الذكرى الـ 11 على رحيل فدوى طوقان

تحل الجمعة الذكرى الـ 11 على رحيل الشاعرة والأديبة الفلسطينية فدوى طوقان، والتي رحلت عن عالمنا مساء السبت 12/12/2003 عن عمر يناهز 86 عاماً. وتعد فدوى طوقان ” أحد أضلاع المثلث الشعري العربي إلى جانب نازك الملائكة وسلمى الخضراء الجيوسي”، حسب ما وصفها الشاعر الفلسطيني محمود درويش.

ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرا غير مستحبّ، فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها، واضطرت إلى الاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها.

أصل عائلتها من تل طوقان بين حمص وحماه، ومعظم عائلات نابلس من أصول سورية، حتى دُعيت هذه المدينة بـ “دمشق الصغرى”، وهم تجار ناجحون ومحافظون معا.

وقد ظل شقيقها إبراهيم طوقان، حتى ثلاثينيات القرن العشرين، يكتب على رسائله من بيروت عبارة: “الجامعة الأمريكية ـ بيروت ـ سوريا”.

ومن هذه العائلة لمع قدري طوقان وإبراهيم طوقان وأحمد طوقان (رئيس الوزراء الأردني الأسبق) ونمر طوقان وفواز طوقان وجعفر طوقان وعريب طوقان والملكة علياء طوقان وآخرون.

خلعت والدتها حجاب رأسها في ثلاثينيات القرن المنصرم، وكانت تلك خطوة جريئة في مدينة محافظة، وفي عائلة متمسكة بالتقاليد.

وعلى الرغم من أن رحمي طوقان، عم فدوى، كان ماركسيا إلى حد ما، وعلى الرغم من جرأة والدتها، غير أنها لم تتمكن من بسط جناحيها إلا بعد النكبة، تقول: “مع انهيار السقف الفلسطيني عام 1948سقط الحجاب عن وجه المرأة النابلسية، وكانت قد كافحت طويلا لتتحرر من ملاءتها التقليدية ومنديلها الأسود الكثيف”.

شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها، إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر، فاستطاعت نشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية، وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.

موت شقيقها إبراهيم ثم والدها ثم نكبة 1948، جعلها تشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينيات، وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948.

كانت النقلة المهمة في حياة فدوى هي رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي، والتي دامت سنتين، فقد فتحت أمامها آفاقا معرفية وجمالية وإنسانية، وجعلتها على تماس مع منجزات الحضارة الأوروبية.

وبعد نكسة 1967 تخرج الشاعرة لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها، فتشارك في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال، وتبدأ عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته.

و أصدرت فدوى طوقان ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: “وحدي مع الأيام” الذي صدر عام 1952، ” (وجدتها”، “أعطنا حبا”، “أمام الباب المغلق”، “الليل والفرسان”، “على قمة الدنيا وحيدا”، “تموز والشيء الآخر” و”اللحن الأخير” الصادر عام 2000، عدا عن كتابيّ سيرتها الذاتية “رحلة صعبة، رحلة جبلية” و”الرحلة الأصعب”.

وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية في بلدان وأقطار متعددة.

زر الذهاب إلى الأعلى