سقوط ربيع الإسلام الأمريكي

د. موفق محادين

تتساقط أحجار دومينو الإسلام الأمريكي، الواحد بعد الآخر، وعلى نحو مدو أيضا، فمن سقوط حكم مرسي في مصر، إلى سقوط جماعة الغنوشي في تونس – إلى سقوط جماعات الحلف العثماني – القطري – الإخواني في اليمن.

وها هي ليبيا على الطريق بعد تراجع عصابات الإسلام الأمريكي في بنغازي، ويبدو أن أشهرا قليلة تفصل ليبيا عن تحرير طرابلس من هذه العصابات.

والمهم أن هذا السقوط الذي أوقف عجلات المشروع الأمريكي – العثماني الإسلاموي في بقية البلدان سينعكس في ارتدادات سريعة على مشغلي هذا المشروع من أمريكان وصهاينة ورجعيين.

وأيا كان الموقف من هذا المشروع ومن سورية، فمما لا شك فيه أن تعثر هذا المشروع في سورية، كان واحدا من الأسباب المهمة التي أطلقت العد العكسي لنهايته.

أما المؤسف في كل ذلك أن ربيع الإسلام الأمريكي أدخل الأمة في فظائع دموية إجرامية لا مثيل لها في التاريخ وكبد العرب ما لا يقل عن نصف مليون قتيل وملايين الجرحى والمشردين، ناهيك عن تدمير البنى التحتية في العديد من البلدان العربية، حيث دمرت آلاف المدارس والمستشفيات وغيرها، ونهبت المصانع والموارد المختلفة.

وما هو أسوأ من ذلك إطلاق الجماعات المتوحشة الهمجية من فالقي الهامات وقاطعي الأعناق وهاتكي الأعراض ومعظمهم من نزلاء السجون لقضايا جنائية، الذين جرى إعدادهم عبر فتاو ومنابر معروفة لهذه الغايات الإجرامية.

وقد حدث كل ما حدث بالمجان تقريبا. ودون أن تتقدم قوى المعارضة الوطنية التاريخية خطوة واحدة، وأقصد القوى القومية واليسارية فيما صار الوضع العربي اليوم بين خيارين:

الأول: عودة الدولة العميقة في مصر وتونس واليمن وهي على أية حال دولة مزدوجة الملامح والسمات، فهي تاريخية وتمتلك نواظم مركزية ضرورية لوحدة الدولة والمجتمع – وهي من جهة أخرى دولة محافظة.

الثاني: الجماعات التكفيرية الهمجية التي تمثل أبشع حالات التخلف والمرض الطائفي، ويكفي أنها تتحرك في سورية إما بدعم الموساد الصهيوني في جبل الشيخ والجولان واما على إيقاع الأجندة العثمانية الطورانية.

زر الذهاب إلى الأعلى