الأردن …حزام ناري وحمى داخلية !!!

محمود العدوان

المملكة الأردنية ..ما بين نارين خارجية وداخلية تتمثل الخارجية بالحزام الناري الذي تدور رحاه بالتداغيات الحاصلة بالدول المجاورة وبعض الدول العربية ،والازمات الناتجة عن اٍستقرارعذه الدول التي تخوض حروبا داخلية وخارجية مثل سوريا التي ترزح تحت عدة جبهات داخلية وخارجية ،تتمثل بالطائفية والعقائدية التي تحاول السيطرة عليها حكما وعقيدة.

وهناك الساعين من الخارج لتغير ملامح الدولة وتفكيكها ،لضمان السيطرة عليها وعلى كل مقوماتها وتسخير شعبها لرغباتهم.. ومن منطلق عقائدي وطائفي،ومنهم من يحاول الوصول لسدة الحكم من خلال بعثرة اوراق المجتمع السوري الواحد،واللعب عل أوتار “الحرية المسلوبة” أيام حقبة حكم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد..وما نتج عن هذه الحرب الأهلية والطائفية وجراء الهجرة القسرية والطوعية للشعب السوري الشقيق الى المملكة الأردنية ،بات مؤثرا جدا في الجسد الأردني الذي اكتوى بالنار الاٍقتصادية والتزاحم السكاني وازدياد البطالة وارفاع نسبة الانحلال الاخلاقي .

ولا ننسى الهجرة العراقية من براثن الصراعات الدائرة في العراق الشقيق أيضا،الى المملكة الأردنية والتي لاتختلف عن ما يجري على الساحة السورية، ولا تختلف أيضا باهدافها وتبعياتها من تطرف ديني وعرقي عن الثورة السورية ،فسوريا والعراق سمحتا بتكوين ودخول ما يسمى “بدولة الخلافة في الشام والعراق” واٍجتذاب جبهة النصرة اليهما وتدخل حزب الله الذي يعتبر خارج المعادلة للمكنون السوري بشقيه الشعبي والنظام..وما تصنعه “داعش” بالعراقيين شيعة ومسيحيين باٍسم الاسلام البعيد كل البعد عن هكذا صنيع وهو تشويه صارخ للاسلام والمسلمين، وما ينتج عنه أيضا الهجرة للاردن ،مشكلة ورقة أخرى ضاغطة على الخاصرة الاردنية،وتأثير بليغ في المجتمع الأردني تؤزم الوضع الداخلي له من حيث الاقتصاد والمناخ المعيشي بشتى المجالات.. وهناك مايجري على الساحات المصرية والليبية والتونسية واليمنية التي بدورها تتجه الى التأثير بالواقع الأردني.

ومشكلتنا العظمى القديمة الحديثة التي هي جل الاْلم في الخاصرة الاْردنية وهي القضية الفلسطينية والمقدسات الاٍسلامية التي تواجهها المملكة الأردنية ،وفلسطين الحبيبة التي هي الم وسؤلية كل العرب والمسلمين وعتى الوجه الاْخص الاْردن،وسبل حمايتها وتحريرها والحفاظ عليها عربية اسلامية..ونقاذها من المخطط الصهيوني الحديث الاٍعتراف بيهودية دولة اسرائيلعالميا.

الوضع الفلسطيني المؤلم والمؤثر جدا بالخاصرة الاردنية والشعب الاردني ،يؤرق باٍستمرار الداخل الاْردني على كافة المحافل السياسية والأقتصادية والأمنية . ولا ننسى بأن هناك مخططات جديدة تدور بالخفاء تعمل عتى النزوح من الجانب الفلسطيني للاردن عن طريق اٍعطاء الجنسيات ك (حالات اٍنسانية أو اٍستثنائية أوتلقي العلاج طويل الأمد أو السماح للاْزواج الفلسطينيين المتزوجين بأردنيات بالمكوث بالمملكة الى ما شاء الله مع التسهيلات الممنوحة لهم ولاْبنائهم من الاْردنيات) حسب ما شرع وأقر القانون الأخير حصول أبناء الأرديات على ميزات العلاج والتعليم والعمل دون الحصول على رقم وطني.

فهذه المعطيات دوما تشكل الالم الشديد بالخاصرة الاْردنية والذي لا نستطيع الاٍستغناء عنه (فلسطين)… حقيقة ما ذكرنا وغيره من ما يجري عتى الساحات العربية البعيدة والمجاورة خصوصا تشكل حزاما ناريا حول المملكة الأردنية.. أم الحمة الداخلية التي تستعر نيرانها في أحشاء الدولة والمجتمع المحلي ،فهي كثيرة تتلخص في الأمور السياسية والاٍقتصادية والمجتمع المحلي الذب بات يعتمر قبعة الاٍعتصامات والحراكات الشعبية على سبيل سياسي واجتماعي واتأثيرات ذات الطابع الحاد للطرفين وهو اٍرتفاع الأسعار الجنوني واٍزدياد حجم البطالةبين أفراد المجتمع وخصوصا الشباب والمثقفين بينهم..مما يدفعهم لخوض المعاركالحراكية ضد الدولة واٍرتفاع بوتيرة الاْصوات المنادية بتغير السلوك الحكومي للخلاص من ما يعاني الشباب والمجتمع على حد سواء،من بطالة سافرة وعدم تكافؤ الفرص وتفشي الشللية والمحسوبية أدى الى الكثير من المشكلات الاْجتماعية في الأداء والسلوك العام،الأمر الذي تمخض عنه الكثير من ارتكاب للجرائم والجنح ودفع بالشباب خصوصا لتناول المشروبات الروحية وتعاطي المخدرات ،التي باتت تقض مضاجع المجتمع الاْردني ،ويضيف عبئا أخر على الدولة والأجهزة الأمنية والرقابية.

بات الاِردن كدولة والمجتمع من أن يتحول الأردن من منطقة عبور الى منطقة تعاطي واٍتجارلاسمح الله . حيث أنه مع هذا بدأت تتفشى ظاهرة غريبة على المجتمع الاْردني وهي تعاطي البعض للرذيلة والزنا بين فئات عمرية شبابية وغيرهامن أبناء المجتمع الأردني وبين المتواجدين على أرض الاردن من الجنسيات الاْخرى،وهي بشكل عام أمور تعتبر دخيلة على المجتمع الأردني وغير مستحبة ويحرمها الدين. كلنا نسعى الى تكاتف الحهود على المستوويين المجتمعي والحكومي لنبذ محاربة مثل هذه الأمور وعدم السماح بتناميها بين ظهرانينا وفقدان البوصلة الأخلاقية للمجتمع والتغول على الاٍنسانية.

المجتمع الأردني يعول الكثير الكثير على الحكومة والقضاء بتفعيل وتسريع “عقوبة الاٍعدام” وتفعيل قانون منع انتشار الاسلحة ومكافحة الجريمة وتشديد وتغليظ العقوبات على مرتكبي جرائم التحرش الجنسي والمخدرات..وايجاد حلول جذرية لمحاربة البطالة ،من حيث اٍقامة المشاريع التنموية المستدامة فاعلة للدولة والمجتمع ونبذ المحسوبية القائمة على حساب الأخرين…!! والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه””

زر الذهاب إلى الأعلى