ارتفاعِ حرارةِ مباحثاتِ الدّولِ العظمى معَ إيرانَ حول ملفِّها النّوويِّ، و التي و بذلكَ يكونُ من الطّبيعيِّ لجوءُامريكا صاحبه السياده والقرار إلى استعمالِ كلِّ أوراقِ الضّغطِ الممكنةِ –بما فيها غيرُ الشّرعيَّةِ- لتحسينِ موقفِهِ على طاولةِ المفاوضاتِ.و ربّما كانتْ حربُ النّفطِ الاقتصاديّةِ، و الاستراتيجيّةِ في الآنِ ذاتِهِ موجّهةً نحوَ النّدِّ التّقليديِّ و هو روسيا، في ظلِّ الحربِ الكونيّةِ التي أعلنتْ تحوّلَ العالمِ إلى قطبينِ سياسيّينِ، و بالتّالي اقتصاديّينِ، تقاسمتْ زعامتَهُ كلا الدّولتينِ، و ما تشهده هذه الارض في بؤرِ التّصعيدِ الرّئيسة من بحرِ الصّينِ و أوكرانيا إلى العراقِ و سورية يرسمُ معالمَ هذا النّظامِ العالميِّ الجديدِ. في النّهايةِ يمكنُ القولُ أنَّ حربَ النّفطِ كحربٍ اقتصاديّةٍ تعدُّ من أقسى، و أخطرِ الحروبِ، و خصوصاً في البلادِ التي يشكّلُ فيها موردُ الدّخلِ الأهمِّ. هكذا تحاولُ القوى العظمى بكلِّ ما أوتيتْ من إخضاعَ ما أمكنَ من الدّولِ الممانعةِ لنهمِها الدّمويِّ، و تكبيدِ شعوبِها أبشعَ أنواعِ المآسي و الآلامِ. لكنَّ رياحَ التّغيير، و المعطياتِ الدّوليّةِ الجديدةِ تجري بما لا تشتهي السفن ولاندري الى اين سيصل بنا الحال ولكن الا من عاقل ينظر نظره اقتصاديه بان يتبع خطى النمل فيخزن او يتذكر الفلاحين ايام زمان والاكوارة وغرف التخزين فالاسعار الان متدنيه ولاحاجه لان ننبه بان الوقت يمر والعجله بتلف خزنوا ليوم العازه

زر الذهاب إلى الأعلى