يافا الجميلة
همسات: زياد جيوسي
(يا لهذي اليافا.. لقد فعلت فعلها بعشاقها فتوحدوا معها فسكنتهم ولو على شكل صورة تناقلتها أيديهم ونقلتها وديعة لأيدي الأبناء والأحفاد).. هكذا همست الكاتبة أسماء ناصر أبو عياش، ابنة عائلة ناصر اليافية الأصيلة وهي تروي حكاية يافا على ألسنة عشاقها الذين عرفوها قبل النكبة في كتابها: يافا أم الغريب.
فزرعت أسماء كل مشاهد يافا من جديد في ذاكرتي وجددت الحلم، وأعادت لذاكرتي جدي الحنون وهو جدي لأمي، حين أوصاني وأنا في المعتقل عام 1977 هامسا لي من خلف قضبان الزيارة: يا جدي إن رأيت يوما يافا فاقرأ على روحي الفاتحة على شاطئ العجمي، ورحل بعدها من عالمنا، وحين تمكنت أول مرة من زيارة يافا مع أحد أصدقائي بمرور سريع في عام 1998 كوني كنت لا أحمل تصريحا للزيارة، نفذت رغبة جدي ومسحت وجهي بمياه البحر هناك وقرأت على روحه الفاتحة..
ولم أرى يافا بعدها الا في هذه الزيارة التي التقطت بها هذه الصور في 20/11/2017، زيارة رافقتني بها صديقتي الاعلامية منى عساف والتي تعرف كل أحياء وتراث يافا جيدا، فكانت دليلي في الجولات، حيث أهدي هذا الشريط والجهد للفنانة التشكيلية (فجر ادريس) ابنة يافا والتي هُجر أهلها منها، والتي كانت تطلب مني بإلحاح أن أحضر لها بعض من تراب شاطئ العجمي في يافا، وحين أحضرته لها إلى عمَّان بعد هذه الجولة، حضنته وقبلته وتنشقت عبق البحر فيه ونزلت دموعها بقهر. وسعيد أني لبيت رغبات العزيزة فجر ادريس ابنة يافا والمتعلقة روحها بها وهي التي تسكن أطراف عمَّان عاصمة الأردن الجميل..
هي يافا كانت وستبقى وستعود ذات يوم، وأما أنا فسأهمس مع روح الشهيد محمود الأفغاني:
يافا ترى يوما أراك بأعيني
أم يا ترى ألقاكِ بعد حِمامي
فلعلني بعد الممات أزورها
فيطيب فيها مرقدي ومقامي
هذه اللقطات بعدستي في هذه الزيارة أشارككم بها ضمن مجموعة الأشرطة التي أنجزتها عن الوطن والمعروضة في قناتي على اليوتيوب “قناة البيدر للثقافة”، هذه القناة المتخصصة ببوح الأمكنة عن الوطن والتي تنتظر مشاركتكم بها من خلال الضغط على اشارة LIKE ودعمها المعنوي من خلال المشاهدة والمتابعة للأشرطة التي تجول بكم أنحاء وطننا المحتل ليعرفها كل من لم يعرفها.