سخونة انتخابات “المهندسين” تبدأ مبكرا

مع اقتراب الموعد الانتخابي لنقابة المهندسين خلال أيار (مايو) المقبل، بدأت اجتماعات وكولسات ولقاءات بعضها في السر وآخرها في العلن، معلنة عن بدء التحضير لانتخابات الدورة 27 للنقابة.
وما يجري داخل وخارج أورقة مجمع النقابات المهنية، يشير إلى أن هنالك سباقا “محموما” للفوز بانتخابات أكبر نقابة مهنية أردنية بين الأطراف المتنافسة ممثلة بالقائمة البيضاء والقائمة الخضراء، إضافة إلى تجمع للمستقلين جاء جديدا وطفا على السطح منذ أسابيع.
وعقدت اجتماعات عدة وما تزال، بهدف الوصول إلى تفاهمات بين منتسبي النقابة لبناء كتلة انتخابية تخوض الانتخابات بعيدا عن القائمتين التقليديتين (البيضاء والخضراء). 
وعلى الرغم من أن أسماء المرشحين ما تزال غائبة عن الأطراف الثلاثة لغاية الآن، إلا أن هنالك حديثا حول التفكير في ترشيح نائب نقيب المهندسين الحالي المهندس ماجد الطباع لمنصب النقيب في الدورة المقبلة.
ويرى مراقبون أن ما أثير حول “دعم جهات حكومية لتجمع المستقلين في النقابة”، والذي عقد اجتماعا موسعا له في أمانة عمان الشهر الماضي، من الممكن أن يحدث “مفاجأة”، خاصة وأن قاعدته في تنامٍ مستمر، مشيرين في ذات الوقت إلى أن القوائم الأخرى تعمل على قدم وساق لتعزيز مواقفها خاصة وأن جميع الملامح تشير إلى معركة انتخابية ساخنة.
التجمع الجديد يشير إلى أنه يأتي حاملا شعار “تجمع الوطن”، باسم “تجمع المهندسين المستقلين”، وأنه جامع للمهندسين بعيدا عن الألوان الانتخابية التي وُضعت بقصد “التفرقة بين أطيافهم السياسية”.
المتحدث باسم التجمع المهندس حسام النجداوي، قال إن النقابة “تسير وفق رؤى ولون واحد، وتيار أوحد منذ سنين، استغل ابتعاد المهندسين عن المشاركة في تحديد الأهداف الحقيقية لنقابتهم وأصبحت نقابة موجهة سياسيا”.
غير أن الحديث الذي أشار إلى أن تجمع المهندسين المستقلين “يعمل تحت مظلة رسمية من قبل الحكومة”، يرفضه النجداوي جملة وتفصيلا، داعيا إلى ضرورة “التنبه إلى أن هذا التجمع لا ينتمي إلي أي حزب وانه يعمل وفق ما يمليه عليه الضمير المهني”.
يأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس القائمة البيضاء في انتخابات نقابة المهندسين الدكتور حامد العايد الاثنين الماضي، أن هنالك محاولات حكومية للتدخل في انتخابات النقابة، في إشارة منه إلى اجتماع عقدته مجموعة من المهندسين العاملين في أمانة عمان وجهت الدعوة له من خلال كتاب رسمي حمل توقيع أمين عمان ومدير الأمانة.
ولفت النجداوي إلى أن التجمع “لا ينتظر توجيهات من أي أحد للعمل”، مؤكدا أنه يهدف إلى تعزيز مشاركة المهندس الأردني مهما اختلف طيفه الحزبي أو السياسي، وتوسيع قاعدة التمثيل النسبي لتشمل جميع الأطياف والألوان الحزبية، إضافة إلى ترجمة البرنامج الانتخابي للتجمع والذي سيوضع في صيغته النهائية خلال الأيام المقبلة.
أما القائمة البيضاء (تحالف الإسلاميين) فدعت بدورها خلال لقاء موسع أقيم أواخر الشهر الماضي، جميع المهندسين إلى المشاركة في الانتخابات وأعلنت عن إطلاق مبادرة تهدف الى توسيع قاعدة المشاركة في ادارة النقابة في المرحلة المقبلة.
وتم خلال اللقاء مناقشة الثوابت الوطنية والقومية والنقابية المشتركة التي يمكن ان تلتقي حولها الفعاليات النقابية.
بيد أن اللقاء الذي لم يسفر حتى اللحظة عن أي نتائج، والذي لم تشارك فيه الاحزاب الرئيسية للقائمة الخضراء (تحالف القوميين واليساريين)، يؤكد أن هناك خلافات عميقة بين التيارات المكونة للنقابة ومن الممكن ان لا تحصل أي تحالفات رئيسية مهمة لدى القائمة البيضاء.
القائمة الخضراء بدورها، شددت على أنها لم تتلق أية دعوة رسمية من نظيرتها “البيضاء” للاجتماع والتباحث حول إمكانية نشوء تحالف وقائمة موحدة معها.
وتعتبر “الخضراء” وفق المهندسن سلمان الحوراني، أن موقف “البيضاء” خلال الانتخابات المقبلة يختلف عن الدورات السابقة، نظرا لوجود تيار جديد مناهض، وحالة من عدم وضوح الرؤى في التفاهمات الجارية، إضافة إلى وجود حديث  عن تدخلات رسمية حثيثة في العملية الانتخابية.
الحوراني شدد على ان القائمة الخضراء بمختلف أحزابها تعمل وفق منظور معين، وهي منفتحة على الجميع ممن يريدون بحث تحالفات، ولكن وفق شروطها الخاصة.
يذكر أن الدورة الانتخابية السابعة والعشرين 2015 – 2018 ستنطلق في شهر شباط (فبراير) من العام المقبل بانتخابات مجالس فروع النقابة في المحافظات، البالغ عددها 11 فرعا وممثليها في الهيئة المركزية.
وتلي انتخابات مجالس الفروع، انتخابات مجالس الشعب الهندسية الست وهي (الكهربائية والمدنية والميكانيكية والكيماوية والمعمارية والمناجم والتعدين) وأعضاء الشعب في الهيئة المركزية في نهاية شهر شباط (فبراير)، تليها انتخابات نقيب ونائب النقيب وأعضاء مجلس النقابة السبعة بداية أيار (مايو) المقبل.
ويشترط قانون النقابة في من يترشح لعضوية مجلس النقابة أن يكون عضوا في مجالس الشعب الهندسية المنتخبة، حيث تمثل كل شعبة هندسية بعضو في مجلس النقابة باستثناء الشعبة الكهربائية والمدنية التي تمثل بعضوين بعد ان تجاوز عدد أعضائها 40 ألف عضو من أصل نحو 118 ألف مهندس ومهندسة.

زر الذهاب إلى الأعلى