عن المعارضة

كامل نصيرات

بعد كل هذه المسيرة من النضال وادعاء التمرد..يتبين أن المعارضة لدينا لم تستطع أن تصل إلى الجماهير ..و أن الجماهير لا تعرفها إلا بالمناسبات الكبيرة فقط .. وأن خطاب المعارضة ليس موجهاً إلى الجماهير رغم أنه خطاب جماهيري ..بل موجه إلى بعضهم البعض ..!
أتذكّر دائماً كثيراً من الأعمال سواء الفنية او الأدبية أو الخطاب السياسي الموجه إلى الغرب ..و عندما كنتُ أقول لهم : ولكنه لا يصل إلى الغرب بالمرّة ..و إننا نحن الوحيدون القارئون و المشاهدون له ..كانوا يسكتون أو يقولون : مهو لازم نلقى طريقة نوصل خطابنا إلى الجماهير الغربية و نفهمهم الحقيقة ..!! و قضيتُ عمري و الجماهير الغربية بانتظار وصول صورتنا الحقيقية لهم ..و نحن لم يتعدّ خطابنا أذن من يجلس بجنبنا و يغلق أذنيه أيضاً ..
و كذلك هي المعارضة لدينا ..نفس الأشخاص ..نفس المجموعات ..نفس الكلمات ..ذات الصراخ ..ذات بلاطين الجينز ..ذات اللحى ..ذات الموبايلات ..ذات النظارات ..ذات التخوين ..ذات الامكنة ..ذات الفوقية ..ذات احتكار الحقيقة ..ذات الفردية ..ذات الاغاني ..ذات العصير ..ذات السندوش..ذات الجرابات..ذات التزبيط ..ذات التشكيك ..ذات القلّة ..ذات الذات المتضخمة ..!!
المعارضة التي تنقص يوماً بعد يوم ..و التي لا يعرفها الشعب و تفشل في الوصول إليه .. والمعارضة التي لا تتطور ولا تطوّر أدواتها ..والمعارضة التي تدعوك إليها لتكون في حساباتها رقماً فقط ..هي نفس عقلية الحكومات و الأنظمة العربية ..و الفرق الوحيد بينهم أن المعارضة تسعى لتكون حاكماً عربياً ..و الانظمة العربية تسعى حتى لا تكون معارضة ..!!
وبس خلاص ..ما فيش كلام تاني.

زر الذهاب إلى الأعلى