دفن جثماني منفذي “هجوم الكنيس” خارج القدس.. ومستوطنون يقتحمون مقام “يوسف”

قررت الحكومة الإسرائيلية، مساء الأربعاء، عدم تسليم جثماني منفذي عملية الهجوم على كنيس يهودي في القدس، ودفنهم خارج المدينة بمعرفتها.

وقالت القناة السابعة الإسرائيلية، مساء الأربعاء، إن “الحكومة الإسرائيلية قررت ، دفن جثماني الشابين غسان وعدي أبو الجمل خارج مدينة القدس بمعرفتها، في خطوة لردع الفلسطينيين عن شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية”.

وكان خمسة إسرائيليين قتلوا، وأصيب سبعة آخرين في هجوم نفذه غسان وعدي، وهما أبناء عمومة، صباح الثلاثاء، في كنيس يهودي بمدينة القدس، قبل أن يستشهدا برصاص الشرطة الإسرائيلية.

وعادة ما تقوم إسرائيل بدفن من تقرر عدم تسليمهم إلى ذويهم في مقابر تطلق عليها “مقابر الأرقام”، تابعة للجيش الإسرائيلي، حيث يوضع على كل قبر رقما للدلالة على صاحبه.

وكانت إسرائيل سلمت مطلع السنة الجارية عددا من الجثامين الفلسطينية التي مكثت في مقابر الأرقام لسنوات طويلة لذويها.

ورفض قاضي المحكمة المركزية في القدس، في وقت سابق الأربعاء، تسليم جثماني المقدسيين غسان وعدي أبو الجمل، حتى “يتضح رأي المستوى السياسي بشأن تسليم جثمانهما”.

وقال محمد محمود، محامي مؤسسة الضمير الحقوقية الفلسطينية (غير حكومية) في بيان صادر عن المؤسسة، “رفضت المحكمة المركزية في القدس الاستئناف على قرار محكمة الصلح الذي صدر يوم أمس، والقاضي بعدم تسليم جثماني غسان وعدي إلى ذويهما”.

وأضاف محمود أن “قاضي المحكمة المركزية وافق على طلب المخابرات الإسرائيلية بعدم تسليم الجثث بسبب مواصلة التحقيق  في العملية، وأن مصير الجثث يجب إصداره من القيادة السياسية الإسرائيلية”.

وأشار البيان إلى أن القاضي طالب أن يكون القرار بهذا الشأن “مستعجل”.

وكانت أسرتي غسان وعدي أبو جبل تقدمتا بطلب لإستلام جثمانيهما، لكن المحكمة رفضت القرار.

وتشهد الأحياء الفلسطينية في كل من القدس الشرقية، والضفة الغربية، مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية، منذ عدة أشهر، احتجاجاً على السياسات الإسرائيلية، والاعتقالات شبه اليومية في صفوف الفلسطينيين، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين.

وعلى خلفية تصاعد اقتحامات المستوطنين لساحات الأقصى، نفذ فلسطينيون، مؤخراً، عدة عمليات ضد إسرائيليين، في القدس والضفة الغربية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، كان آخرها الثلاثاء عندما نفذ فلسطينيان هجوماً على كنيس يهودي، بالقدس الغربية، أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين، وإصابة آخرين.

اقتحام “النبي يوسف”

وأدى مئات المستوطنين، فجر الخميس، طقوساً دينية (صلوات تلمودية)، في مقام “يوسف”، الواقع في حي بلاطة، بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، بحسب شهود عيان.

وأفاد شهود عيان أن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت الحي، فجراً، وأغلقته بشكل كامل، وسمحت لحافلات إسرائيلية بنقل مئات المستوطنين للمقام، حيث أدوا طقوساً دينية، استمرت عدة ساعات.

وأضاف الشهود، أن عشرات الشبان الفلسطينيين رشقوا المركبات الإسرائيلية بالحجارة، والعبوات الفارغة، فرد الجيش بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي ما أدى إلى إصابة العشرات من الشبان بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز، تمت معالجتهم ميدانياً.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قبل الجانب الإسرائيلي حول هذا الموضوع.

ويعتبر اليهود مقام “يوسف” مقامًا مقدسًا منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967.

وحسب المعتقدات اليهودية، فإن عظام النبي يوسف بن يعقوب، أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان، لكن عددًا من علماء الآثار نفوا صدق الرواية الإسرائيلية، قائلين إن عمر المقام لا يتجاوز بضعة قرون، وإنه مقام (ضريح)  لشيخ مسلم اسمه يوسف دويكات.

زر الذهاب إلى الأعلى