أمانة ما تزعل ..
كامل نصيرات
يقولون : لمّا تسكّر فإنها تسكّر كلها مع بعض ..هذا ما حدث معي يوم الأربعاء في ذروة المنخفض الجوي وحين كانت الدنيا ( كبّ من الرب ) و المطر يلعب لعبته المجنونة الجميلة ..
أم وطن تعرف إنني على عجلة من أمري ..وعادة أجمع الأغراض التي سأخرج بها في كوم واحد ( الموبايل و الدخان و القداحة و مفتاح السيارة ) و اتناولها جميعاً و أخرج ..أم وطن تأخذ الموبايل لتجري مكالمة أو لأمر آخر فيه رائحة التفتيش ..وأنا أحمل أغراضي و استعجل خطاي .. نسيت الموبايل ولم أفطن له فلحقتيني أم وطن باتصال عند الجماعة اللي رحت عندهم و حكتيلي : أمانة ما تزعل …لا تخافي ..ما زعلتش ..خرجت من عند الجماعة والدنيا أيضا (كب من الرب ) و ما ابتعدت أكثر من قليل حتى طفت سيارتي وما رضيت تشتغل..تذكرتُ وصية أم وطن و ما زعلتش ..كأني مقطوع ؛بل أنا مقطوع..شفت شباب اثنين بمحل خضرة لبتُ منهما أحكي تلفون ..حلفا انهما لا يحملان تلفونات وهما ينظران لبعضهما في ضحك يقهر ..بس ما زعلتش ..الدنيا بتكب عليّ كل مطرها و دلة القهوة بإيد و اللاب توب بإيد ولا سيارة راضية توقف ..وما زعلتش …أخيراً لقيت تكسي وقفلي ..ساومني ..وافقت على جميع شروطه ..ثلاث ليرات مش مشكلة وما زعلتش ..بنص الطريق حكالي : لازم أربعة ..ضحكت و قلت له : أربعة أربعة ..وما زعلتش ..من المفترض أن يكون ضيفي يومها الزميل نايف المعاني في برنامجي التلفزيوني ..شحدت تلفون حسين الجغبير الذي وصلتُ إليه مبللا مبهدلاً .. أتصلت على نايف المعاني أكثر من خمس مرات لتأجيل الحلقة وتلفونه مغلق ..وما زعلتش …شكراً أم وطن ..لأنني ما زعلتش ..يا الله شو بليد أنا ..؟! ولكن أشعر أنه حان وقت الانفجار ..