“عقل بلتاجي” .. من درب الحرير الى صناعة السياحة

ابتدعت عائلة البلتاجي درب حرير خاصا بها ,بعكس درب الحرير الذي يشطر أسيا من اقصاها الى اقصاها، فدرب حرير ال بلتاجي كان من المنصورة الى سهول فلسطين في عسقلان وغزة.  في العام 1898 تحول المصري صانع الحرير الى فلسطيني، في رحلة بحث عن ملاذ امن لدودة القز التي اصيبت في دلتا مصر بامراض افنت معها المواسم كلها وهكذا اصبح جد عقل بلتاجي غزيا فلسطينيا. 

 

ولد عقل في 10 / 2 / 1941 في غزة ،وعاش مطلع طفولته ودرس الابتدائية في» بيت دجن» التي انتقلت اليها عائلته المكونة من ستة اخوة و خمس اخوات مع والده الذي كان يعمل ضابطاً في الشرطة ويتقن ثلاث لغات، وفي عام 1948 خرجت الاسرة من بيت دجن في رحلة استمرت ثلاثة ايام الى ان حطت رحالها في الخليل و بعد سنة صعبة قضاها الأب دون عمل صمم ان يبدأ مجددا بتوفير التعليم للاولاد والبنات و العودة للتجارة مهنة اجداده ، فكانت عمان محطته الاخيرة و انطلاقته في العام 1949 حيث بدأ العمل بالتجارة مع عدد من زملائه امثال محمد الخراط والصبان والزميلي والحايك.

 

 واكمل بلتاجي تعليمه الثانوي في مدرسة الفرندس الامريكية بالقسم الداخلي بـ رام الله، ما اكسبه أفضل المهارات في جو تعليمي منضبط صقل شخصيته. 

 

ويقول بلتاجي انها مرحلة ادخلته الى عالم جديد من الموسيقى العالمية الكلاسيكية و العربية الاصيلة بمقاماتها ، نمّت لديه ملكة الاذن الموسيقية والغناء فهو امتداد جيني لعائلة انتجت ام كلثوم سيدة الغناء العربي احدى بنات عمومته ، ويقول « في السيارة اسمع القرآن والموسيقى الكلاسيكية و افضل بعض القطع الموسيقية لموزارت وتشايكوسفكي.»

 

 وبقي بلتاجي يمارس هوايته بالغناء في جلسات الأصدقاء الا انه غنى ذات مرة برفقة الرئيس الصيني ويقول : «في الصين غنيت مع الرئيس الصيني ، عندما كنت مع الوفد المرافق لجلالة الملك عبدالله في اول زيارة رسمية له الى الصين عام 1999 وحين غنى زيمين لجلالته اغنية باللغة الانكليزية ودعاه لمشاركته بالغناء ، فأجابه انني اتيتك بالشخص المتخصص وهو وزير السياحة، وفعلا شاركته مع الجوقة الموسيقية. 

 

 تخرج بلتاجي عام 1959 بتفوق فحصل على بعثة من جامعة وتييركولج في كاليفورنيا والتي تخرج منها الرئيس نيكسون و لم يلتحق بها بسبب خوف والدته من ان تبتلعه الغربة كما ابتلع الموت شقيقه الاكبر ، لذلك تعاونت ادارة جامعة ايرلهام كولج في اوهايو معه بتوفير برنامج خاص لمتابعة دراسته افي اصول التعليم والذهاب الى امريكا في الصيف فقط ، اضافة الى التدريس في مدرسة الفرندز بإشراف اساتذة معتمدين من الجامعة ، فحصل على الدبلوم العالي ، ومن ثم اصبح المشرف على القسم الداخلي في المدرسة. 

 

لم تفلت السينما من طموحات الشاب عقل اذ عمل في فيلم لورنس العرب عام 1961 مساعد مخرج عندما صورت بعض اللقطات في وادي رم ، لكنه عزف عن هذه المهنة طلبا للمال في مرحلة النهوض النفطي.

 

 لم يمض وقت طويل بعد حصوله على الدبلوم حتى التحق مباشرة في شركة ارامكو بالسعودية مع احد اشقائه عام 1962 ، وبقي في ارامكو الى عام 1967 حيث التحق بعدها بوزارة الدفاع للعمل بالقاعدة الجوية والمساعدة في مشروع التوطين في الطيران المدني ووزارة الدفاع. 

 

 عمل بلتاجي مذيعا في التلفزيون الاردني عام 1969 وفي الملكية الأردنية حتى وصل الى ثاني اعلى موقع وبقي فيها لمدة ثمانية وعشرين عاما. 

 

 لم يكن ليسعى الى حقيبة السياحة رغم اهليته لها وفي العام 1997 تسلمها لخمسة اعوام كاملة بعد ان كان مستشاراً بالديوان الملكي، وكل من اتوا بعده اقتفوا اثره اذ انه كان بالفعل مؤسسا لوزارة السياحة على الاسس العصرية الحديثة.

 

ومن مآثره اعادة الحياة لمغطس السيد المسيح اذ يقول:»عندما استلمت حقيبة السياحة تفاجأت بوجود حفريات واثار في وادي خرار وبعض المواقع القريبة على ضفة النهر الشرقية، فشكلت لجنة لمتابعة الموضوع ، وجدنا البوادر عام 1998 ، ففاتحت الملك الحسين و انتدبني لزيارة البابا بولس الثاني وابلاغه بما توصلنا اليه بخصوص المغطس ووجوده شرقي النهر، وسلمته ملفا يخص الموضوع ، فعين ثلاثة كرادلة لمتابعة الموضوع و التحقق منه ، وبشهر ايلول عام 1999 قدمنا ادلة على وجود المغطس والمواقع مصورة ، وجاء البابا عام 2000 . 

 

لم ينجح بلتاجي في العقبة الخاصة كما نجح في السياحة ذلك لأنه كلف بمهام غير تلك التي يعرفها العامة وهي تهيئة العقبة لاستقبال القادم ،فاقترح ان يجري تقسيم العقبة الى منطقة خاصة وشركة للتطوير وعزا خروجه من المنطقة الخاصة لاسباب صحية اذ دخل في عملية قلب مفتوح الزمته الفراش ستة اشهر مما الزمه ان يخلي موقعه في تلك الفترة. 

 

 شاركته « نوار» ابنة الكاتب الراحل حسني فريز، أحلامه وأفراحه في حله وترحاله،فكان ليث وقيس ثمرة زواج بعد «استلطاف» كما يسميه عقل ،ولـه من اسمه كل النصيب ،فقد أبدع وترك بصمات واضحة حيثما تبوأ منصبا وليس غريبا ان يسمى المغطس بـ «مغطس عقل» فقد شغل عضوية مجلس الاعيان لأربع دورات متتالية و حاز اوسمة محلية ودولية وعربية تفوق العشرة

– See more at: http://enjaznews.com/details.aspx?id=6492#sthash.sIZPwHcL.dpuf

زر الذهاب إلى الأعلى