ظاهر عمرو يطالب الحكومة بعقد مؤتمر قمة عربي لنصرة “الاقصى”

–  الفقر والبطالة أخطر من “داعش” على الاردن

 

–  من حق الأردن التلويح بالخيار الإيراني لردع كيان الاحتلال

 

–  أميركا والغرب معنيون فقط بأمن إسرائيل وتأمين منابع النفط

 

–  شعوبنا قادرة على صناعة الحياة بدلا من الموت

 

 

أجرى الحوار: وسام نصرالله

 

طالب أمين عام حزب الحياة ظاهر عمرو الحكومة بعقد مؤتمر قمة عربي في العاصمة عمان، لبحث الأخطار المتعلقة بالمسجد الأقصى، مؤكدا ضرورة أن تبقى الوصاية أردنية على “الاقصى”.

وشدد عمرو على أهمية طرح كل الخيارات على الطاولة لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية، بما فيها إيجاد موطىء قدم للإيرانيين في الأردن، لإرعاب كيان الاحتلال وارباك كل حساباته.

ويرى أمين عام “الحياة” أن المواجهات اليومية والعمليات الجريئة في القدس المحتلة، شكلت صدمة للإحتلال والمستوطنين، مؤكدا أن مصائبنا في المنطقة لن تنتهي إلا بزوال الكيان الصهيوني عن الوجود.

ويعتبر عمرو أن الولايات المتحدة والغرب في مواجهته ل”داعش” غير معني بمصالح العرب والمسلمين، وإنما الحفاظ على أمن إسرائيل وتأمين منابع النفط.

إلتقينا أمين عام “الحياة” ظاهر عمرو، وتاليا نص الحوار:

 

*كيف تقرأ الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القدس المحتلة والمسجد الأقصى تحديدا؟

 

إن الكيان الصهيوني استغل حالة الوهن التي يعيشها العالم العربي لتنفيذ جريمته بحق أهلنا في فلسطين المحتلة، وهذا ما لاحظناه في الاشهر الاخيرة من العدوان الصارخ على قطاع غزة واستشهاد واصابة 13 الف فلسطيني وتدمير عشرات آلاف المنازل وكامل البنية التحتية للقطاع، مرورا بحركة الاستيطان المكثفة في الضفة الغربية والقدس المحتلة تحديدا، وصولا للإعتداءات اليومية المتكررة على المسجد الأقصى وتدنيسه من قبل جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين بشكل شبه يومي.

ونحن نعلم أن اليهود في فلسطين المحتلة لديهم استراتيجية تقوم على إقامة هيكلهم المزعوم مكان المسجد الاقصى، لذلك نرى التصعيد اليومي المستمر من قبلهم، لاختيار اللحظة المناسبة لتنفيذ مخططهم بتدمير “الاقصى”، ولاحظنا أن الممارسات العدوانية من قبل الاحتلال ومستوطنيه ازدادت بشكل كبير بعد العدوان الاخير على قطاع غزة، بسبب ردود الفعل العربية الباهتة، والتي لم تستطع ان تفعل شيء لوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني، وهنا اعتقد الكيان الصهيوني أن الفرصة سانحة لتصعيد جرائمه في القدس المحتلة.

لكن في الحقيقة ماحدث كان على عكس التوقعات الاسرائيلية، من حيث المواجهة اليومية والتصدي الذي يخوضه ابناء القدس المحتلة ضد جيش الاحتلال وشرطته وقطعان المستوطنين، تلك المواجهات إضافة الى العمليات الجريئة المتمثلة بالدهس والطعن، اربكت حسابات العدو، ودفعته لاعادة حساباته من جديد، وتأجيل مخططاته بتدمير “الاقصى” في الوقت الراهن.

 

*وماذا عن ردود فعل السلطة الفلسطينية، هل ترى أنها كافية ؟

 

في الحقيقة ان موقف السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس، والردود الرسمية لها حول مايحدث في مدينة القدس المحتلة، كان محبطا ولايرتقي لمستوى الحدث والاجرام الاسرائيلي.

كما أن الانقسام الفصائلي بين أكبر تنظيمين فلسطينيين “حماس وفتح”، وحالة الانشطار بين الضفة الغربية وغزة، أسهم بشكل كبير بضعف الموقف الفلسطيني الرسمي، وهنا أحمل “السلطة” مسؤولية حالة الانقسام، لأنه المسؤول الأول عن اعادة اللحمة بين جميع فئات الشعب وتوحيد الموقف لمواجهة الاستحقاقات الدولية والرسمية، لكبح ووقف جنون كيان العدو والمستوطنين.

 

*وماهو الموقف المطلوب أردنيا، في ظل الوصاية على المسجد الاقصى، خاصة وأن البعض يتحدث عن تقصير اردني بهذا الاتجاه ؟

 

 

باعتقادي أنه من الواجب والحكمة والضروره ان تبقى الوصاية الاردنية  كما هي لأننا الأقرب والأقدر، ولكن بتفويض من العرب المسلمين والمسيحيين، حتى لا يتحمل جلالة الملك عبدالله الثاني هذا العبء الجسيم والخطير لوحده.

لذلك أطالب الحكومة بعقد مؤتمر قمة عربي في عمان وبأسرع وقت ممكن لبحث الأخطار المتعلقة بالمسجد الأقصى وبمنح التفويض المطلوب لجلالة الملك، وأن تكون قراراته واجتماعاته معلنة وفي حال عدم استجابة لهذا المطلب يطلب الأردن عقد قمة مع ايران وتركيا في الأردن وأن تطالب الدول الثلاث بعقد مؤتمر قمه اسلامي، مسيحي، دولي في عمان من اجل القدس والمقدسات لتتحمل كل دولة مسؤوليتها عن ذلك، وحتى يقف الجميع صفاً واحداً امام هذه الخطر الداهم في المحافل الدولية وأن يقدموا الدعم للقدس والمقدسات حتى يعرف هذا العدو الصهيوني حدوده وأن هناك خطا أحمر له يجب عدم تجاوزه.

وفي حال لم يحدث هذا الإجماع الموحد فلا يلام العدو الصهيوني على أعماله وإجرامه (لأن المال السائب يشجع الناس على السرقة) ومن ساب ماله يتحمل مسؤولية سرقته.

 

*نلاحظ من حديثك التعويل على ايران وتركيا، لوقف الاعتداءات الاسرائيلية، على ماذا تستند بذلك ؟

 

اتحدث عن ايران وتركيا كونهما دولتان تمثلان الشيعة والسنة، وبالتالي بامكانهما توحيد الموقف الاسلامي، وضمان عدم حدوث انقسامات كالتي نشهدها في العالم العربي.

 

*تحدثت سابقا عن ضرورة ايجاد موطىء قدم للايرانيين في الاردن، فسر لنا موقفك هذا ؟

 

في اللحظة التي يضرب فيها الكيان الصهيوني كل المواثيق والاتفاقيات الدولية بعرض الحائط، ويهدد بشكل فعلي بتدمير المسجد الاقصى الذي هو فعليا تحت الوصاية الهاشمية والاردنية، فإنه من حق الاردن طرح كل الخيارات على الطاولة بما فيها الوجود الايراني، الذي يشكل هاجسا و”بعبعا” للاسرائيليين، كون الاردن يقع على أكبر خط حدود مع الاحتلال يصل الى اكثر من 500 كم.

وبالتأكيد سيشعر الاسرائيليون وقتها أنهم أمام شيء مختلف وجديد لم يعهدوه بالسابق.

وادخال ايران الى المنطقة وهي جزء من العالم الاسلامي، سيشكل رافعة معنوية كبيرة للوقوف بوجه المخططات التدميرية الاسرائيلية.

 

*هل إيران بتلك القوة التي تخولها للوقوف بقوة أمام التمدد الإسرائيلي ؟

 

هناك عدة اسباب تدفعني للاعتقاد بقوة الايرانيين ومنها، دولة يتكلم عنها رجل واحد ولها ارادة حرة وتستطيع التعبير عن مصالحها بكل وضوح، إضافة إلى امتلاكها لسلاحها الذي تصنعه بنفسها بعيدا عن الضغوط الخارجية، ووجود الولي الفقيه الذي يلتزم معظم الشيعة بما يقوله او يفتي به، فنرى السيد حسن نصرالله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، والسيستاني في العراق، والمعارضة “الشيعية” في البحرين، والتي كلها لاتخرج عن كلام الولي الفقيه.

 

*ماهو موقفكم من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ومشاركة الاردن بالتحالف الدولي ضده ؟

 

لايوجد عاقل في الدنيا من الممكن أن يكون مع اي تنظيم يمارس القتل والجرائم البشعة بالصورة التي تصلنا، لكن هنا نحن لانعرف ان كانت هذه الصورة حقيقية أم لا، لأننا نتلقى الاعلام من طرف واحد.

وهنا اقول اين كل الدول التي تتحالف لضرب تنظيم الدولة المسمى “داعش” سابقا من الجرائم الاسرائيلية الممارسة بحق الشعب الفلسطيني، لذلك باعتقادي أنه على الصعيد الاردني هناك داعش الذي يواجهه التحالف الدولي، مقابل داعش الاردني الذي يساوي الفقر والبطالة والحالة الاقتصادية السيئة، وعدم اعطاء المواطنة للجميع والاحساس بالظلم عند فئات معينة في المجتمع الاردني.

وبتصوري ان الولايات المتحدة ليست حريصة على مصالح العرب والمسلمين، بل هي حريصة على مصالحها المتعلقة بمسألتين مهمتين، الاولى ضمان امن وحماية اسرائيل، والثانية ضمان استمرارية تدفق النفط.

لذلك باعتقادي “داعش” التي يواجهها التحالف لاتأثير لها علينا في الاردن، لان السياسة الاردنية التي تتماها مع السياسة العالمية، ومن هنا هذا التحالف غير معني بأي فلتان أمني في الاردن لضمان أمن وحماية اسرائيل.

والتأثير الأكبر والاخطر علينا هو “داعش” الفقر والبطالة والحالة الاقتصادية المتعثرة، تلك القضايا التي تؤثر على مجتمعنا من الداخل وتهز نسيجه.

 

كيف برأيك يمكن مواجهة داعش ؟

 

محاربة داعش يكون من خلال الفكر الاسلامي المعتدل، الذي اعتقد انه يتمثل بحركة الاخوان المسلمين، الذين انشقت عنهم الحركات المتطرفة لاعتدالهم.

وباعتقادي ان وجود الكيان الصهيوني في المنطقة، لم يترك للناس اي عقل، لذلك لن تنتهي مصائبنا إلا بزوال دولة الاحتلال ككيان عنصري استعماري.

 

*رغم كل الخراب الذي نعيشه في المنطقة، هل هناك بصيص أمل أو ضوء للخروج مما نحن فيه ؟

 

نعم، أنا متفائل لسبب مهم، أن كل تلك التنظيمات والحركات التكفيرية في المنطقة مزيلها إلى زوال لأن شعوبنا حية وقادرة على صناعة الحياة بدلا من الموت، كما أن الكيان الصهيوني كما قلت سابقا لن يدوم وسيزول لأن الدول بنظري تنهار لسببين: أولهما البذخ الزائد وثانيهما التكبر والاستكبار والطغيان، وهذا كان مصير النازية، وسيكون مصير كيان الاحتلال.

 

 

  

زر الذهاب إلى الأعلى