تقديرات: 500 أردني يقاتلون مع “داعش”

تؤكد مصادر التيار السلفي “الجهادي” الأردني وخبراء أن جبهة النصرة، التي تقاتل ضد النظام في سورية، تستقطب النسبة الكبرى من أعضاء “التيار الأردني”، الذين التحقوا بالقتال في سورية والعراق، خلال السنوات القليلة الماضية، فيما بات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” نقطة جذب لأعضاء من هذا التيار في الآونة الأخيرة فقط، خاصة بعد أن بسط نفوذه على مناطق واسعة في البلدين الجارين.
وفيما يعيد محللون وسياسيون تزايد التحاق مقاتلين سلفيين عربا وأجانب بتنظيم “داعش” أخيرا الى أسباب “عقائدية” واستجابة لدعاية التنظيم الدموي بـ”الدفاع عن أهل السنة في وجه نظامي الحكم في العراق وسورية”، فإن منظرين من التيار لا يستبعدون أيضا العامل المادي والمالي، في تفسير تزايد الإقبال على “داعش”، خاصة بعد أن أعلن أميره “أبو بكر البغدادي” إقامة “دولة الخلافة في العراق والشام”، وزيادة مداخيله المالية.
كما دفعت قيادة الولايات المتحدة لحلف دولي للحرب على الإرهاب، مستهدفة بالدرجة الأولى تنظيم “داعش”، المتهم بارتكاب جرائم بشعة بحق المدنيين بمختلف شرائحهم، الى تزايد التأييد بين صفوف مناصري التيار “الجهادي” في العالم له.
ويقول قيادي سلفي أردني إن الدافع المادي ربما كان جاذبا “مهما” أيضا للالتحاق بـ”داعش”، وأكد أن “البغدادي أمر بصرف مبلغ 60 ألف دولار أميركي، لكل قائد عسكري ومسؤول شرعي بالتنظيم، كعيدية قبيل عيد الأضحى الماضي، ناهيك عن الرواتب التي يتقاضاها مقاتلو التنظيم”.
ويضيف أن تنظيم الدولة عندما بسط نفوذه العسكري على عدد من المدن في العراق وسورية “استطاع أن يغنم أموالا ونفطا، وقام ببيع النفط بأسعار تفضيلية، وبالتالي فإن الإمكانات المالية له باتت متميزة، عن غيرها لدى باقي التنظيمات، وساعدته على فرض نفوذه في المنطقة، وتسهيل وصول المقاتلين إليه”. 
والتحق أكثر من ألفي مقاتل من التيار السلفي “الجهادي” الأردني، منذ انطلاق الأزمة السورية في آذار (مارس) 2011 بعدد من التنظيمات التابعة للقاعدة، وتنظيم (داعش)، حيث كان نصيب الأخير حتى الأن نحو 500 مقاتل أردني، حسب تقديرات مختلفة، فيما التحق معظم “السلفيين الأردنيين” بتنظيم جبهة النصرة.
وتفسر مصادر التيار ارتفاع الإقبال من السلفيين على جبهة النصرة بعدة عوامل، أهمها تواجد النصرة في الجنوب السوري (درعا)، وهي الأقرب على منتسبي التيار في الأردن، من حيث التسلل البري الى الأراضي السورية. كما يلفت مراقبون الى وجود قادة أردنيين من التيار في “النصرة”.
خلال الشهر الماضي، التحق الأردني عمر زيدان، وهو من أبرز مؤيدي “داعش” في التيار، بالتنظيم في الرقة السورية، وأصبح مسؤولا “شرعيا” للتنظيم هناك، ناهيك عن تحول عدد من الأردنيين من تنظيم جبهة النصرة الى “داعش” بعد مبايعتهم البغدادي. 
ويرى الخبير في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية أن المقاتلين السلفيين “يجدون في “داعش” عامل جذب لهم، نتيجة اضطهاد مجتمعات السنة لسنوات طويلة في العراق وسورية، وبالتالي كانت هذه المناطق بمثابة حاضنة فكرية وعسكرية وشعبية لتنظيم الدولة”. وقال ان “معظم قيادات “داعش” ومرتباتها العسكرية تلتحق به من مناطق السنة في سورية والعراق، والتي يمتلك سكانها دوافع عقائدية وسياسية ضد النظامين الحاكمين هناك”.
ويوكد أبو هنية أن معظم المقاتلين من التيار السلفي الأردني يقاتلون في الجنوب السوري، حيث يتواجد عدد من قادة التيار في تنظيم الجبهة، كذلك فإن المسؤول الشرعي لجبهة النصرة هو الأردني فهمي العريدي، وبالتالي فإن عملية الالتحاق بالجبهة، تكون أكثر سهولة من الانضمام  لـ”داعش” وتحديدا لقرب تواجد قوات التنظيم من الحدود الأردنية الشمالية

زر الذهاب إلى الأعلى